امام انتشار الوباء بشكل خطير مدينة وجدة والجهة الشرقية تستنجد بصاحب الجلالة
قدوري الحسين
في ظرف اسبوع واحد سجلت الجهة الشرقية 3534 اصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد ـ كوفيد 19 ـ و 86 حالة وفاة (من 29 اكتوبر الى 4 نونبر ) ، سجل بوجدة وحدها 1713 حالة جديدة مؤكدة ، و 27 حالة وفاة …وما زال الوضع الوبائي بالجهة بصفة عامة ومدينة وجدة بصفة خاصة يعتبر خطيرا ، سواء من حيث ارتفاع اعداد الاصابات او من حيث ارتفاع اعداد الوفيات ، وهو الارتفاع الذي يطرح عدة نقاط استفهام ، مما يعني ان غرف الآنعاش اصبحت غير كافية لاستقبال العديد من الحالات الحرجة والخطيرة التي يكون مصيرها في اغلب الأحوال الانتقال الى بارئها …
واننا اذ نحيي الأطقم الطبية سواء بمستشفى الفارابي او بالمركز الاستشفائي محمد السادس التي توجد في الخندق المباشر لمواجهة الفيروس ، والعمل ليل نهار لانقاذ ارواح المصابين بكل مغامرة وتضحية قد تكون اصابتهم هم ايضا بالفيروس اللعين ثمن هذه التضحية …الا اننا وقابل ذلك اعلنا ومنذ البداية وقبل حوالي شهرين ، انه يجب على الجهات المختصة والمسؤولة مركزيا توفير ودعم مختلف التجهيزات الصحية بالمستشفيات الاقليمية بالجهة الشرقية ، تفاديا لأية مفاجأة ، وتفاديا لخروج الوضع الصحي عن السيطرة ، وهو ما وقع بالفعل …
هذا وقد وجه مختلف النواب البرلمانيين بالجهة الشرقية رسائل النجدة ، رسائل الاستغاثة ، رسائل الغوث ، سواء الى رئيس الحكومة ، او الى وزير الصحة ، ووزير الداخلية ، مطالبين بارسال مستشفى عسكري ميداني بشكل مستعجل لانقاذ ما يمكن انقاذه قبل حدوث الكارثة ، وارتفاع اعداد الوفيات ….ورغم مرور اكثر من اسبوع على هذه الرسائل من ممثلي الأمة بجهة الشرق ، فان الوزراء المعنيين لم يحركوا اي ساكن ، بل كل ما قام به وزير الصحة انه ارسل شحنة من التوابيت ـ الصناديق ـ لدفن ضحايا كورونا … الأمر الذي اثار سخط مواطني الجهة الشرقية ، معتبرين تصرف وزير الصحة احتقارا وتهميشا لهذه الاقاليم …
وما زاد الطين بلة هو الفوضى التي عرفها توزيع الأدوية على مرضى ـ كوفيد 19 ـ الذين لم يكن امامهم خيار سوى مغادرة مساكنهم ، ومغادرة الحجر الصحي والتظاهر امام مستشفى الفارابي مطالبين بالأدوية رغم كل ما في ذلك من خطورة انتشار الوباء …لتصدر بعد ذلك المندوبية الجهوية للصحة بلاغا تعترف فيه بالتطورات الخطيرة للوضعية الوبائية بالجهة الشرقية وبمدينة وجدة خصوصا حيث اعلنت في بلاغها ذاك انه تم تخصيص 6 مراكز صحية حضرية بوجدة وتجهيزها بالتجهيزات الضرورية للتشخيص والعلاع ….وكل ما نتمناه ان تقوم هذه المراكز على الأقل بتوزيع الدواء للمصابين بشكل مستعجل وبدون اية تعقيدات
ومع ذلك فان اعداد المصابين سجلت اليوم الاربعاء 4 نونبر 2020 رقما قياسيا بجهة الشرق ب 781 اصابة جديدة ومدينة وجدة ب 424، اصابة جديدة وبذلك تحتلان المرتبة الأولى على الصعيد الوطني بناء على الكثافة السكانية ،، وبعدما ظلت نداءات واستغاثة النواب البرلمانيين بجهة الشرق حبرا على ورق ، ولم تجد الآذان الصاغية من طرف اي وزير ، فان ساكنة الجهة الشرقية تستنجد بصاحب الجلالة لايفاد مستشفى عسكري ميداني لتخفيف الضغط على مستشفى الفارابي والمستشفى الجامعي ، وللحد من اعداد الضحايا وفيات الفيروس التي هي في ارتفاع كبير .
وفي الأخير ، وفي انتظار ما قد ياتي و لا يأتي ، نوجه نداء لساكنة مدينة وجدة ، واقاليم الجهة الشرقية ان تكون في مستوى الوعي الذي تتطلبه الظرفية الحرجة التي تمر بها المنطقة ، وان تلتزم بشكل صارم بكل شروط الوقاية بوضع الكمامات بشكل دائم ، والالتزام بمسافة الأمان والتباعد ، بالاضافة الى النظافة وتعقيم اليدين بشكل مستمر ومتكرر …كما نوجه ندائنا للسلطات المسؤولة ان تتعامل بصرامة مع كل من يخل بشروط السلامة دون تهاون او تراخ ، وبدون تظافر الجهود فان الجهة الشرقية ومدينة وجدة ستفقد البوصلة وسيخرج الوضع الصحي عن السيطرة ، وستنهار المنضومة الصحية ، وستكون الكارثة لا قدر الله
فاللهم انا سألك ان ترفع عنا هذا الوباء