“خلات راجلها ممدود وراحت تعزي في محمود”، مثل شعبي ينطبق على الضيف الثقيل وزير خارجية الجزائر “بوكادوم”
عبدالقادر كتــرة
يُقال “لكل مقام مقال” ولم نجد لهذا المقال ما يُجسِّد محتواه الذي يتعلق ب”المهمات الصحبة” والمضنية والفاشلة التي كلفه بها جنرلات النظام العسكري الجزائري إلا هذان المثلان الشعبيان، الأول جزائري وإن كان مغاربيا، وبالضبط من “الأوراس” وهو “خلات راجلها ممدود وراحت تعزي في محمود”، والثاني من تونس وإن كان مغاربيا ويتعلق الأمر ب”يا جاي بلا عرضة يا القاعد بلا فراش”….
“يبدو أن امرأة مهووسة بالواجبات الاجتماعية توفي عنها زوجها.. وإذ هو مسجى لم يدفن بعد سمعت بوفاة جارها “محمود” فأسرعت تقدم واجب العزاء فيه متناسية أن تأخذ العزاء في زوجها.. ومن ثم صار يضرب هذا المثل في المواقف التي يبادر فيها أصحابها إلى حل مشاكل الغير أو العيش للآخرين مقابل تجاهل غير مسؤول لأحوالهم الأَوْلى بالاهتمام.
ويعتبر هذا المثل من أكثر الأمثلة الشعبية الجزائرية مرونة وسلاسة حيث يمكنه أن يعبر عن موقف اجتماعي كما أنه يصلح أن يكون حالة نفسية ومع كثير من “التمطط” هو الصورة المثالية لانعكاس الفعل السياسي الذي جعلنا نغرق في أزماتنا المتعددة اقتصاديا وصحيا وبيئيا… محليا ووطنيا بينما نحاول على المستوى الدولي أن نضرب الأمثال بترويج تجاربنا الناجحة نظريا على جميع المستويات وحالنا ليس أحسن حالا من تلك التي “خلات راجلها ممدود وراحت تعزي في محمود”… هذه الحكاية نقلناها كما نشرها الموقع الجزائري “الأوراس”.
المثل الثاني التونسي “يا جاي بلا عرضة يا القاعد بلا فراش”… يذكر كلما حضر شخص طفيلي في مأدبة دون دعوة أو فرض نفسه على جماعة دون رغبة منها فلا يحسب له حساب، فلا يجد مكانا له يليق بمقام المدعوين المعززين المكرمين الذين تفرش لهم الزرابي والأفرشة مع عبارات الترحيب، أما الطفيلي الذي ينزل ضيفا ثقيلا على الناس فلن يجد إلا الأرض فراشا، وذلك مقامه الذي يحيل إلى الحضيض…
“خادم” النظام العسكري الجزائري وزير الخارجية الجزائري الحزين “صبري بوقادوم” يسكن الطائرة ويجلس أمام الهاتف الأحمر في انتظار الأوامر لزيارات مفاجئة دون سابق إنذار لبعض الدول الإفريقية أو ماسك هاتفه لمكالمة شخص ما، ليس للبحث عن حلول للمشاكل الجزائرية أو التباحث حول العلاقات الثانئية الاقتصادية والتجارية و..و..و…، بل في حقيبته ملف وفي الملف ورقة وعلى الورقة جدول أعمال وهذا الأخير يتضمن نقطة وحيدة وواحدة “الصحراء المغربية”…، الأمر الذي أصبح يضايق مستقبليه من الدول التي يزورها فيسارعون إلى “تصديره” من حيث أتى، قد لا يدوم اللقاء أكثر من خمس دقائق…
العالم كله يسخر من سياسة هذا النظام الذي وضع قضية الصحراء المغربية روح وجوده وعقيدته الدينة وملته السياسية، وباتت أولية الأوليات بل القضية الوحيدة وصرف عليها أكثر من 500 مليار دولار، في الوقت الذي يعيش الشعب الجزائري في الفقر المدقع، رغم ثرواته الطبيعية من المحروقات والتي تدر عشرات الملايير من الدولارات، ولا زال المواطن الجزائري يبحث عن “شكارة” حليب في طوابير لا متناهية يلجها منذ الفجر، ويبحث عن كيلو سميد وكيلو بطاطس ويأخذ صورا مع سمك السردين والموز… ويبحث عن الدواء ويتنظر جرعة لقاح ضد كورونا….، بشهادة الإعلام الجزائري الذي نشر تحقيقات وروبرتاجات….
غصة النصر الدبلوماسي في الملف الليبي بعد اجتماع الفرقاء الليبيين ب مدينة بوزنيقة الأسبوع الماضي وتوافقهم حول المناصب السيادية، أجلست النظام العسكري الجزائري على الجمر فأصدر الأمر لوزير الخارجية الجزائري الحزين “صبري بوقدوم” الذي “طار” إلى ليبيا للجلوس مع مختلف أطراف الأزمة، حتى يقال “نحن حاضرون ولا شيء يمكن أن يحل في غيابنا” .
وتباحث، الخميس، وزير الخارجية صبري بوقادوم في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، مسألة توفير لقاح “سبوتنيك V” في الجزائر إلى جانب القضايا ذات الاهتمام المشترك كما تم التطرق أيضا إلى “القضايا الاقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصة الأوضاع في ليبيا وبالطبع “الصحراء الغربية”.
كما قام وزير الخارجية الجزائري ، في ظرف قياسي، بجولة فاشلة ، منتصف الشهر الجاري، إلى كل من جنوب إفريقيا وليسوتو وأنغولا وكينيا تمحورت حول تنسيق الجهود في ملف الصحراء المغربية خلال القمة الإفريقية المرتقبة الشهر المقبل، وهي الزيارة التي تأتي في سياق معركة إفريقية خفية، قبل أيام من القمة العادية للاتحاد الإفريقي المقرر عقدها عبر الفيديو في 6 و7 فبراير المقبل في أديس أبابا…