ذاكرة مدينة وجدة المعرفية: مولاي العباس الأمراني (1902-1983)- الحلقة 65
بدر المقري
ولد العلامة مولاي العباس بن بناصر الأمراني بمدينة مكناس، سنة 1902. ومما تجب الإشارة إليه أن آل الأمراني، من شرفاء زاوية الأمراني بتافيلالت.
وبعد أن أنهى مولاي العباس المرحلة الأولى من طلبه العلم في مكناس، شد الرحال إلى جامع القرويين بفاس سنة 1922، و تخرج بجماعة من مشاهير علماء المغرب، من أمثال: محمد بن جعفر الكتاني و محمد بن العربي العلوي و أبي شعيب الدكالي.
و قد عين مولاي العباس الأمراني قاضيا بمدينة وجدة يوم 25 نونبر 1946، و أعفي يوم 23 أكتوبر 1950. و لم يكتف مولاي العباس الأمراني بوظيفته، بل كان مشاركا أيضا في تدريس التفسير و صحيحي البخاري و مسلم و الفقه و أصوله و المنطق و البلاغة، بالمدرسة العلمية الملحقة بالجامع الكبير بوجدة.
و قد وصف منهجه في التدريس بوجدة أحد تلاميذه، فقال ما يأتي:
(كان يصول و يجول في دروسه التي تمتاز برشاقة الأسلوب و فصاحة التعبير و بيان الإلقاء. فقد كان يصور جزيئات موضوع الدرس في عرض شيق، كأنها أمر محسوس. و لم يكن متمكنا فقط مما يدرسه، بل كان أيضا يتذوق ما يدرسه. فهو يدرك أسرار ما يلقنه لطلبته، و يتعمق في حقائقه، و يحل عويصه، و يفتح مغلق عويصه). وقد توفي العلامة مولاي العباس الأمراني رحمه الله بمدينة فاس، يوم السبت 9 يوليوز 1983.
