غاز فحم “المجمر” والبوطان المستعمل في التسخين يقتل مئات المواطنين سنويا في المغرب، “قنابل غير موقوتة” لا تخضع لمعايير الغاز المستعمل بالمغرب
هلك العديد من المواطنين بمختلف مناطق جهة الشرق والمغرب، بنفس الطريقة وهم في غفلة من أمرهم، بعد اقتنائهم لهذه “القنابل غير الموقوتة” التي تباع في الأسواق والمحلات التجارية ، منها ما لا يستجيب للمعايير المعمول بها في حرق الغاز (البوطان بدل البروبان) أو هي دون صمام أمان ولا مراقبة لضمان صلاحيتها. كما أن أحد الأسباب الرئيسية للتسمم بأحادي أكسيد الكربون هو آلات التدفئة التي تشتغل بالغاز وآلات التسخين التقليدية كالكانون (المجمر).
غاز فحم “المجمر” والبوطان المستعمل في التسخين يقتل مئات المواطنين سنويا في المغرب،
“قنابل غير موقوتة” لا تخضع لمعايير الغاز المستعمل بالمغرب
عبدالقادر كتــرة
يكثر الإقبال على السخانات واستعمالها خلال الفصول الباردة، ما هو مهرب ومنها ما هو قادم من دول الأوربية ضمن “الخردة” المتخلص منها والتي يجمعها بعض العمال العائدين من ديار المهجر لترويجها بأي ثمن على أساس أنها مستوردة من فرنسا أو ألمانيا وتحمل ماركات مشهورة ومعروفة دون التفكير في كونها قد تكون معطلة، وعديد منها سبق أن تم استعمالها ويلجأ إليها المواطن لدى بعض الأشخاص المعروفين بإصلاحها حيث يقتنونها لرخص ثمنها، مقامرين بسلامتهم ومغامرين بحياتهم وحياة أسرهم.
كما أن أحد الأسباب الرئيسية للتسمم بأحادي أكسيد الكربون هو آلات التدفئة وآلات تسخين الماء التي تشتغل بالغاز وآلات التسخين التقليدية كالكانون، حيث يحدث التسمم خصوصا عندما لا تتوفر الآلات على معايير الجودة والسلامة، وعندما يوضع سخان الماء في الحمام أو في مكان ضيق أو يستعمل الكانون أو قنينة الغاز داخل المنزل بدون تهوية.
أسر بأكملها ضحايا غاز سخانات الماء
لقي زوجان حتفهما اختناقا بغاز البوتان بمنزلهما بحي دوار لحرش، التابع لمقاطعة المنارة بمراكش، ليلة 26 فبراير 2019 ، وتم العثور عليهما جثتين هامدتين، بسبب تعرضهما إلى الاختناق عندما كانا يستحمان واستنشاقهما كمية مهمة من الغاز،
وأصيبت أستاذتان باختناق شديد بمسكنهما، ليلة الثلاثاء 6 فبراير 2018، بدوار تغمرت بجماعة كوزمت باقليم شيشاوة، بعد استنشاقهما لكمية كبيرة من غاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من “مجمر” تم استعماله في عملية التدفئة أمام قساوة البرد التي تجتاح المنطقة منذ نهاية الأسبوع الماضي.
وتوفي أحد الأشخاص،مساء الأربعاء 7 فبراير 2018، متأثرا باستنشاق غاز أحادي الكربون أثناء استحمامه بمنزله الذي يقطنه بدوار آيت محمد الواقع ضمن النفوذ الترابي لجماعة تودغى السفلى، ضواحي مدينة تنغير.
مصادر أفادت بأن الضحية الذي يبلغ حوالي 56 عاما، عمد إلى إدخال مجمر من الفحم لتسخين الماء أثناء استحمامه قبل أن يسقط مغميا عليه بحمام منزل أسرته، ليفارق الحياة في الحين.
ونجا أفراد أسرة سورية تقطن بسلوان الواقعة تحت النفوذ الترابي لإقليم الناظور، مكونة من ستة أفراد من موت محقق بعد ان تعرضوا في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء 24 يناير 2017، للإغماء بفعل تسرب غازي من مسخن الماء، نقلوا إثر ذلك إلى المستشفى الحسني بالناظور، لتلقي الإسعافات الضرورية.
