فرار قطاع الطرق ل”بوليساريو” بسرعة البرق بعد إحراق خيامهم من الكركرات بعد وصول الجيش المغربي للنزهة بالمنطقة
عبدالقادر كتــرة
مباشرة قبل وصول القوات المسلحة الملكية في نزهة إلى معبر “الكركرات” سارع قطاع الطرق التابعين لعصابة “بوليساريو” إلى إطلاق سيقانهم للريح مرعوبين منكسرين للنجاة بأرواحهم هاجرين خيامهم البالية بعد أن أحرقوها حيث لم يبق منها إلى أدخنة متصاعدة، مُوَلّين الأدبار إلى مخيمات الذل والعار بتندوف بالجزائر، يولولون كالنساء ويصرخون كالأطفال.
وروجت الجبهة في ذات البيان الانهزامي البئيس واليائس، “أن المغرب نفذ عملية عسكرية على مستوى ثلاث نقاط في الجدار، وأنه وقعت مواجهات عسكرية حامية الوطيس في الحلم بين الطرفين في الساعات الأولى من الفجر”، لكن استيقظوا من الكابوس المغربي وسارعوا مهرولين تائهين لا يعرفون أي سبيل للنجاة.
عناصر “بوليساريو” التي ظلت تقوم بقطع معبر “الكركارات” على الحدود المغربية الموريتانية منذ حوالي ثلاثة أسابيع، حسب موقع الأول، انسحبت “هاربةً” بمجرد رؤيتهم لقوات الجيش الملكي الذين تحركوا لتأمين المعبر والسماح بعودة الحركة المدنية والتجارية.
وتابعت المصادر أن عناصر “بوليساريو” حاولت الهروب في اتجاه موريتانيا إلا أنهم اصطدموا بالجيش الموريتاني”، كما شوهد غبار ودخان كثيف بمنطقة “قندهار”.
وتابع البلاغ، هذه العملية التي ليست لها نوايا عدوانية وتتم وفق قواعد التزام واضحة، تقوم على تجنب أي احتكاك مع أشخاص مدنيين وعدم اللجوء إلى استعمال السلاح إلا في حالة الدفاع الشرعي.
موقع “le 360” أفاد أن ميليشيات “بوليساريو” المسلحة التي فرت من منطقة الكركرات قامت بشن أعمال عدائية في منطقة المحبس، وقد ردت القوات المسلحة الملكية بمضادات الدبابات وقامت بتحييد العدو، بحسب مصادر موثوقة.
يذكر أن القوات المسلحة الملكية قد أعلنت، صباح اليوم الجمعة 13 نونبر 2020، أنها أقامت جدارا أمنيا لتأمين تدفق البضائع والأشخاص عبر معبر الكركرات. وقد فرت ميليشيات “بوليساريو” المسلحة من المنطقة بعد أن أشعلت النيران في الخيام التي نصبت على بعد 2.5 كيلومتر جنوب معبر الكركرات الحدودي.
وقررت جبهة “بوليساريو”، التي أعلنت العودة إلى الحرب في بيان رسمي، شن أعمال عدائية شمالا في منطقة المحبس، لكن القوات المسلحة الملكية قامت بتحييدهم بسرعة وسهولة.
وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، قد أصدرت بلاغاً أشارت فيه إلى أنه على إثر عرقلة الميليشيات المسلحة لـ”بوليساريو” للمحور الطرقي الرابط بين المغرب وموريتانيا، قامت القوات المسلحة الملكية، ليلة الخميس- الجمعة، بوضع حزام أمني لتأمين تدفق السلع والأفراد عبر المنطقة العازلة للكركرات.
وسبق لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن أعلنت أنه أمام الاستفزازات الخطيرة وغير المقبولة لميليشيات “البوليساريو” في المنطقة العازلة للكركرات في الصحراء المغربية، “قرر المغرب التحرك، في احترام تام للسلطات المخولة له.
وتابعت الوزارة في بلاغ لها أنه بعد أن التزم بأكبر قدر من ضبط النفس، لم يكن أمام المغرب خيار آخر سوى تحمل مسؤولياته من أجل وضع حد لحالة العرقلة الناجمة عن هذه التحركات وإعادة إرساء حرية التنقل المدني والتجاري.
وأضافت الوزارة، “البوليساريو” وميليشياتها، التي تسللت إلى المنطقة منذ 21 أكتوبر 2020، قامت بأعمال عصابات هناك، وبعرقلة حركة تنقل الأشخاص والبضائع على هذا المحور الطرقي، وكذا التضييق باستمرار على عمل المراقبين العسكريين للمينورسو.
وأشارت وزارة الخارجية إلى أن هذه التحركات الموثقة تشكل بحق أعمالا متعمدة لزعزعة الاستقرار وتغيير الوضع بالمنطقة، وتمثل انتهاكا للاتفاقات العسكرية، وتهديدا حقيقيا لاستدامة وقف إطلاق النار.
مؤكدةً على أن هذه التحركات تقوض أية فرص لإعادة إطلاق العملية السياسية المنشودة من قبل المجتمع الدولي.
ومنذ 2016، ضاعفت “البوليساريو” هذه التحركات الخطيرة وغير المقبولة في هذه المنطقة، في انتهاك للاتفاقات العسكرية، ودون اكتراث بتنبيهات الأمين العام للأمم المتحدة، وفي خرق لقرارات مجلس الأمن التي دعت “البوليساريو” إلى “وضع حد” لهذه الأعمال الهادفة إلى زعزعة الاستقرار، حسب البلاغ.
وقد نبه المغرب في حينه الأمين العام للأمم المتحدة وكبار المسؤولين الأمميين وأطلعهم بانتظام على هذه التطورات الخطيرة للغاية. كما طلب من أعضاء مجلس الأمن والمينورسو، وكذا عدة دول جارة، أن يكونوا شهودا على هذه التحركات.
وأوضحت الوزارة أن المغرب منح كامل الوقت الكافي للمساعي الحميدة للأمين العام للأمم المتحدة ولبعثة المينورسو من أجل حمل “البوليساريو” على وقف أعمالها الهادفة إلى زعزعة الاستقرار ومغادرة المنطقة العازلة للكركرات.
إلا أن دعوات المينورسو والأمين العام للأمم المتحدة، وكذا تدخلات العديد من أعضاء مجلس الأمن، ظلت للأسف بدون جدوى.
وتتحمل “البوليساريو”، وحدها، كامل المسؤولية وكل عواقب هذه التحركات.