أهمية تدوين الملاحظات في بيان نتائج التلاميذ
بعد توصل التلاميذ بنتائج الدورة الاولى ،ومن خلال ملاحظة عينة من أوراق التنقيط لتلاميذ من مختلف الأسلاك التعليمية ، تبين أن بعض الأساتذة لم يدونوا الملاحظات الخاصة بكل تلميذ في الخانة المخصصة لذلك .ونظرا لأهمية الملاحظات في نفسية التلميذ ووالديه كونها خارطة الطريق بالنسبة للدورة الثانية، وبسبب غياب نص قانوني يجبر كل أستاذ على تدوين ملاحظاته عن كل تلميذ حسب مستواه الدراسي و سلوكه داخل الفصل من خلال المعدل المحصل عليه، بات الأستاذ حرا في التغاضي عن عبأ ذهني يتمثل في استحضار مشوار كل تلميذ على حدة طيلة الدورة الأولى و ترجمة مردوديته و سلوكه في جملة بسيطة تحمل رسالة قوية موجهة للتلميذ و ذويه من شأنها تغيير سلوكه إيجابا خصوصا ادا كان هدا التلميذ مشاغبا أو متهاونا.
كما أن الملاحظة وسيلة لفضح السلوكات المشينة لبعض التلاميذ أمام أمهاتهم وابائهم. و هدا ما يلاحظه الأساتذة في بداية الدورة الثانية حيث يتحول بعض التلميذات و التلاميذ من متزعمي الشغب و إعاقة السير العادي للدروس الى تلاميذ مهذبين يشاركون في بناء الدرس ويتفادون معاشرة الكسالى و كثيري التغيب بقدرما يكررون إعتذارهم للأستاذ على تهاونهم خلال الدورة الأولى و عقدهم العزم على الإجتهاد و الكد خلال الدورة الثانية لعلهم ينجحون في نهاية المطاف. هنا تبرز أهمية الملاحظة المتسمة بالدقة في اختيار النعوت والأفعال المناسبة لكل تلميذة أو تلميذ حسب تمثلات الأستاذ بعد عصر ذاكرته لاستحضار حركات كل تلميذ و تصرفاته منذ بداية الحصة الأولى من الدورة.
إلا أن التكنولوجيا الحديثة و المتمثلة في منظومة مسار، ورغم أنها سهلت كثيرا عملية إدخال النقط و جمع المعدلات و استخراج أوراق التنقيط و طبعها و ترتيب التلاميذ حسب المعدل و استخراج معدل القسم واستثمار النتائج و و… إلا أنها أفرغت ورقة النقط من بصمة الأستاذ وتسجيل انطباعه بكل صدق وواقعية و حرمته من تلك الأجواء الحميمية المفعومة بالدفئ الإنساني التي كان يعيشها خلال انعقاد مجالس الأقسام حيث يتم تداول نتائج كل تلميذ على حدة ، فتجد أستاذة اللغة العربية تمجده و أستاذ اللغة الفرنسية ينتقذه في حين أستاذ الرياضيات يؤهله للفوز بالأولمبياد أمام استغراب من اتفقا على أنه كسول بامتياز. فيتدخل المدير للسؤال عن سلوكه وانظباطه مستعينا بالحارس العام. انذاك تتضح الرؤية و تصحح التمثلات وتوضع الملاحظات على شكل تشجيع في الرياضيات و تنبيه في الفرنسية و تنويه في التربية البدنية…تلخصها ملاحظة اجمالية لمدير المؤسسة .هدا ما افتقدناه باستعمال برنام الإكسيل الذي سهل المأمورية حيث أصبح بإمكان الأستاذ و بطريقة الية و سريعة إدخال الملاحظات لجميع التلاميذ، لكنها غالبا جافة و متشابهة و قصيرة تتسم بالتعميم وتفتقر الى الدقة و لا تحمل رسالة للوالدين مثل: ضعيف –متوسط-لابأس به .إلا أن الملاحظات الفردية جد مهمة و لها وقع في نفوس الا باء و الأولياء على غرار: تلميذ مشاغب و كثير الغياب – تلميذة نشيطة و مهذبة .واصلي – تلميذ يعرقل سير الدرس بهاتفه النقال – ضعيف البصر. يجب زيارة الطبيب عاجلا…الخ
لذلك من الأفضل استغراق شىء من الوقت و بذل مزيد من الجهد للبحث عن كلمات لها حمولة تربوية لاستهداف الأمهات و الاباء،عوض الاكتفاء بالتطبيق الالكتروني السهل لإدخال الملاحظات بدون مشقة لأن ملاحظة كل تلميذ تختلف عن الأخرى و النتيجة تكون مرضية أكثر بعد تغير سلوكات بعض المتعلمين بشكل جد إيجابي يوحي أحيانا بالغرابة و الدهشة.
أخيرا تبقى الملاحظة جزءا مهما في بيان نتائج كل تلميذ، و عاملا أساسيا لتحفيزه للإجتهاد ،و أحيانا وسيلة لفضح سلوكاته المشينة أمام والديه لتصحيحها. يجب فقط إختيار الملاحظات الإبداعية اللافتة للإنتباه و البعيدة عن العقم و الجفاء.
عبد الكريم السباعي
متصرف تربوي