بعد انتكاسة سياسته وفشل دبلوماسيته أمام قوة المغرب، النظام العسكري الجزائري يهاجم بعثة “المينورسو” بالصحراء المغربية
عبدالقادر كتــرة
بعد فقدانه لبصيص أمل في تحقيق أحلامه وأوهامه في تقسيم أرض المملكة المغربية الشريفة، وتلقيه لصفعات وصدمات موجعة وانتكاسات سياسية قوية وفشله الدبلوماسي أمام قوة المغرب وصلابته وعدالة قضيته، وبعد إحساسه بالعزلة نتيجة افتضاح نواياه الخبيثة والخسيسة، استدار ،هذه المرة، نحو “المينورسو” قوة حفظ السلام بالمنطقة العازلة بالصحراء المغربية وهاجمها واصفا إياها ب”بعثة المينورسو.. قوة تحفظ السلام على الورق فقط!”.
لقد كان النظام الجزائري ينتظر من المينورسو أن تساند قطاع الطرق التابعين ل”بوليساريو” الخانعين له الخاضعين المأمورين بأوامره، هؤلاء المرتزقة الذين احتلوا الطريق الرابط بين معبر الكركرات وموريتانيا في خطوة استفزازية للمغرب، وخرقا لاتفاق وقف إطلاق النار في 13 نوفمبر الماضي، وكان أعضاء بعثة المينورسو شاهدين على ذلك وهم الذين تعرضوا الاعتداءات من طرف المرتزقة قطاع الطرق، حيث تم توثيق ذلك بالصور والفيديوهات كما رفعوا تقارير في الموضوع والأوضاع، فكيف يشهدون ظلما؟.
غضب النظام العسكري الجزائري لعدم حديث “المينورسو” عن حرب وهمية يخوضها بالوكالة ضد المغرب ، لا توجد إلا في مخيلته وأحلامه وأوهامه حتى أصبح يصدقها بعد أن عمد إلى فبركة فديوهات غبية وبليدة ونشر صور من حروب عراقية ويمنية وأرمينية ومن الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية ومقاطع لأفلام هوليودية خيالية من حروب النجوم الكرتونية تسلي الأطفال عبر الألعاب الأكترونية.
انفجرت مرارة النظام العسكري الجزائري بعد سقوطه في العزلة التامة على جميع الأصعدة ولم يعد أحد ينصت إليه ويصدقه، إلا من أولائك الذين اشترى ذممهم بعشرات الملايين من الدولارات من عائدات المحروقات الجزائرية وأفرغ خزينة الدولة الجزائرية على حساب القوت اليوم للشعب الجزائري الذي تفاقمت أوضاعه وأصبح المواطن الجزائري يستيقظ فجرا وينتظر في طوابير لا متناهية للظفر بنصف لتر حليب، كما أصبحت الفواكه من مأكولات الجنة ولا يراها إلا في الصور، بشهادة الإعلام الجزائري الذي لم يعد في استطاعته السكوت…
لازم الحزن والعبوس وزير خارجية الجزائر صبري بوقادوم بعد عجزه عن إنقاذ ما يمكن إنقاذه لكن فاجأه مسؤولو الدول التي زارها مؤخرا، حاملا معه حقيبة وملفا يتضمن نقطة واحدة ووحيدة تتعلق بالصحراء المغربية، بدل جدول أعمال يتحدث، مع هذه البلدان، عن التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي والاستثمارات…، (فاجأه المسؤولون) بالتعبير عن انزعاجهم وأفهموه أن لا وقت لديهم لمناقشة هذه النقطة، فولى مدبرا يجر ذيول الخيبة والهزيمة…
فبدل أن يحمل حقائب للدول المصنعة للقاحات ضد جائحة كورونا لحماية الشعب الجزائري من توابع هذه المصيبة، فضل النظام العسكري الجزائري حمل حقائب بجدول أعمال تتضمن نقطة “الصحراء المغربية” التي قضت مضجعه، وملأها ملايين الدولارات لشراء مواقف ظالمة كما كان يفعل أمام بحبوحة ازهار أسعار المحروقات خلال السبعينات والثمانينات، بل يتمنى أن يتفشى الوباء وسط الحراك حتى يضمن بقاءه…
تأتي هذه الشطحات للديك المذبوح لحكام الجزائر إثر “انفجار مراراتهم”، بعد نشر موقع الأمم المتحدة اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء، ما يعكس التزام الإدارة الأمريكية بتنزيل مضامين الاتفاق بين الملك محمد السادس، والرئيس المنتهية ولايته “دونالد ترامب”، وتوزيع النص على الدول الـ193 الأعضاء ضمنها الجزائر، باعتباره وثيقة رسمية لمجلس الأمن، باللغات الست الرسمية للمنظمة الأممية.
وأوضحت السفيرة الممثلة الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، السيدة كيلي كرافت، في رسالة مرفوقة بنص الإعلان الأمريكي، أن الرئيس “دونالد ترامب” كان قد اعترف في العاشر من دجنبر 2020، من خلال هذا الاعلان، بأن “مجموع إقليم الصحراء الغربية هو جزء لا يتجزأ من المملكة المغربية”.
وفي هذه الرسالة الموجهة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، وأرسلت نسخة منها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أكدت كرافت أن الإعلان الأمريكي يشدد على أن المقترح المغربي للحكم الذاتي يعتبر “الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع حول إقليم الصحراء الغربية”.
وأضافت أن هذا الإعلان يجدد التأكيد على دعم الولايات المتحدة ل” مقترح الحكم الذاتي، الجدي، والواقعي وذي المصداقية، الذي تقدم به المغرب هو الأساس الوحيد للتوصل إلى حل عادل ودائم للنزاع حول إقليم الصحراء الغربية”.
ومما جاء في هذه الوثيقة التاريخية أن “الولايات المتحدة تعتقد أن قيام دولة صحراوية مستقلة ليس خيارا واقعيا لحل النزاع، وأن حكما ذاتيا حقيقيا تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الممكن”.
وجاء في الإعلان الأمريكي أيضا: “نحث الأطراف على الشروع في مباحثات في أقرب وقت، وذلك من خلال اعتماد المقترح المغربي للحكم الذاتي كإطار وحيد للتفاوض حول حل مقبول من الطرفين”.
وأضاف أنه “من أجل تسهيل التقدم نحو هذا الهدف، فإن الولايات المتحدة ستشجع التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع المغرب، بما في ذلك على أراضي الصحراء الغربية. ولتحقيق هذه الغاية، ستفتح الولايات المتحدة قنصلية في الداخلة، من أجل النهوض بالفرص الاقتصادية والتجارية للمنطقة”.
ويأتي نشر رسالة السفيرة الأمريكية غداة انعقاد المؤتمر الوزاري الافتراضي لدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الذي ترأسه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ومساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بقضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ديفيد شينكر، بمشاركة 40 دولة منها 27 على المستوى الوزاري.
وشكل هذا المؤتمر فرصة للمجتمع الدولي للتعبير، مرة أخرى، عن دعمه القوي والصريح للمبادرة المغربية للحكم الذاتي لوضع حد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
يذكر أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته “دونالد ترامب” أعلن، في العاشر من شهر دجنبر الماضي، استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، في إطار خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط، مع اعتراف أمريكي بمغربية الصحراء.
وتبع ذلك، إعلان الملك محمد السادس، استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في أقرب الآجال، وفق بيان صدر عن الديوان الملكي، مشددا على أن ذلك “لا يمس بأي حال من الأحوال، الالتزام الدائم والموصول للمغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، وانخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط”.