دور الفاعل السياسي يقتصر على قول الصراحة!
منير الحردول
عندما أسمع شعار دور الفاعل السياسي في التوعية بخطر فيروس كورونا أستغرب كثيرا!
الأولى أن يغير الشعار بقول: دور أسرة الصحة، وأسرة أجهزة الداخلية، وأسرة التعليم في مواجهة خطر زحف وباء كورونا.
فالذي يدافع عن الريع السياسي بأسماء مختلفة، كالمناصفة، والكفاءات، وكوطا الشباب والنساء، يجهل كم هو صعب عندما يصبح هؤلاد مهددون في أبدانهم واحتمالية خطر نقل الفيروس إلى أسرهم. لكن بالرغم من هذا الاحتمال المحفوف بالمخاطر، تبقى لقمة العيش والضمير، أولوية قصوى عندهم، في هذه المرحلة الحرجة، التي تمر بها البلاد! هذا من جهة.
ومن جهة ثانية، فالمقارنة بين بلادنا وبلدان متقدمة، كفرنسا أو السويد أو ألمانيا أو.. في الإجراءات أو القرارت التي تتخذ في بعض القطاعات من الأمور التي لا تستقيم!
المقارنة العاقلة البعيدة عن التقليد الأعمى، عليها أن تكون شمولية وليس انتقائية.
الشكل ليس هو الجوهر، فالأنظمة الصحية والإجتماعية والتربوية لهذه البلدان صلبة، على العكس تماما بالنسبة لبلدنا.
فكثرة الكلام وتغطية أشعة الشمس بالغربال، لم تعد نافعة لأحد!
نتمنى من لجنة النموذج التنموي في هذا الصدد، أن تبلور أفكارا جديدة، بعيدة عن نمطية ثخمة التقارير والشعارات التي أصبحت تتجه للملل، وفي بعض الأحيان تمسي محزنة، وذلك بسبب التناقض بين الأقوال والأفعال.
الوطن يحتاج للصراح ولمن له القدرة على سماع هذه الصراحة، مع تحمل ألمها، لا للتمادي في الصباغة في جو شديد الرطوبة، جو لا تنفع معه جميع أنواع الصباغات مهما كانت قوية!