انتهاء أشغال تعبيد وتوسعة المقطع الطرقي لمعبر الكركرات المغربي وتأمينه ومشاريع استثماري تنموية ترى النور بالمنطقة
عبدالقادر كتــرة
أنهت القوات الملكية المسلحة أشغال تعبيد وتوسعة المقطع الطرقي لمعبر الكركرات المغربي وتأمينه بصفة نهائية، بعد تطهيره وتنظيف منطقة ما يسمى بقندهار، الفاصلة بين معبر الكركرات المغربي والحدود الموريتانية، من قطاع الطرق التابعين لجبهة “بوليساريو” الانفصالية صنيعة النظام العسكري الجزائري.
عناصر القوات الملكية العسكرية قامت بتحصين تمركزاتها الجديدة لتأمين المعبر الذي أصبح خارج المناطق العازلة ترفرف بها الأعلام الشريفة بكل مكان، في الوقت نفسه أنهت أشغال تعبيد وتوسعة المقطع الطرقي بين النقطتين الحدوديتين المغربية والموريتانية.
وبعد فرار عناصرها مثل الجرذان أمام زحف القوات المسلحة الملكية بعد ان كانت تهدد وتتوعد، أصيبت ميليشيات المرتزقة وعرابها النظام العسكري الجزائري بصدمة قوية لم تتمكن من الاستفاقة منها، زادهما تعميق أزمتهما الدعم الدولي والإفريقي والعربي والإسلامي والمنظمات الدولية، الأمر الذي أربكهما وتاها في أوهامهما ولم يجد “قائدها إبراهيم غالي” من تصريح إلا أن جمهوريته الوهمية تعرضت ل”الحكرة”.
حركة النقل التجاري عبر الشاحنات استؤنفت مع موريتانيا بعد إعادة فتح معبر الكركرات الحدودي المغلق منذ أسابيع، بشكل طبيعي وعادي أكثر من ذي قبل، بعد تأمينه بصفة نهائية بعد إنشاء ساتر ترابي في منطقة الكركرات العازلة أقصى جنوب الصحراء المغربية على الطريق الوحيد المؤدي إلى موريتانيا.
المغرب باشر مشاريع إعمار معبر الكركرات الحدودي، بعد تمشيطه من قبل ميليشيات “بوليساريو”، وذلك في إطار مخطط تنموي شامل للنهوض يهدف إلى تطوير هذا الموقع الجغرافي الاستراتيجي الواقع على الحدود المغربية الموريتانية، بدءا بتشييد مسجد كبير بمنطقة الكركرات على مساحة تبلغ 3767 مترا مربعا، بتكلفة مالية قدرها حوالي 8.8 ملايين درهم، بمناسبة تخليد المملكة المغربية للذكرى الـ65 للاستقلال.
وتشمل هذه الحملة التنموية أيضا التخلص من السيارات والخردة الموجودة بمنطقة الكركرات على الحدود الموريتانية، إذ كشفت مصادر مقربة من الجيش أن السلطات المحلية المغربية أمهلت أصحاب السيارات المركونة بمنطقة الكركرات على الحدود الموريتانية 48 ساعة للدخول إلى موريتانيا أو سيتم تطبيق إجراءات المصادرة عليها.
وفي سنة 2010، قام المغرب بمعبر الكركرات ببناء وحدات سكنية لفائدة الشرطة الحدودية والدرك الملكي والجمارك، ثم في سنة 2014 تم إنجاز 192 وحدة سكنية ومرافق أخرى.
وأطلقت الحكومة في جماعة بئر الكندوز التي تضم معبر الكركرات أوراشا تنموية عديدة، في إطار مخطط النهوض بأوضاع إقليم أوسرد بميزانية بلغت أكثر من 118.47 ملايين درهم، من أجل الرفع من الجاذبية الاقتصادية لمعبر الكركرات.
ويرتقب أن يشكل ميناء الداخلة الأطلسي، الذي أطلق المغرب أشغاله بميزانية ضخمة تقدر بـ10.2 مليار درهم (ألف مليار سنتيم)، واجهة بحرية جديدة لمعبر الكركرات، بالإضافة إلى ميناء امهيريز.
وحسب معطيات مشروع قانون المالية لسنة 2021، فقد جرى، إلى غاية مارس 2020، إنجاز 158 مشروعا بالأقاليم الجنوبية بكلفة إجمالية قدرها 11.68 مليار درهم؛ في حين يوجد 318 مشروعا قيد الإنجاز بكلفة مالية قدرها 40.64 مليار درهم.
وأكدت مصادر مشرفة على تدبير البرامج التنموية بالكركرات، إلى موقع “هسبريس”، أن العديد من المشاريع التنموية سترى النور قريبا بهذا المعبر، من قبيل فنادق وفضاءات استقبال لتقديم الخدمات للساكنة وللمسافرين، خصوصا أن حوالي 200 شاحنة تعبر هذا المحور الطرقي يوميا في طريقها إلى موريتانيا وباقي دول غرب إفريقيا.
ويهدف المغرب من وراء جملة من المشاريع الاستثمارية بهذا المعبر الحدودي إلى تحويل المنطقة إلى حلقة وصل حقيقية بين المغرب وعمقه الإفريقي في إطار التعليمات الملكية في هذا الصدد.