ذاكرة مدينة وجدة المعرفية: الوقف المعرفي بوجدة (1870-1904)- الحلقة 87
بدر المقري
اخترت مدارا شرعيا للوقف المعرفي، حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن مما يلحق المؤمن من عمله و حسناته بعد موته، علما علمه و نشره و ولدا صالحا تركه و مصحفا ورثه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته و حياته يلحقه من بعد موته)(سنن ابن ماجة في سننه).
و يجدر بنا التنبيه على أنه يجري على وقف الكتاب ما يجري على وقف المصحف.
و قد اخترت أنموذجين من نماذج الوقف المعرفي في تاريخ مدينة وجدة:
1- وقف مصحف: (حبست أمة الله، خدة بنت السيد بوعزة، هذا المصحف المبارك على عقبها من الذكور و قصدت به وجه الله الكريم و ثوابه العظيم، و الله لا يضيع أجر من أحسن عملا \ 30 من حجة الحرام 1286) (فاتح أبريل 1870).
2- وقف الشيخ ماء العينين (1831-1910) بعض كتبه على خزانة الجامع الكبير بوجدة، في ذي الحجة 1321 \ فبراير 1904: (الحمد لله وحده و صلى الله على من لا نبي بعده \ الفقيه السيد الحاج عبد الرحمن (الميري) و الفقيه سيدي الحاج العربي (سيناصر) و الفقيه سيدي أحمد بن جلول (الحباني) \ السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته \ و بعد، فيصلكم كتب من تآليف شيخنا الشيخ ماء العينين مع السيد عبد السلام أخ السيد حماد السرغيني، و هم وقف على الجامع الكبير بوجدة، و السلام \ محبكم التهامي يطلب منكم صالح الدعاء، و الكتب: (فاتق الرتق) و (نظم حكم ابن عطاء الله) و (السيف و الموسى في قضية الخضر و موسى) و (مفيد الراوي على أني مخاوي)، و شيخنا لا بأس عليه و لله الحمد، و السلام \ التهامي بن أحمد، مريد شيخه الشيخ ماء العينين لطف الله به آمين).