كما سجلت مدينة الناظور في نفس الفترة ، وفاة سيدة (28 سنة) وطفلاها (5 سنوات و11 سنة) في نفس الظروف، صباح الأربعاء 19 نونبر 2015، نتيجة تسرب غاز البوتان من سخان الماء أثناء استحمامهم، داخل حمام منزلهم بحي الخطابي بمدينة الناظور. الضحايا الذين تم العثور عليهم بحمام المنزل في حالة إغماء قصوى، من طرف الزوج الذي عاد إلى المنزل بعد محاولات متكررة للاتصال بزوجته هاتفيا، ونقلوا، في حالة حرجة، من طرف عناصر الوقاية المدنية إلى قسم العناية المركزة والإنعاش، أين لفظوا أنفاسهم الأخيرة.
وتوفي شاب عازب من مواليد 1985، اختناقا، بسبب تسرب غاز البوتان من سخان الماء أثناء الاستحمام بحمام منزل أسرته بحي النهضة بمدينة تاوريرت .الهالك المسمى قيد حياته عثمان البلغيتي، وحسب مصادر مطلعة، عثر عليه أفراد أسرته، في حالة غيبوبة بعد اقتحامهم لحمام المنزل، نتيجة مكوثه الطويل بالحمام وعدم استجابته لنداءاتهم ، حيث تم نقله على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي لتاوريرت أين فراق الحياة، بعد فوات الأوان.
وسبق أن لقي عروسان حديثا العهد بالزواج حتفهما اختناقا بالغاز أثناء استحمامها داخل حمام شقتهما ليلة عيد الأضحى الماضي بمدينة تاوريرت، نتيجة أن تسرب الغاز من أنبوب جهاز تسخين الماء الصيني الصنع الذي يشتغل بقنينة غاز البوطان. ولم يمر على زفاف العروسين إلا أياما قليلة قبل أن يلقيا مصرعهما بطريقة مأساوية حيث أضطر أفراد عائلتهما إلى تكسير باب الشقة ومحاولة إسعاف الزوجين لكن توفي الزوج في الحين بعين المكان في الوقت الذي لفظت الزوجة أنفاسها الأخيرة بقاعة عملية العناية المركزة والإنعاش بالمركز الاستشفائي الجهوي الفارابي بوجدة ساعات بعد الحادث.
غاز أول أكسيد الكربون شبح الموت الصامت
هذه الحوادث، ليست الأخيرة لضحايا سخانات الماء بالغاز ما دامت الأسباب الناتجة عنها موجودة، بل هلك العديد من المواطنين بمختلف مناطق جهة الشرق، بنفس الطريقة وهم في غفلة من أمرهم، بعد اقتنائهم لهذه “القنابل غير الموقوتة” التي تباع في الأسواق والمحلات التجارية إن كانت تستجيب للمعايير المعمول بها في حرق الغاز أو هي دون صمام أمان ولا مراقبة لضمان صلاحيتها ولا معرفة بمصادرها منها ما هو مصنوع في بلدان أسوية خاصة منها الصين وتتداول على نطاق واسع بفعل أسعارها التنافسية لكنها غير مضمونة النجاعة ولا محسوبة العواقب.
تقنيون مختصون في هذا المجال يروا أن خطورة غاز أول أكسيد الكربون تكمن في كونه عديم الرائحة واللون ويصدر عن جميع المواقد التي تستخدم في المنازل بالإضافة إلى كونه أحد نواتج حرق الأخشاب أو الفحم وخصوصا عند استخدام السخانات التي تشتغل بالغاز، فيكون لها خطر كبير وعامل رئيسي في تكون غاز أول أكسيد الكربون مما يعمل على الاختناق أو التسمم. كما يشار إلى أنه في حالة تراكم هذا الغاز السام في مكان مغلق غير جيد التهوية فقد يسبب أمراضاً خطيرة أو الوفاة بالاختناق.
