ظاهرة هجرة الشباب الجزائريين “الحراكة” تستفحل وتزرع الرعب بأوروبا
عبدالقادر كتــرة
أعلنت السلطات الجزائرية أن قاربا على متنه 15 مهاجرا، جميعهم جزائريون، انقلب أمس الخميس 17 شتنبر 2020، قبالة ولاية مستغانم، وأسفر الحادث عن غرق 4 وإنقاذ 5 آخرين، بينما يتواصل البحث عن الـ6 الباقين.
وأعلن الحرس المدني الإسباني أن الشواطئ الجنوبية تشهد موجة كثيفة في عمليات وصول قوارب الهجرة القادمة من الجزائر حيث تم تسجيل وصول أكثر من 400 مهاجر في الأيام الماضية. وتشير إحصائيات رسمية إيطالية وإسبانية أن عدد الحراقة الجزائريين الذي غادروا البلاد على متن قوارب الموت بلغ نحو 3446 منذ بداية العام الجاري.
وبلغ عدد المهاجرين السريين الجزائريين (الحراقة) الذين وصلوا إلى السواحل الإيطالية 921 شخص منذ بداية العام 2020، وفق أرقام رسمية نشرتها الثلاثاء وزارة الداخلية الايطالية، تزامنا وزيارة مسؤولتها الأولى “لوتشيانا لامورجيزي” إلى الجزائر.
وبلغ عدد الجزائريين الذي بلغوا سواحل جنوب اسبانيا منذ يناير الماضي نحو 2703 “حراك”، حسب إحصائيات رسمية لوزارة الداخلية نشرتها صحيفة “إل كونفيدنثيال” قبل أيام، وأشارت إحصائيات الداخلية الاسبانية إلى أن الجزائريين يأتون في صدارة الحراكة الذين وصلوا اسبانيا في عام 2020، بما يمثل نحو 55 بالمائة من إجمالي المهاجرين السريين الذين وصلوا سواحل إسبانيا مطلع العام البالغ عددهم 4916 (حتى نهاية جويلية).
ظاهرة “الحراكة” الجزائريين تزايدت مع وصول الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للحكم وعجز حكومته في تسيير أزمة وباء كورونا، بعد أن تضاءل أمل تغيير النظام وسجلت الحرقة أرقامًا مرعبة حيث أحبطت السلطات الجزائرية أكثر من ألف محاولة هجرة خلال خريف العام الماضي.
وتساءلت عديد الصحف والقنوات التلفزيونية الاسبانية، عما يجري في الجزائر، بعد وصول 454 مهاجرًا جزائريا على متن 31 قاربا في نهاية الأسبوع الماض إلى مدن “مورسيا” و”كارتاخينا” و”اليكانتي” و”أيبيزا حيث وصفت العملية بانها إنزال غير مسبوق.
وأظهرت الفديوهات المتداولة أطباء إسبان وهم يقومون بفحوصات على مئات الاشخاص قالوا انهم قدموا من السواحل الغربية للجزائر بينهم أشخاص مصابون بفيروس كورونا.
“وصول جزائريين إلى إسبانيا لقي تفاعلًا على وسائل التواصل الاجتماعي حيث عبر البعض عن أسفه لرؤية مواطني دولة غنية مثل الجزائر يركبون قوارب الموت وعلق آخرون بأن أزمة كورونا فضحت عجز الحكومة وعدم قدرتها في منح الأمل للمواطنين حيث بات الكثير مقتنعًا ان المخاطرة بالحياة في البحر أفضل من الموت بكورونا أو دخول السجن بسبب التعبير عن الرأي”، حسب الأعلام الجزائري.
وشنت أحزاب وتشكيلات سياسية ايطالية في جزيرة سردينيا، هجوما عنيفا على الحكومة المركزية في روما بسبب استمرار تدفق قوارب الحراكة الجزائريين، واتهمت الحكومة بأنها عاجزة عن التصرف. وطلبت استخدام سلاح البحرية لوقف تدفق الحراقة الجزائريين على جزيرة سردنيا، وهو المقترح الذي قوبل بالرفض من طرف الحكومة الإيطالية.
واستنفرت دول أوروبا، خاصة منها إسبانيا وإيطاليا، قواتها من الحرس البحري، بسبب تزايد عدد المهاجرين السريين “الحراكة” عبر قوارب الموت، الوضع الذي دفع وزيرة الداخلية الإيطالية “لوتشانا لامورجيزي”، إلى زيارة الجزائر الثلاثاء الماضي، لبحث مسائل الهجرة غير الشرعية مع دول الضفة الجنوبية للمتوسط، بعد تداول تقارير تحذر من موجات هجرة سرية من إفريقيا إلى أوروبا، قد تصل إلى مليونين بين سنوات 2021 و2022 و2023، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة للغاية في كامل القارة الإفريقية ، بحسب ما تناقلته وسائل الإعلام الجزائرية.
وتتهيأ دول الضفة الغربية من البحر المتوسط للقارة العجوز، لاستقبال موجات هجرة سرية ضخمة عبر البحر المتوسط قد تكون غير مسبوقة تاريخيا، تمتد من مصر إلى المغرب مرورا بـليبيا وتونس والجزائر، تفوق في ضخامتها موجة الهجرة السرية القادمة من سوريا أثناء تفاقم الحرب الأهلية في هذا البلد.
وعزت أسباب هذه الهجرة السرية من إفريقيا إلى أوروبا، إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه أغلب الدول الإفريقية، بسبب وباء فيروس كورونا، والمشكلات الاقتصادية التي تعيشها الدول الإفريقية منها دول شمال ووسط القارة بما فيها دول غرب إفريقيا والساحل والصحراء، بسبب الجائحة.