نقل زعيم “بوليساريو” في حالة حرجة إلى المستشفى بعد إصابته بانهيار عصبي نتج عنه نزيف داخلي وأصوات تطالب بمحاكمته
عبدالقادر كتــرة
تناقلت العديد من المواقع الإلكترونية أن زعيم عصابة “بوليساريو” الانفصالية إبراهيم غالي، نقل يومه الإثنين 16 نونبر 2020، إلى المستشفى العسكري الميداني “هيدلي”، بعد اصابته بنزيف داخلي نتيجة دخوله في انهيار عصبي .
وحسب مصادر متطابقة ووفق المعطيات المتوفرة، فقد تعرض زعيم الجبهة الانفصالية إلى انتقادات لاذعة من طرف القيادة العسكرية ل”بوليساريو”، نظراً لفشله الذريع في تدبير الاستراتيجية الاستفزازية لمواجهة المغرب في المنطقة العازلة الكركرات، وهو ما أدى إلى إصابته بحالة من الانهيار.
عناصر “بوليساريو” حمّلوا المسؤولية الكاملة لعبد جنرالات الجزائر إبراهم غالي الذي لم يتحمّل ذلك وسقط مغمى عليه مباشرة بعد اجتماع ساخن دام لساعة متأخرة من فجر يومه الاثنين، بحضور ضباط من العسكر الجزائري.
القيادة العسكرية لجبهة “بوليساريو”، وجهت لزعيم العصابة الانفصالية انتقادات شديدة اللهجة بسبب فشل استراتيجيته الاستفزازية في مواجهة المغرب، خاصة بعد تدخل القوات المسلحة الملكية لتحرير وتأمين معبر الكركارات ، والذي اعتبره جلُّ المتدخلين في ذات الاجتماع عبارة عن نكسة حقيقية ستدفع جبهة “بوليساريو” ثمنها غاليا على المستوى السياسي والديبلوماسي والعسكري.
وكانت جبهة “بوليساريو” الانفصالية قد أعلنت عدم التزامها باتفاق وقف إطلاق النار الموقع تحت إشراف أممي سنة 1991، لوقف الحرب بالصحراء المغربية.
من جهة ثانية، تعالت أصوات صحراوية تندد بمغامرة عصابة “بوليساريو” وانصياعها العمياء لجنرالات العسكر الجزائري، وتطالب بمحاكمة زعيمها غالي والقادة الذين يدورون في فلكه، بعد جلب سخط المنتظم الدولي والرأي الإفريقي والعالمي العربي والإسلامي واستيائهم، الأمر الذي ينذر بعواقب وخيمة على قضيتهم.
من جهة ثانية، اعتبر الحاج أحمد باركلا، السكرتير الأول لحركة “صحراويون من أجل السلام”، في حوار له مع “العربية.نت”، أن “جبهة البوليساريو، بسبب نموذجها وخطابها الباليين، وبسبب طبيعتها الشمولية وعدم قدرتها على التكيف، وصلت إلى نهاية دورة حياتها وتقترب من حافة الانهيار. لذلك نشأت الحركة (صحراويون من أجل السلام) لتشهد على مطالب الشعب الصحراوي، وتكيفها مع العصر الجديد”.
وأضاف أن احتكار البوليساريو لتمثيل الصحراويين فرض مقاربة جامدة لحل الصراع، يقول باركلا: “بالطبع نريد أن نصدق أن هناك ضوءًا في نهاية النفق. لا يمكننا أن نستسلم ونفقد الأمل. نصف قرن هو وقت طويل. لقد حان الوقت للقيام بشيء ما لمحاولة تغيير حظوظ شعبنا، وهذا ما دفعنا إلى التفكير في اقتراح سياسي قادر على كسر التبعية الأبدية لجبهة البوليساريو والبدء في الحصول على رؤية وصوت خاص بنا”.
يذكر أن حركة “صحراويون من أجل السلام” أسسها، خلال أبريل الماضي، ما يزيد عن مائة من الأطر والضباط وكبار المسؤولين السابقين في البوليساريو، الى جانب أبناء وأحفاد أعضاء الجماعة الصحراوية إبان الحقبة الاستعمارية الاسبانية، بالإضافة إلى طلاب الجامعات وعدد كبير من النشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان، قرروا تأسيس إطار سياسي مستقل جديد تحت اسم حركة “صحراويون من أجل السلام”.
ويضم المنخرطون في هذا الإطار ممثلون من داخل الأقاليم الجنوبية وخارجها، بالإضافة الى مخيمات تيندوف، الى جانب أعضاء في المبادرة الصحراوية من أجل التغيير، وهي آخر تيار سياسي حاول لأكثر من عامين المطالبة بإصلاحات داخل جبهة البوليساريو، إلى أن انتهى به المطاف كغيره من محاولات الاصلاح السابقة، بالاصطدام بـ “بتعنت وعجرفة قيادة واهنة وعاجزة، لكنها مرتاحة لوضعية صنعتها، يسودها التسلط والاستبداد واللا ديمقراطية”، يوضح البيان التأسيسي لـ “صحراويون من أجل السلام”.