كان يامكان ….
بقلم : عبد الرحمان أمقران
عبارة كان يامكان حتى كان في قديم الزمان…………..وباللغة
الدارجة : ” حاجيتكم وماجيتكم……” التي غالبا ما كانت تبدأ
بها امهاتنا وجداتنا حكاياتهن وقصصهن و” حجاياتهن ” ونحن
في لمة عائلية متحلقين حول موقد ناري أو مصباح غازي
أو شمعة او فانوس خصوصا في تلك الأمسيات الليلية التي
لازلت أستحضرها بحرقة والدموع تسيل ساخنة على خدي
فقلت في شأن هذه العبارة العحيبة وصفا نابعا من قلبي ومرتبطا بحمولتها الإنسانية ودلالاتها الزمنية العجيبة في
حياتنا كبشر عشنا أجواءها في طفولتنا بل وفي شبابنا ولازلنا
نعيش على ذكراها ونحن كبار رغم ما اصاب تلك اللمات التي
ياما كنا نعشقها من تفرقة بفعل الزمن الذي فعل فعلته فرحل
من رحل من آبائنا وأمهاتنا وجداتنا ……………وتفرق الأخوة
والأخوات في مناكب الدنيا بحثا عن الرزق والعمل ……..ومع كل ذلك لازلنا نستحضرا كثيرا من تلك الحكايات والقصص
الجميلة …………..هكذا كان يامكان ……وكان حتى كان في سالف العصر والآوان……
إنها إخواني عبارة تبدأ بها كل حكاية وكل قصة وكل “حجاية”
من حكايات وقصص وحجايات زمان………
إنها حقا عبارة كان لها وقعها في أنفسنا ايام كنا صغارا ولازال لها وقعها في خوالج أنفسنا ونحن كبار نستحضر ذكراها…………..نعم نعود أطفالا حينما نسمع هذه العبارة فنعود
ثانية إلى أحضان أمهاتنا وجداتنا مهما بلغنا من العمر……
يتوقف الزمان حالما نسمع هذه العبارة ونحن كلنا لهفة لسماع
ما سيسرد بعدها………
نعم عبارة ترتبط في وجداننا ودواخلنا بلحظات شوق وحنان
لاتقدر بثمن ……..
نعم ترتبط هذه العبارة :” كان يامكان…..” و” حاجيتكم وماجيتكم ….” بلمسات أيادي أمهاتنا وجداتنا على رؤوسنا
ونحن نحس بدفء القرب من أقرب أحبائنا وبمتعة وعجيب
ما كنا نسمعه من قصص وحكايات و” حجايات..”………….