بعد ممارسة “بوليساريو” النصب والاحتيال في حقّ الجزائريين تحت غطاء الدبلوماسية ، فضيحة أخرى: أزيد من 8 آلاف جزائري ضحايا سيارات “بوليساريو” مهربة ومزورة
عبدالقادر كتــرة
فضيحة غير مسبوقة شهدتها الجزائر في الأيام الأخيرة بعد اكتشاف آلاف السيارات المسروقة المهربة والمزورة من طرف عناصر “بوليساريو” تم بيعها لمواطنين جزائريين على مرّ عدة سنوات ، ولا زالت العمليات متواصلة تحت حماية مسؤولين جزائريين مدنيين وعسكريين.
ويشتري هؤلاء الصحراويين التابعين لعصابة “بوليساريو” الانفصالية التي يأويهم النظام العسكري الجزائري على أرضه ومولهم بالمال والسلاح وجعل منهم “جمهورية تندوف”، سيارات مستعملة في أوروبا وخاصة في إسبانيا، ويحضرونها إلى الجزائر، حيث تستغل السلطات الجزائرية صفة “لاجئ” في مخيمات تندوف لتمنح المهربين المنتمين ل”بوليساريو” العديد من التسهيلات، ولذلك فإن أصحاب هذه السيارات الصحراويين لا يؤدون الواجبات المتعلقة بالجمارك، حيث يتم إدخال السيارات على أساس الاستفادة المؤقتة منها إما لأغراض تجارية أو بهدف السياحة، وبهذا يجري الإيقاف الكلي للضرائب.
وحسب ما أورده الإعلام الجزائري، فإن هذه السيارات المستعملة تتم إعادة بيعها في السوق التي تنشط فيها العديد من شبكات الاتجار بالسيارات، ويتم تزوير أوراق السيارات لتحصل على بطاقات تسجيل جديدة تحمل ختم وضمانة الدولة، دون أداء واجبات الجمارك ولم يغادروا التراب الوطني بعد ستة أشهر المصرح بها بموجب إجراء الإدخال المؤقت، لشبكة من المهربين والمزورين المتواجدة منذ عام 2017 في بلدة حجاج التي تقع على بعد حوالي 30 كيلومترًا شرق ولاية مستغانم.
وتمت إعادة بيع أزيد من 8000 سيارة مسجلة في إسبانيا بشكل غير قانوني من قبل شبكة تجار مركبات “بوليساريو”، ثم يتم نقل هذه المركبات إلى عدة ولايات جزائرية في جميع أنحاء البلاد، قبل أن ينكشف أمرهم ويتقدم المواطنون الضحايا بشكايات تطلبت من الأجهزة الأمنية صيف 2019، فتح تحقيق في الأمر، حيث تم إلقاء القبض على حوالي خمسة عشر عضوًا ناشطًا في شبكات تهريب هذه المركبات المستعملة المستوردة من أوروبا، وتم عرضهم على عدة محاكم في عين تموشنت، ووهران مستغانم. وفي ولاية وهران وحدها، تم حجز أكثر من 280 سيارة اشتراها ضحايا جزائريون خدعهم المهربون، يقول المصدر.
واستمعت الأجهزة الأمنية للملاك الجدد لهذه السيارات، على أنهم ضحايا، حسب نفس المصادر، ومع ذلك، لم يتم تعويضهم بعد تعرضهم لخسارة مالية فادحة عندما اعتقد هؤلاء المواطنون أنهم حققوا صفقة جيدة من خلال شراء سيارات مستعملة بأسعار مغرية.
وأكد المصدر، أن المهربين المنتمين إلى البوليساريو، ورغم أنهم المسؤولين الرئيسيين في الشبكة، إلا أن القضاء الجزائري لم يوجه إليهم أي استدعاء، ولم يعتبرهم من ضمن المبحوث عنهم من قبل الأجهزة الأمنية.
وزير الداخلية الجزائري، كمال بلجود، صرح أن الاجراءات المتخذة في القضايا المتصلة بالمركبات وحجزها وفتح تحقيقات أولية وقضائية بشأنها سمحت بالتعرف على الوضعية القانونية لها، والكشف عن الضالعين في الجرائم المتصلة بجلبها إلى الجزائر واستعمالها للسير وتداول بيعها وشرائها بطرق غير مشروعة.
هذه الفضيحة ليست الأولى من نوعها، بل قامت عناصر “بوليساريو” بسفارته في الجزائر بممارسة النصب والاحتيال في حقّ الجزائريين تحت غطاء الدبلوماسية
وذكرت وسائل الإعلام الجزائرية الرسمية أن مصالح الأمن الجزائرية أوقفت، خلال أكتوبر 2020، عناصر صحراوية من “بوليساريو” على رأسهم السائق الشخصي لسفير ما يسمى ب”الجمهورية الصحراوية” الوهمية، تنفيذا لأمر اعتقال صدر في حقه مرفق بحكم غيابي يدينه بـ5 سنوات حبسا نافذا.
جاء هذا بعد اعتقال عناصر كانوا ينشطون ضمن عصابة خطيرة تخصصت في جرائم النصب ومبحوث عنه بموجب مذكرات بحث دولية من موريتانيا والسعودية وتونس الملقب ب “ولد مخيترات”، حيث استطاع أفراد العصابة سرقة مبالغ مالية معتبرة من الضحايا بوعد تحويلها إلى عملتي الأورو والدولار، لكن مزورة، واستغلال السيارة ذات الترقيم الدبلوماسي من أجل التنقل لمقابلة الزبائن وكسب ثقتهم.
وحسب نفس المصدر، تم تحريك البحث تبعا لشكايات قدمتها مجموعة من الأشخاص وقعوا ضحية نصب واحتيال خلال عمليات لتحويل العملة من وإلى خارج الجزائر بكل من فرنسا واسبانيا وأمريكا ليتبين انها نقود مزورة ومقلدة، بتخطيط من طرف عناصر العصابة البوليسارية “الدبلوماسية”، حيث عرضوا على الضحية الأول تحويل مبلغ مليار و800 مليون سنتيم تسلموه منه إلى عملة الأورو، ليتوصل هو عن طريق شخص ثالث يعمل محاسبا في شركة بإسبانيا من أجل الحصول على ما يعادله بالعملة الصعبة، ولدى منحه العنوان الالكتروني، اتضح أنه مزور، وهي الطريقة ذاتها التي استعملاها للإيقاع بضحايا آخرين.
وبعد تلقي مصالح الشرطة المعلومات الأولية حول نشاط العصابة، تم توسيع التحريات لمعرفة هويات أفرادها وانتهت بتوقيف شخصين وإحالتهما على المحاكمة، حيث اعترفا بما ورد من تهم ضدهما، كما صرح أنه تنقل لمقابلة أحد الضحايا على متن سيارة “السفير الصحراوي” رفقة سائقه