وبما أن غاز أكسيد الكاربون لا رائحة له ولا لون له، فمن العلامات التحذيرية لتراكم الغاز السام في المنزل ،الصداع والدوار وثقل الرأس والغثيان وألم الصدر والاضطراب وفقدان الوعي. وفي حالة الشك في تراكم غاز أول أكسيد الكربون داخل الغرفة أو المنزل المغلق أو الشقة، ينصح بأن يبادر بإخلائه ممن فيه فوراً، ويفتح منافذ التهوية لفترة من الزمان.
محمد بنقدور، رئيس الفيدرالية الوطنية لحماية المستهلك بالمغرب، يوضح، بحكم اختصاصاه كأستاذ باحث متخصص في الفيزياء، أن التسممات الناتجة عن سخانات الماء، غالبا ما لا تكون ناتجة عن أحادي أكسيد الكربون الناتج عن احتراق غاز البوطان، هذا خطأ لأن هذه التسممان تنتج مباشرة عن تسرب الغاز من أنبوب لماء وهو الذي يخلق جوا يخنق الضحية دون أن يشعر”.
وأكد على أن تسرب غاز البوطان إلى أنبوب الماء ومنه إلى أجواء الفضاء المحتضن للضحايا، عبر غلاف عازل بين الغاز والماء، به ثقب صغيرة صممت من طرف صانعها بأوروبا أو آسيا لحرق غاز البروبان المركب من جزيئات من خمس ذرات للجزيء (أكبر حجماً) وهو نوع من الغاز المستعمل في بلدانها إذ لا يسمح الغلاف العازل بتسرب ذرات كربون هذا الغاز. وأضاف أن المغرب لا يستعمل نفس الغاز بل يستعمل غاز البوطان، لكن يستورد أجهزتها الخاصة بتسخين الماء، وهو ما يسمح بتسرب غاز البوطان، عبر ثقب هذا الغلاف العازل، لتركيبته من جزيئات من أربع ذرات للجزيء (أصغر حجماً).
الغازات السامة
أغلب حالات التسمم عن طريق الغاز، سجلت داخل المنازل، حيث كشف تقرير المركز المغربي لمحاربة التسمم ولليقظة الدوائية التابع لوزارة الصحة عن وجود عدة أنواع من الغازات التي تكون سببا مباشرا في وقوع التسمم، يتم تصنيفها إلى ثلاث فئات: الغازات السامة (CO، السيانيد …)، والغازات الحارقة (الكلور، وحامض الكبريت، والأمونياك) والغازات الخانقة (CO2 والآزوت والميثان …). وخلال السنة الماضية، تم تسجيل 2554 حالة تسمم بالغاز، وهو ما يمثل 21.34 في المائة من مجموع حالات التسمم المسجلة خلال نفس الفترة.
ويتسبب الغاز الأحادي أوكسيد الكاربون في وقوع 98.8 في المائة من حالات التسمم بالغاز، ثم غاز الأمونياك في 0.2 في المائة من الحالات. ومنذ سنة 1991، تم تسجيل زيادة في عدد حالات التسمم الغازي، وسجل التقرير خلال السنة الماضية ارتفاعا بنسبة 8.9 في المائة مقارنة مع سنة 2012، وكانت ساكنة جهة فاس بولمان الأكثر تعرضا للتسمم بالغاز بنسبة 23.1 في المائة، متبوعة بجهة مكناس تافيلالت (17.4 في المائة)، ثم جهة طنجة تطوان (14.2 في المائة)، وأغلب الحالات وقعت داخل المنازل بالمناطق الحضرية، وتم تسجيل خمس حالات للانتحار عن طريق استنشاق الغاز٠
وقد توفيت 26 حالة من حالات التسمم الغازي، بمعدل 1.01 في المائة من الحالات التي تعرضت للتسمم، وأغلب الوفيات ناتجة عن استنشاق غاز الكاربون. وأكد التقرير أن هذه الحالات المسجلة تبقى أقل مما يحدث بالواقع، حيث تقع أغلب الوفيات داخل المنازل، ولا يتم التبليغ عنها٠
دعوة إلى احترام ضوابط تركيب واستعمال هذه الأجهزة
بعد تسجيل عدة حالات وفيات بسبب تسرب الغاز، أصدرت كل من وزارة الداخلية ووزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، بلاغا مشتركا، تقدمان من خلاله توجيهات لعموم المواطنين، خاصة مستعملي سخانات الماء، تدعوهم إلى احترام ضوابط تركيب واستعمال هذه الأجهزة واتباع سلسلة من التوصيات الخاصة بها؛ وذلك لتفادي حالات التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون.
