استئناف الدراسات حول مشروع الربط القاري بين طنجة واسبانيا
عبدالقادر كتــرة
تناقلت وسائل إعلام إسبانية، استنادا إلى مصادر مطلعة من حكومة مدريد، أن الشركة الإسبانية المكلفة بمشروع الربط القاري بين طنجة وإسبانيا عبر مضيق جبل طارق، أعلنت عن استئناف الدراسات التقنية.
اجتماع عقده الرئيس التنفيذي الجديد للشركة الإسبانية لدراسات الربط القاري عبر مضيق جبل طارق (SECEGSA)، “خوسي لويس غوبيرنا كاريدي”، مع عمدة مدينة طريفة، “فرانسيسكو رويث غيرديث”، تدارسا خلاله سبل تحقيق المشروع الذي سيعمل على تقليص مدة السفر بين طنجة ومدريد إلى أربع ساعات، إذ سيُعد أضخم مشروع في العالم، خلال القرن الواحد والعشرين، على غرار ما شكله إنجاز قناة “السويس” في القرن التاسع عشر، وقناة “بانما” في القرن العشرين.
وخلال هذا الاجتماع، أكدت شركة “SECEGSA” على التزامها بمواصلة دراسة مشروع الربط القاري بين البلدين الجارين، وأهمية الترويج الإعلامي لهذا المشروع التاريخي، والذي يخص إنجاز نفق للسكك الحديدية في قاع البحر الأبيض المتوسط، يشبه وظيفيا نفق “المانش” بين فرنسا وبريطانيا، ولكن مع تعقيدات جيولوجية، تجعله تحديا غير مسبوق في إنشاء بنية تحتية كبيرة.
وأكدت نتائج الدراسات المنجزة، أن العمق الذي كان مقررا لإنجاز المشروع صادف وجود منطقة طين جد شاسعة ، ومادة الطين لا تستحمل تحميل مشروع من هذا الحجم، وسيتم وضع بديل تقني وضمان تمويل جديد لإعادة الدراسة، والذي يصل إلى مستويات قياسية.
وتجدر الإشارة إلى أن المسؤولين المغاربة والإسبان وعلى هامش أشغال الدورة التاسعة للجنة المغربية الاسبانية المشتركة التي احتضنتها العاصمة مدريد ناقشوا موضوع مصادر تمويل مشروع النفق الرابط بين الضفتين بهدف التحديد الدقيق لطبيعة الإمكانيات المالية والتقنية واللوجيستيكية التي يتطلبها هذا المشروع الأضخم من نوعه على المستوى العالمي.
وتجدر الإشارة إلى أنه سيتم رصد كلفة مالية تُقدر ب 8000 مليون أورو لإنجاز النفق وهو بطول 38.67 كيلومترًا يربط بين ضفتي المضيق، وبعمق أقصى يبلغ 475 مترًا وبمنحدر بنسبة 3 ٪، حيث أنه سيؤمن نقل أزيد من تسعة ملايين شخص، خلال السنة الأولى من تشغيل النفق، فيما سيتضاعف العدد في حال ربط النفق بشبكة السكك الحديدية المتواجدة بمنطقة الأندلس (جنوب إسبانيا)، وفق نتائج الدراسات المنجزة بوزارة التنمية.