تنامي الجريمة واستفحال الفوضى بالسويقة يزرع الرعب وسط ساكنة حي كولوش بوجدة
عبدالقادر كتــرة
عبر سكان حي الحسني ومحيط سويقة “الجردة” بكولوش بمدينة وجدة عن تخوفاتهم واستيائهم وتذمرهم من سلوكات واعتداءات بعض الجانحين من ذوي السوابق العدلية، كان آخرها جريمة قتل راح ضحيتها سبعيني، مساء الثلاثاء 8 شتنبر 2020، بعد إصابته بطعنة قاتلة بواسطة سكين وجهها له جانح لا يتجاوز الثامنة عشر من عمره.
وتعتبر هذه الجريمة الثالثة من نوعها في أقل من ثلاثة أشهر ، حيث سبق أن عرف نفس الحي، صباح الإثنين 13 يوليوز الماضي، جريمة قتل، راح ضحيتها رجل يبلغ من العمر 42 سنة ، بعد أن تلقى ضربة قاتلة بواسطة مطرقة على مستوى الرأس، عقب خلاف حصل بينه وبين القاتل أثناء معاقرتهما للخمر بالمكان المذكور.
ولفظ شاب في عقده الثالث أنفاسه الأخيرة بمستشفى الفارابي بوجدة، صبيحة عيد الأضحى، متأثرا بجروح كان قد أصيب بها، ليلة الخميس 31 يوليوز 2020، بعد شجار نشب بينه وبين أحد جيرانه هو الآخر في عقده الثالث وتطور هذا النزاع إلى شجار وجه خلاله الجاني الجانح إلى الضحية ضربة بقنينة من الزجاج أصابته على مستوى قلبه سقط إثرها مضرجا في دمائه، قبل أن يتم نقله إلى مستعجلات المركز الاستشفائي الفارابي بوجدة.
من جهة أخرى، تحولت الحديقة المحاذية لمسجد المنصور الذهبي إلى ملجأ للسكارى والمتسكعين والشمكارة والمتعاطين لجميع أنواع الممارسات المشينة، دون حياء ولا خجل ولا حتى في صمت وبعيدا عن عيون المارة، بل صخبهم وصراخهم وكلامهم النابي يثير قلق المواطنين ويزرع الرعب في نفوسهم.
سكان الأحياء المحيطة بالحديقة والمسجد استبشروا خيرا بإعادة تأهيل الحديقة التي أصبحت تحتضن نهار بعض الأنشطة الرياضية للأطفال وحتى الكبار وتعوض قلة ملاعب القرب، كما سَعِد المرتادون لبيت الله بإعادة بناء مسجد “المنصور الذهبي” وتأهليه بالمدينة الألفية الوضع الذي أصبح معه هذا المسجد يستقطب عددا من المصلين في أوقات الصلاة ليلا ونهارا.
المواطنون استغربوا جرأة هؤلاء الجانحين اللذين يلجؤون إلى الحديقة التي تقع بين المسجد ومؤسسة اجتماعية للفتاة على واجهة شارع كبير، شارع المنصور الذهبي، دون خوف ويمارسون من الأفعال المشينة ما لا تقبله الأخلاق ولا التقاليد، كما أن هؤلاء، غالبا ما يكونون مدججين بأسلحة بيضاء، قد يستعملونها عند الحاجة فيما بينهم أو إذا ما “أقلق راحتهم” الغاضبون من المواطنين.
ظاهرة أخرى استفحلت في أغلب الأحياء بنفس الفضاء تتمثل في التجول بالكلاب بمختلف أنواعها وأحجامها، بين الأحياء وأزقتها تورع الرعب وسط الساكنة وأطفالها وتهدد أمنهم وسلامتهم، وقد تهيج وتهاجم بعض المارة خاصة منهم الأطفال، كما وقع أواخر الشهر الماضي حيث هاجم قطيع من الكلاب أطفالا بحي التقدم وعض أحدهم طفلا على مستوى الخصر.
أما سويقة الحي المعروفة ب”سويقة الجردة” فقد تحول فضاؤها إلى إسطبل ضخم على الهواء الطلق تُربط فيه البهائم من حمير وبغال يجلب روثها جميع الحشرات الضارة الحاملة لجميع أنواع المرضى المتنقلة ناهيك عن الروائح الكريهة التي تنبعث من أكوام الأزبال ومخلفات المنتوجات على طول الطرقات والأزقة المحيطة بالحي والمخترقة له.
هذا دون الحديث عن احتلال الملك العمومي بالسطو على الأرصفة والطرقات العمومية بإغلاق المنافذ المؤدية للحي من شارعها الرئيسي وأزقتها بالعربات المدفوعة والمجرورة على مدى أيام الأسبوع بعدما كان الوضع يتعلق بيوم السبت فقط، حيث يستحيل السير والجولان داخل الأحياء مما يعيق تحركات السكان من وإلى منازلهم
جمعيات ومواطنون متضررون بالحي وجهوا رسائل ونداءات إلى السلطات المحلية والولائية والأمنية كما يعتزمون مراسلة وزير الداخلية، حسب ما صرح به أحد رؤساء الجمعيات للجريدة، للمطالة بالتدخل الفوري والعاجل لوضع حدّ لهذه الظواهر المشينة والتي لم يسبق أن شهدها المجتمع المغربي، كما التمسوا من المسؤولين بولاية أمن وجدة تكثيف دوريات الشرطة بالمحيط من أجل تطهير المكان من هؤلاء الخارجين عن القانون وعن أعراف وتقاليد المجتمع وتأمين سلامة وحياة الساكنة.
هذا الحي الذي بذل من أجله مجموعة من شبابه وجمعياته مجهودات جبارة لتنظيمه وتزيينه وتنظيفه خلال الأشهر الأخيرة، يبدو أنه تحول إلى بؤرة سوداء خطيرة بالمدينة، يستوجب تدخلا عاجلا قبل استفحال الوضع إلى الأسوء، وذلك بتحرير الملك العمومى من محتليه وبتطهيره من المنحرفين عبر الحملات الأمنية كإجراء احترازي لتفادي وقوع جرائم من هذا القبيل مستقبلا.