وبحسب بلاغ الوزارتين، فإنه وبعد تنامي حالات الوفاة أو الاستشفاء جراء التسمم بأحادي أكسيد الكربون خلال استعمال آلات تسخين الماء التي تشغل بالغاز، فالملاحظ أن هذه التسممات ناجمة، أساسا، عن سوء تشغيل هذه الأجهزة، من قبيل غياب التهوية المتواصلة بالأوكسيجين وعدم توجيه الغاز المحترق نحو الخارج عبر قنوات ملائمة هما السببان الرئيسيان وراء تسجيل مثل هذه الحوادث.
من جهتها دعت الوزارتان، مستعملي هذه الأجهزة إلى اتباع سلسلة من التوصيات، لاسيما الإطلاع على الإرشادات التقنية الخاصة بالجهاز قبل تركيبه، والإرشادات الخاصة بالتشغيل، وتكليف تقني مهني مؤهل بعملية التركيب، وعدم تثبيت سخان الماء في مكان مغلق يفتقد للتهوية، وتركيب قنوات لتوجيه الغاز المحترق نحو الخارج.
وكانت وزارة الصحة هي الأخرى، قدمت توجيهات للمواطنين في حال تسرب الغاز بالمنزل، وتمثلت هذه التوجيهات في: التأكد من أن الآلات بها علامة الجودة والسلامة، والالتزام بكيفية استعمال الأجهزة مع صيانتها مرة في السنة من طرف مهني، كما تجنب وضع سخان الماء في الحمام أو في أي مكان ضيق، والحرص على عدم استعمال الكانون أو قنينة الغاز داخل المنزل بدون تهوية، كما يجب الحرص على عدم النوم تاركا الكانون أو أية آلة للتدفئة مشغلة.
كما دعت بدورها المواطنين إلى تهوية المكان فورا بفتح الأبواب والنوافذ، وتوقيف مصدر انبعاث الغاز إذا أمكن مع خروج كل من يوجد بمكان الحادث، والاتصال بالمركز المغربي لمحاربة التسمم على الرقم الاقتصادي 0801000180، مشيرة إلى أن هناك أطباء متخصصون رهن إشارة المواطنين في حالة تسمم أو للاستشارة لتفادي الوقوع في التسمم
المركز المغربي لمحاربة التسمم ولليقظة الدوائية يسجل
سجل المركز المغربي لمحاربة التسمم ولليقظة الدوائية التابع لوزارة الصحة، العديد من حالات الوفيات الناتجة عن التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون. وذلك رغم الحملات التحسيسية التي يقوم بها المركز سنويا. والدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في هذا المجال. هذه الوفيات مثيرة للقلق، خاصة أنها تحدث عن طريق الخطأ وفي المنزل في أغلب الأحيان.
السبب الرئيسي للتسمم بأحادي أكسيد الكربون هو آلات التدفئة وآلات تسخين الماء التي تشتغل بالغاز وآلات التسخين التقليدية كالكانون. يحدث التسمم خصوصا عندما لا تتوفر الآلات على معايير الجودة والسلامة، وعندما يوضع سخان الماء في الحمام أو في مكان ضيق أو يستعمل الكانون أو قنينة الغاز داخل المنزل بدون تهوية.
وللوقاية من التسمم يجب التأكد من أن الآلات بها علامة الجودة والسلامة، والالتزام بكيفية استعمال الأجهزة مع صيانتها مرة في السنة من طرف مهني، وتجنب وضع سخان الماء في الحمام أو في أي مكان ضيق، والحرص على عدم استعمال الكانون أو قنينة الغاز داخل المنزل بدون تهوية، وعدم النوم تاركا الكانون أو أية آلة للتدفئة مشغلة.
وفي حالة التسمم يجب تهوية المكان فورا بفتح الأبواب والنوافذ، وتوقيف مصدر انبعاث الغاز إذا أمكن مع خروج كل من يوجد بمكان الحادث والاتصال بالمركز المغربي لمحاربة التسمم على الرقم الاقتصادي 0801000180. هناك أطباء متخصصون رهن اشارتكم في حالة تسمم أو للاستشارة لتفادي الوقوع في التسمم.
