حكاية الضفدع والثور ، حكاية “بوليساريو” والمملكة المغربية الشريفة
عبدالقادر كتــرة
يحكى أن ثورا دخل بركة ماء فسحق في وحلها ضفدعا صغيرة بقدمه الثقيلة. وفقدت الأم في الحال ابنتها، فسألت عنها إخوتها وأخواتها، فقال أحدهم : “داس وحش ثور ضخم أختنا الصغيرة بقدمه الكبيرة.”
سمع كبير الضافدع المخلوقات الصغيرة تتحدث عن الثور الضخم ويصفونه بأنه ثور ضخم وكبير، سيعيش معهم بجوار الجدول، وبأن قرونه الضخمة على رأسه طويلة للغاية، لدرجة أن ضربة واحدة من قرونه كافية لتدمر حياة الكثير من المخلوقات بجوار الجدول .
ورأى الضفدع الثور الكبير، وسأل نفسه لماذا كل هذا الفزع والرعب، فهذا الكائن المخيف ليس إلا ثور كبيرا سخيفا، وأنا أستطيع أن أكون ضعف حجمه إن أردت ذلك ، شاهدوني .
أخذ الضفدع نفسًا كبيرًا وظل ينفخ وينفخ، حتى انتفخ مثل البالون الكبيرة ، ثم سأل الضفادع : هل وصلت إلى حجمه؟ قالو : “لا يا ضفدع لم تصل بعد إلى حجمه”.
قال الضفدع : شاهدوني وأخذ نفسًا عميقًا بصعوبة كبيرة، وكان النفس بأقصى قوة يستطيعها الضفدع، وبدأ ينفخ وينفخ وينفخ وبدأ يكبر ويكبر ويكبر وفجأة صوت فرقعة وانفجر الضفدع نتيجة لكبره.
العبرة لمن أراد أن يعتبر: لا تحاول فعل المستحيل لتحقيق وَهْمٍ وحُلْم !
حكاية من حكايات “كليلة ودمنة” لابن المقفع، وحكايات من حكم الكاب الفرنسي “لافونتين”، نوردها بمناسبة شطحات و “ردحات” و”هرولات” ونباح وعويل عصابة “بوليساريو” التي تطالعنا كلّ يوم بعشرات البلاغات “الحربية” تخالها من حروب الكواكب والنجوم والشموس أو الحروب العالمية الأولى والثانية و”الثالثة” و”الرابعة” و….، وتعتقد أن عصابة الخيام البالية قد تجاوزت المملكة المغربية الشريفة والمملكة الاسبانية وتخطت البحر الأبيض المتوسط ووصلت إلى باريس مدينة الأنوار وهي على مشارف الدخول إلى ألمانيا وعبور بحر المانش إلى بريطانيا…
أصيب الرخيص إبراهيم زعيم عصابة “بوليساريو” بصدمة قوية بعد تدخل القوات المسلحة الملكية وتشتيت فلول المرتزقة وسحق آلياتهم في رمشة عين ولاذوا بالفرار كالجردان من المكان بسرعة البرق قبل عناصر لجيش المغربي للنزهة، ولم تجد العصابة للترويح على النفس إلا ترويج أخبار مغلوطة “Fake news ” وصور ومشاهد من حروب اليمن والهند والسند عبر وسائل التواصل الاجتماعي والفوري، بعد أن تمّ دكّ فلولها دكاّْ.
من يقرأ تلك البلاغات الصبيانية التي لا يمكن أن يحررها إلى مخدر بحبوب الهلوسة ومخمور بقنينات الويسكي أو مصدوم بما رأى وشهد عندما اقتربت قوات المسلحة الملكية من معبر الكركرات يوم الجمعة البيضاء 13 نونبر 2020، والتي تحولت إلى سوداء على العصابة، ولم يتمكنوا قطاع الطرق من النجاة إلى بعد الفرار حفاة عراة واللجوء إلى جحورها وحفرها بالخيام البالية بتندوف بالجزائر، حيث تم استقبالهم بوَلْوَلات النساء وندب أحناكهم والنواح على “شجاعة المقاتلين الأشاوس” الذين هرولوا للعودة مرعوبين بسرعة البرق.
تساءل موقع تابع لجبهة “بوليساريو” الانفصالية “عن مآل كل تلك التسجيلات الصوتية التي تم ترويجها عبر “الوتساب” عن النصر وعن الثبات في الموقف وعن عزلة المغرب دوليا وعجزه عن اتخاذ أي قرار …. فلحدود الساعة الحليفة الجزائر هي الوحيدة التي أدانت التدخل السافر، أما دول خليجية وعلى رأسها الإمارات وقطر فكانت واضحة في دعمها للمحتل المغربي، والاتحاد الإفريقي والقوى العظمى فكأنما يباركون بصمتهم ما حدث”.
الموقع وصف ما قامت به العصابة من ترويج لحرب وهمية ب”زوبعة في فنجان” حيث كتب “لا أحد سيختلف معي بأن لا أحد كان يتوقع أن يقدم المغرب على هذه الخطوة التصعيدية بالنظر إلى أن الوضع الذي كان قائما يخدم مصالحه، وأن القيادة الصحراوية نفسها فوجئت كذلك ووجدت نفسها مرغمة على إعلان نهاية التزامها بوقف إطلاق النار، لأن أي رد غير هذا كان سيجعل مصداقيتها لدى الشعب الصحراوي تنحدر أكثر فأكثر…. لكن ما يجري منذ “الجمعة السوداء” هل هو زوبعة في فنجان؟”.
وشهد قائلا :”لكن الذي حصل يبين بأن من خطط لـ “الهبة الشعبية” التي تحولت إلى “الهربة الشعبية”، بعد دخول قوات المغرب إلى المنطقة التي تواجدت بها دورية مسلحة من الجيش الشعبي بالمكان لحراسة المتظاهرين زاد المسرحية ابتذالا وجعل الطابع الرسمي يبدو جليا رغم نفي القيادة”.
وزاد الموقع البوليساري الشاهد قائلا : “فعلى أرض الواقع ، هناك تناقضات كثيرة، أولها أن القيادة الصحراوية تقوم بعمليات تسجيل لمتطوعي التجنيد للالتحاق بالنواحي العسكرية وهناك مقاطع فيديو توثق لذلك وللتداريب العسكرية التي تشبه تداريب مباريات رياضية في الكراطي أكثر منها استعدادات للحرب”.
هللت جبهة “بوليساريو” الانفصالية مدعومة بالنظام العسكري الجزائري كثيرا، وطبلت وغيطت على أن لها “جيشا شعبيا عظيما” وجنودا أشاوس” ومقاتلين أقوياء” وهم قادرون على دحر أي قوة عسكرية ولو قدمت من النجوم، وبدأت تنفخ وتنفخ وتنفخ وبدأ يكبُر وَهْمها ويكبُر ويكبُر وفجأة سُمِع صوت فرقعة وانفجرت الضفدع نتيجة لغرورها وأوهامها، واندثرت في رمال الصحراء المغربية… ليلتها صرح زعيمهم “إبراهيم غالي” أنه يشعر بـ “الحكرة” جراء التدخل المغربي على معبر الكركرات”…