المغرب يحتل المركز الرابع في الترتيب العالمي على مستوى الأداء المناخي
عبدالقادر كتــرة
احتل المغرب المركز الرابع من حيث الأداء المناخي على الصعيد العالمي، وفق ما أفاد به تقرير مؤشر الأداء المناخي لسنة 2021، حيث كشف التقرير الصادر عن المنظمات غير الحكومية “جيرمان واتش “(Germanwatch)، والشبكة الدولية للعمل من أجل المناخ، والمعهد الألماني “المناخ الجديد”، أن المغرب يأتي بعد السويد وبريطانيا والدنمارك، حسبما جاء في بلاغ لوزارة الطاقة والمعادن والبيئة – قطاع البيئة، الثلاثاء 08 دجنبر 2020.
وقد جاء المغرب في المرتبة الرابعة دولياً برصيد نقاط إجمالي قدره 67.59، فيما آلت المرتبة الثالثة إلى الدنمارك بـ69.42 نقطة، والمملكة المتحدة احتلت المرتبة الثانية بـ69.66 نقطة، ونالت السويد المرتبة الأولى بـ74.42 نقطة.
ولم تُصنّف أي دولة عبر العالم ضمن المراكز الثلاثة الأولى التي يُرمز إليها باللون الأخضر، الذي يعني الالتزام بأقصى درجات الإرادة السياسية والمجتمعية في حماية المناخ، حيث وضع التصنيف الدولي، الصادر من طرف مؤسسة “Germanwatch”، المملكة المغربية في الخانة ذات اللون الأخضر الفاتح، التي تَعني درجة عالية من الرغبة السياسية والمجتمعية في حماية المناخ.
وأشار المصدر ذاته إلى أن البلدان التي شكلت موضوعا لهذا التقييم (57 دولة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي) والتي تمثل مجتمعة 90 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، تم تصنيفها على أساس شبكة من 14 مؤشرا ضمن أربع فئات هي: الطاقات المتجددة، وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، واستخدام الطاقة، والسياسة المناخية.
وأوضح البلاغ أن الفضل في احتلال المغرب المرتبة الأولى على مستوى إفريقيا والعالم العربي، يعود إلى مساهمته الحازمة على المستوى الوطني (NDC)، والتي تُعتبر من بين الأكثر طموحا على المستوى الدولي بفضل انخراطه في مسار الحد من الاحتباس الحراري بأقل من درجتين مئويتين طبقا لاتفاقية باريس للمناخ، وكذا الجهود المبذولة في إطار استراتيجيته الطاقية من أجل تطوير الطاقات المتجددة والنظيفة.
وأضاف المصدر أن المغرب حصل كذلك على نقطة عالية على سياسته المناخية الدولية، مبرزا أن الالتزام القوي للمملكة في إطار اتفاق باريس، ومشاركتها النشيطة في التحالفات المناخية العالمية، وكذا المبادرات الإقليمية الطموحة التي أطلقتها تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تخول لها الاضطلاع بدور قيادي في مجال الطاقة والاستدامة على مستوى القارة الإفريقية.
من جهة أخرى، أفادت الوزارة بأن المغرب أوفى بجميع هذه الالتزامات في إطار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في مجال الإبلاغ، ولا سيما من خلال تقديم ثلاثة بلاغات وطنية وتقريرين محيّنين على أساس نصف سنوي بشأن الجهود المبذولة للتخفيف من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، مذكرة بأن مؤشر أداء المناخ هو أداة مراقبة مستقلة تتيح تتبع أداء البلدان في مجال حماية المناخ.
وخلص البلاغ إلى أن هذا المؤشر يروم تعزيز شفافية السياسة الدولية في مجال مكافحة التغير المناخي، ويتيح مقارنة جهود حماية المناخ وأوجه التقدم المحرزة من طرف كل بلد، مسجلا أن التقرير الخاص بمؤشر الأداء المناخي لسنة 2021 يسلط الضوء على انخفاض الانبعاثات في أزيد من نصف البلدان التي تم تحليلها، ويلاحظ أن البلدان التي تنتج الوقود الأحفوري وتستهلك الكثير من الطاقة تظل الأقل كفاءة.
الرفع من الاستثمارات الخضراء، هدف أضحى من الأولويات
اتجـه المغـرب بعـزم نحـو تشـجيع الاقتصاد الأخضر بالنظـر لالتزامـه السياسـي فـي مجـال التنميـة للبيئـة والتنميـة المسـتدامة قصد والقانـون الإطاري . وقـد تـم بالفعـل اعتمـاد الميثـاق الوطنـي المسـتدامة مراعـاة كل السياسـات العموميـة فـي الاستراتيجية الوطنيـة للتنميـة المسـتدامة حاليـا قيـد الإعداد النهائـي.
ويعتبـر تحقيـق الانتقال نحـو الاقتصاد الأخضر بشـكل ناجـح وتسـريع تنفيـذ السياسـة الوطنيـة لمكافحـة
تغيــر المنــاخ مــن بيــن رهانــات الاستراتيجية الوطنيــة للتنميــة المســتدامة ذات الأولوية. وللنهــوض بالاستثمارات الخضــراء وتشــجيع الشــركات علــى إطـلاق المشــاريع المســتدامة، تــم إعــداد مخطــط اسـتثمار أخضـر، وإعلان الملك محمد السادس، خلال شهر يوليوز الماضي ، عن تخصيص 120 مليار درهم لإنعاش الاقتصاد المغربي اي ما يعادل 11 في المائة من الناتج الداخلي الخام. كمـا تـم اعتمـاد خارطـة الطريـق للنمـو الأخضر والتنميـة الترابيـة فـي إطـار أنشـطة مجموعـة التركيـز المعنيـة “بالنمـو الأخضر والتنميـة الترابيـة” التـي يقودهـا المغرب.
وانخــرط المغــرب كذلــك فــي العديــد مــن المبــادرات مثــل مبــادرة المعهــد العالمــي للنمــو الخضر، ومبـادرة غريكـو للتنافسـية فـي إطـار ومبـادرة “شـراكات للعمـل فـي مجـال الاقتصاد الأخضر” فــي منطقــة المتوســط، التــي أطلقهــا برنامــج الأمم المتحــدة للبيئــة ســنة 2008.
للتذكير فقط خصصت “الأمم المتحدة – اللجنة الاقتصادية لإفريقيا – مكتب شمال أفريقيا” كتابا للنموذج المغربي الفريد في هذا المجال، “الاقتصاد الأخضر في الـمغرب – هدف استراتيجي يستدعي تحفيز الشركات وتحسين اتساق السياسات والمبادرات” .