آلاف حالات التسمم بالمغرب نتيجة الغازات السامة
لا يخلو أي بيت مغربي، من مواد النظافة، أو مواد غذائية محفظة، أو أعشاب طبية وعطرية تستعمل في الطبخ أو كمواد للتجميل، أو للعلاج التقليدي، دون تقدير خطورة بعضها على صحة الإنسان، وهو ما أكدته معطيات وإحصائيات صادمة، تضمنها التقرير السنوي للمركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، والذي سجل مخاطر بعض هذه المواد التي تتسبب في حالات تسمم، وفي وقوع وفيات في بعض الأحيان٠
يهدف المركز الوطني لمحاربة التسمم إلى تحسين صحة السكان بتحسين طريقة العناية الطبية بالمصابين بالتسمم أو الآثار الصحية الضارة، أو أي مشاكل أخرى تتعلق باستخدام المواد الصحية، والعمل على التقليص من الحالات المرضية والمضاعفات وتقليص الوفيات ومصاريف العلاج المرتبطة بالتسممات والأعراض الجانبية للأدوية والمواد الصحية الأخرى، علاوة على معرفة الحالة الوبائية للتسممات بالمغرب، وتحسيس المواطن٠
سجل المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية 2500 حالة تسمم بواسطة التسمم بغاز أحادي الكاربون، سنة 2018، ما يشكل 15 في المائة من مجموع التسممات المصرح بها لدى المركز، 9 حالات من المصابين، فقدوا حياتهم جراء ذلك.
وسجل تقرير 2013، وقوع 11968 حالة تسمم في المغرب خلال سنة 2013، أدت إلى 96 حالة وفاة، وتبقى الأدوية على رأس لائحة المواد التي تتسبب في التسمم بالمغرب، وبلغ عدد حالات التسمم الناجمة عن سوء استعمالها، ما مجموعه 3182 حالة، بنسبة 26,59 في المائة، ثم المواد الغذائية التي تسببت في 2670 حالة بنسبة 22,31 في المائة، ثم المواد الغازية التي تسببت في 2254 حالة تسمم بنسبة 21,34 في المائة، والمبيدات الكيماوية تسببت في 1296 حالة، بما نسبته 10,83 في المائة، وتسببت الأعشاب الطبية في 254 حالة تسمم خلال السنة الماضية. وسجل التقرير أن 84,13 في المائة من التسممات المعلن عنها حدثت داخل المنزل، و83,92 في المائة، تمت بالمجال الحضري، فيما بلغ مجموع حالات التسمم عن طريق محاولات الانتحار إلى 1552 حالة.
أغلب حالات التسمم عن طريق الغاز، سجلت داخل المنازل. وكشف التقرير عن وجود عدة أنواع من الغازات التي تكون سببا مباشرا في وقوع التسمم، يتم تصنيفها إلى ثلاث فئات: الغازات السامة (CO، السيانيد …)، والغازات الحارقة (الكلور، وحامض الكبريت، والأمونياك) والغازات الخانقة (CO2 والآزوت والميثان …). وخلال السنة الماضية، تم تسجيل 2554 حالة تسمم بالغاز، وهو ما يمثل 21.34 في المائة من مجموع حالات التسمم المسجلة خلال نفس الفترة. ويتسبب الغاز الأحادي أوكسيد الكاربون في وقوع 98.8 في المائة من حالات التسمم بالغاز، ثم غاز الأمونياك في 0.2 في المائة من الحالات. ومنذ سنة 1991، تم تسجيل زيادة في عدد حالات التسمم الغازي، وسجل التقرير خلال السنة الماضية ارتفاعا بنسبة 8.9 في المائة مقارنة مع سنة 2012، وكانت ساكنة جهة فاس بولمان الأكثر تعرضا للتسمم بالغاز بنسبة 23.1 في المائة، متبوعة بجهة مكناس تافيلالت (17.4 في المائة)، ثم جهة طنجة تطوان (14.2 في المائة)، وأغلب الحالات وقعت داخل المنازل بالمناطق الحضرية، وتم تسجيل خمس حالات للانتحار عن طريق استنشاق الغاز٠