ذاكرة مدينة وجدة المعرفية: وجدة و عبد الله كنون و محمد بن تاويت الطنجي -الحلقة 84
بدر المقري
إن كان في عنوان هذه الحلقة من سلسلة ذاكرة وجدة المعرفية ما يثير الانتباه، فإن فيه لا محالة ما يحفز على ضرورة نبذ الصورة النمطية لوجدة باعتبارها مجالا ثقافيا أجرد. و لو قلنا للمتلقي: ” تعال إلى إجالة النظر في تحلية وجدة باسم (الحاضرة الوجدية) في جملة من كنانيش القرن 19 و بداية القرن 20، المحفوظة في المكتبة الوطنية أو الخزانة الملكية بالرباط أو الخزانة الصبيحية بسلا “، لكان ذلك كافيا لإعادة كتابة تاريخ وجدة الثقافي و إعادة قراءته
و لعل فيما اخترته لهذه الحلقة ما يوطد ما رجحت كفته في مشروع إعمال الذهن في تاريخ حاضرة وجدة الثقافي و الاجتماعي. و المدار في ذلك على مفخرتين من مفاخر المغرب في المعرفة العالمة: العلامة سيدي عبد الله كنون يرحمه الله (1908-1989) و صهره العلامة سيدي محمد بن تاويت الطنجي يرحمه الله (1918-1974).
فقد اقتطفت من وجادات دونتها منذ 22 عاما، رسالة مؤرخة يوم 21 صفر 1355 هجرية \ 12 ماي 1936، بعثها العلامة سيدي محمد بن تاويت الطنجي إلى العلامة سيدي عبد الله كنون.
و مما جاء فيها: ” هذا و أعلمكم أنني وقفت على كتاب خطي لابن الخطيب الأندلسي سماه (الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة). و أما نسخ شرحكم (الشمقمقية) لابن الونان الفاسي (توفي سنة 1187 هجرية \ 1773م)، فقد تركت لدي أربعا بقصد أن أرسلها إلى وجدة…”