زحف الوباء على مدينة وجدة..إلى أين ستدفع بنا أمواج الاستهتار
الأستاذ منير الحردول
أمام التزايد المخيف لحالات الإصابة بالوباء المستجد
الغامض لحد الآن في كل شيء، وزخفه الذي تحول من المخيف للمرعب، هذا الزحف الذي نالت الجهة الشرقية نصيبا كبيرا منه، خصوص مدينة وجدة، المدينة التي تشهد أرقاما يومية أمست مقلقة ومتذبذبة، والتي تتجاوز في بعض الاحيان 300 حالة في كل 24 ساعة، هذا بالإضافة إلى وفيات أصبحت شبه يومية، لدرجة أن أغلب الأسر القاطنة في مجالها الترابي (وجدة) يتوجسون من مدى وقدرة الإجراءات المتخذة على تحقيق النجاعة الكاملة، في ظل وضع يتسم بالغموض من ناحية الالتزام بالتدابير الصحية الصارمة، والقدرة على تتبع المخالطين ومخالطي المخالطين، وما يترتب عن ذلك من الصعوبة في حصرهم وتتبعهم اليومي والدوري، هذا مع تواتر أخبار عن تزايد الضغط الكبير على الأطقم الطبية والتمريضية والمصالح الخاصة بالحالات المستعجلة، وغيرها كثير.
أصبحت الأسئلة تزداد خوفا من احتمالية العودة للحجر الصحي المؤقت والدوري من جديد، وما لذلك من آثار وخيمة من الناحيتين الاقتصادية والإجتماعية، على ساكنة حدودية تعاني أصلا من مشاكل اقتصادية بنيوية موروثة، عن تعنت من قبل جيران لا زالت عقلية الحرب الباردة والطموحات العنادية تسيطر على بعض من يهندس لسياسة العداء لمغرب، هذا المغرب يمد يده باستمرار لأخوة دائمة، مفعمة بأمل فتح الحدود والسماح بالتحركات السكانية.
ولعل احتمالية العودة للحجر الصحي الشامل، ولو مؤقتا، أصبت تطرح بشدة، أما وضع وبائي غير مستقر من حيث الإصابات!
لذا، فمواصلة الاستهتار، وتجاهل ارتداء الكمامات، وعدم الالتزام بالتباعد الإجتماعي، والعناق الحار، والتجمعات المكدسة في المقاهي، والأسواق، والمؤسسات التعليمية، قد تدفع بأهل المدينة للإغلاق على أنفسهم قسرا وليس طوعا.
فيا عقل تعقل، الوباء فيروس غامض، فلا تجعوا الغموض يزداد قتامة بفعل الاستهتار اللامسؤول، من قبل من لا يبالي بخطر يهدد الجميع!
ولعل الاستهتار، والحياة طبيعية، وعدم احترام التدابير الاحترازية بما فيها التباعد الإجتماعي وارتداء الكمامات الصحية الواقية، والضغط الكبير على الصفوف الأمامية من أطباء والهيأة التمريضية والسلطات العمومية، بالأخص رجال الأمن وسلطات الداخلية بمختلف رتبهم، وارتفاع نسبة الإصابات اليومية بالفيروس المستجد، واتساع دائرة المخالطين ومخالطي المخاطين، وصعوبة حصرهم، والتكلفة الكبيرة لانجاز التحاليل الخاصة بالكشف عن الفيروس بالنسبة لهم، والإكراهات الموضوعية التي تواجه هذا الكشف، ناهيك عن التكدس في بعض المقاهي والازدحام في الأسواق، واللامبالاة الغريبة من طرف من يرتاد الشوارع. عنوان عريض لحالة ما فوق الاستهتار التي أزاحت حكمة العقل، ودفعت بالكثيرين إلى القول أن الأمور عادية ما دامت نسبة الشفاء عالية! في مدينة أمست تحتل الرتبة الأولى في عدد الإصابات مقارنة بالكثافة السكانية على المستوى الوطني.
إذ أن مظاهر اللاوعي، تتطلب ربما رجة مفاجئة عنوانها فرض حظر للتجول مدة محدودة، على الأقل يوم إلى يومين في الأسبوع، أو مدة أسبوعين مع تشديد هذا الحظر، بشرط أن تفكر الدولة والسلطات المختصة بتزويد الفئات المحتاجة بكل الاحتياجات الضرورية العضوية المعيشية، واعفاء ساكنة الجهة من فواتير الدفع في فترة الحجر، مع الأخذ بعين الاعتبار الحالات الإنسانية، وتوعية الساكنة إعلاميا وبصفة قبلية عن حتمية اللجوء هذا الحظر لما له من أهمية قصوى لوضح حد لانفلات الفيروس! وذلك بهدف الاستعداد له وتقبله من الساكنة جمعاء!
ها نحن نقترح من جديد، في إطار المواطنة الفاعلة، والمقاربات التشاركية، و التي جاء بها العهد الجديد.