لمن ازداد بعد سنة ,1975 وحتى نتذكر ولا ننسى….. من هي البوليساريو ؟
ذة. سليمة فراجي
من هي البوليساريو ؟
بالرجوع الى المحطات التاريخية الموثقة ومختلف الوقائع والاحداث يتبين بالحجة والدليل ان الجزائر هي من كانت وراء تأسيس جبهة البوليساريو سنة 1973 , عبر الاتصال بمن باع ضميره رخيصا في سوق النخاسة وخيانة الوطن،
خصوصا اذا علمنا ان الجبهة لم تواكب الاحتلال الإسباني ولم تكن متواجدة إطلاقا في اقليم الصحراء حتى توصف بحركة تحرر وطني، وانما نشأت في القطب الجزائري بشهادتنا آنذاك كتلاميذ وطلاب بالجامعات ، وبدعم مادي ومعنوي من الحكومة الجزائرية التي خصصت مواردها النفطية لدعم الجبهة والعمل على خلق كيان لها من جهة، ثم الدفاع عنها وبذل المال لأداء مستحقات للمرتزقة والأبواق المأجورة والاستماتة من اجل الدفاع عنها في المحافل الدولية و أمام المنتظم الدولي لبلوغ الهدف المنشود، الا هو الاعتراف بها من طرف منظمة الوحدة الافريقية و المنتظم الدولي من جهة اخرى
علما ان عملية سحب الاعتراف عرفت تزايدا ملحوظا وان الدعم المادي من طرف الجزائر لبعض الدويلات كان هو الباعث الدافع وراء الاعتراف بجمهورية وهمية لا تمثل شعبا او دولة محتلة
، ولعل الحديث عن نشأة وتأسيس الحركة من طرف المحتضنة لها يدفعنا الى الحديث عن الجهاز المؤسس ، الذي يتكون من مواطنين مغاربة على رأسهم المؤسس الاول الولي مصطفى الذي ولد ببئر لحلو شمال الصحراء المغربية وترعرع في مدينة طاتطان و تابع تعليمه بتارودانت ثم حصل على الإجازة بكلية الحقوق بالرباط سنة 1970 , اما خلفه محمد عبد العزيز فقد ولد بمراكش وترعرع بها والتحق بالجامعة بالرباط ثم انضم الى جبهة البوليساريو سنة 1975
, وبالتالي كيف يعقل ان نعتبر استقطاب مغاربة الى قطر مجاور وصنع كيان لا يمثل شعبا او إقليما ونسميه حركة تحرر ؟ ونسخر له الاموال من اجل فرض وهم لا وجود له الا في مخيلة من صنعه ، بل وحتى اذا اعتبرنا الامتداد الجغرافي والجانب التاريخي والديموغرافي فانه من المستحيل فصل سيدي افني و طرفاية المسترجعتان منذ 1979 عن باقي الأقاليم الصحراوية ، ولعل قرار محكمة العدل الدولية الصادر سنة 1975 والذي أعقبه خطاب المغفور له الحسن الثاني الذي اعطى الانطلاقة للمسيرة الخضراء من اجل استرجاع المغرب لأراضيه ، أقر بوجود روابط تاريخية وقانونية تشهد بولاء القبائل الصحراوية لسلاطين المغرب ، وان الجبهة التي أسستها الجزائر فوق ترابهاسنة 1973 من طرف مواطنين مغاربة لم تكن تعرف الوجود اثناء الاحتلال الإسباني بالمغرب، هذا الاستعمار الذي احتل وادي الذهب سنة 1884 والساقية الحمراء سنة 1934 , علما ان المغرب كان مستعمرا بطريقة منحت فرنسا وسط البلاد ومنحت اسبانيا جنوب البلاد والشمال وخضعت مدينة طنجة للحماية الدولية ، لذلك اذا كان التاريخ يفرض نفسه رغم دور الجزائر وليبيا آنذاك في خلق البوليساريو ونحته وجعله تمثالا امام المتظم الدولي وكسب الدعم له ، فان طمس الحقائق والتنكر للواقع وما استتبع ذلك من خرق سافر لاتفاقية جنيف المؤرخة في 1951 والبروتوكول الملحق بها التي تخص احصاء اللاجئين ومنحهم حرية التجول وإمكانية العيش الكريم، كما ان الوضعية الكارثية التي اذاقت بني الانسان شتى انواع العذاب والتنكيل في مخيمات تندوف ، لتجعلنا نطرح اكثر من سؤال حول نشأة الجبهة الوهمية فوق التراب الجزائري من طرف مستقطبين من المغرب بأجندة جزائرية وبمرتزقة متنوعة الجنسيات وفي عملية تزوير لحقائق تاريخية ثابتة .
امتثل المغرب لجميع القرارات الاممية وعمل على تنمية ورفاهية اهل الاقاليم الجنوبية الى اقصى حد ، وركز ملك البلاد في جل خطاباته خاصة خطاب 2015 على إطلاق برامج ونموذج تنموي خاص بأقاليمه الجنوبية وضمان الامن والاستقرار ، خطاب صرح فيه ان الملك لا يرضى لساكنة تندوف الوضع المزري اللاإنساني والمتمثل في الفقر واليأس والحرمان والخرق الممنهج لحقوقها ، سكان صيرهم البعض غنيمة حرب ورصيد للاتجار غير المشروع ومجرد متسولين للمساعدات الانسانية في الوقت الذي اغتنى فيه الانفصاليون وأصبحوا من ذوي الثراء الفاحش ،
ولعل فتح القنصليات الجديدة ومماطلة المغرب لمساره التنموي في ظل الشرعية الدولية جعل الاقنعة تسقط عن جماعة مفتقدة للشرعية لتلحأ الى وسائل التخريب والزج بالمدنيين العزل لعرقلة حركة مرور التجارة الدولية عبر معبر الكركرات ، هذا السلوك العدواني المنافي لكل القرارات والتوصيات الاممية
ولعل خطاب المسيرة الاخير ليعتبر بمثابة رسالة قوية مفادها ان المغرب ينضبط للشرعية تحت المظلة الاممية لكنه لن يتوانى في الرد على كل ما من شأنه المساس بالسيادة الوطنية والوحدة الترابية