الإعلام الدعائي ل”بوليساريو” يعترف : عشرات القتلى والجرحى والأسرى من الانفصاليين حصيلة مناوشاتهم للجيش المغربي
عبدالقادر كتــرة
دفعت عصابة “بوليساريو” دفعا، على حدّ تعبير أحد الأبواق الإعلامية الدعائية للانفصاليين، “الطافيلات” و”لعزايز” العزّل، في حرب “وقودها الناس والحجارة” إلى الجدار المحصن من طرف القوات الملكية المغربية بالمدافع والآليات والدبابات والرادارات…، “دفع لها الشباب بحماس غريب، والأكثر أن شيوخا كان الأحق بهم أن يحصلوا على تقاعد كريم، وضعوا على مرمى حجر من نيران أفتك جيش في إفريقيا… “.
“وظلت البيانات العسكرية الصحراوية تتحدث عن الدك والقصف العنيف والمركز…، بينها بيان وحيد يتحدث عن الغنائم، يقول أن مسلحي بوليساريو نفذوا عملية نوعية في عمق منطقة “آقا”، حسب نفس المصدر، بالمقابل قيادة “بوليساريو” تتفادى الحديث عن خسائرها رغم ما تتداوله الصفحات الفيسبوكية عن مآسي لأسر المكلومة بالمخيمات…” بتعبير نفس المصدر ويضيف “أن مجموعة من المسلحين من بوليساريو أرادوا إرباك عملية البناء ليتعرضوا للقصف من كل الاتجاهات وتمت محاصرتهم بعد مجزرة قتل فيها (9) مقاتلين، فيما جرى أسر (4) عناصر وغنمت القوات المغربية سيارات رباعية الدفع من نوع تويوتا، ليؤكد لنا الخبر بعض المقاتلين الذين كانوا في مهمة الدعم والإسناد، ولم يتمكنوا من التقدم باتجاه الفيلق المنكوب لمساعدته”.
واعترف الموقع الإعلامي البوليساري أن “الحصيلة حسب مصادرنا من داخل “جبهات الاشتباك” مع القوات المسلحة الملكية المغربية، بأنها كارثية، وأن عدد المسلحين تجاوز الـ 30، وأن الجيش المغربي أسر من فيالقنا حتى الآن أزيد من 20 مقاتلا هم بين أيدي الدرك الحربي المغربي، وأن 13 مقاتلا أسروا في ليلة واحدة، والجديد في القضية أن ضمن الضحايا والمأسورين مقاتلين من مالي وتشاد، وأن القيادة تحاول التكتم على الأمر رغم اضطرارها الى نقل بعض الجرحى الى مستشفى مدينة تندوف، وتحاول مراضاة الأهالي لعدم إثارة الموضوع وفتح النقاش فيه”.
وأضاف نفس المصدر : “ترفض قيادة بوليساريو الإعلان عن الحصيلة الحقيقية، وذلك بالتزامن مع ما نشرته وكالة الأنباء الروسية “ريافان” التي قالت في تقريرها “أن المنتظم الدولي كله مصطف خلف المغرب، وأن الصراع أشرف على النهاية وأنه في حالة دخول الجيش الصحراوي والجيش المغربي في حرب مباشرة فسيحسمها المحتل في زمن قياسي”.
وأقر الموقع الإعلامي للبوليساريو “بعد هذا التوضيح نحتاج الآن للجواب عن سبب تواجد مقاتلينا على الحدود الجزائرية المغربية، وسر استهدافهم للعمق المغربي، وإن كانت كلمة عمق كبيرة، لأن “آقا” بلدة قريبة من الحدود الجزائرية … فإن الأمر يتعلق بمشروع قديم للجنرال المتقاعد والمحكوم غيابيا والعائد حديثا للجزائر “خالد نزار”، الذي اقترح على النظام الجزائري سابقا باستهداف المنطقة الشرقية من تراب المغرب”.
وسبق لجريدة “الأيام 24” أن نشرت، في 11 فبراير 2021 ، مقالا كشف فيه منتدى “فورساتين” عن معطيات جديدة تخص التطورات في الصحراء ، حيث تعرضت جبهة “بوليساريو” لرد عنيف من القوات المغربية.
وأكد المنتدى من قلب مخيمات تندوف، أن قيادة “بوليساريو”، لازالت تنكر عملية التصدي لمقاتليها من طرف الجيش المغربي الذي قام بقصف دفاعي، كبد المجموعة التابعة “بوليساريو” خسائر بشرية بين قتلى وإصابات، علاوة على اعطاب طالت آلياتها.
وأوضح المصدر ذاته أن المصابين قد نقلوا إلى مستشفى العلاجات بالمخيمات، قبل نقلهم بعد ذلك إلى مستشفى عين النعجة الجزائري، ويخضعون لرقابة مشددة، ويمنع الاقتراب منهم أو السؤال عنهم.
وأشار “فورساتين” أن تعليمات صارمة أعطيت لعوائلهم بعدم التحدث في الموضوع، ومنع تسريب أي خبر بخصوص ظروفهم الصحية، أو حتى الحديث عن كونهم ضحايا الزج بهم في حرب “بوليساريو” الأحادية الجانب.
وتحفظ المنتدى على نشر معطيات خاصة بالجرحى حفاظا على مصادره، من داخل المخيمات، كما أكد أن الأمر يتعلق بثلاثة أشخاص يتواجدون في حالة حرجة للغاية، أحدهم مصاب في عينيه، ومعرض لفقد البصر.
وكانت قيادة “بوليساريو” قد أعطت أوامرها، حسب نفس المصدر، بمنع أي تداول في الموضوع، ومارست رقابة شديدة على وسائل الاتصال بجميع أنواعها، ووجهت عناصرها إلى الحد من الحديث، أو تداول الأرقام التابعة لشركات الاتصال المغربية، وغيرها من الخطوات التي تدخل في إطار التعتيم على الموضوع، في محاولة لإخفاء الحقيقة عن ساكنة المخيمات والصحراويين عموما.
لكن حديث أقارب الضحايا وضح الجبهة في موقف محرج، لأنهم يرغبون في الاطمئنان على وضعهم، وما تلاه من حملة تبرعات لعائلات الضحايا لتمكينهم من التغلب على أعباء التنقل ومصاريف الأكل والاتصالات والمبيت، التي أثقلت كاهلها، وعكرت صفوها وفاقمت معاناتها وهي ترى فلذات أكبادها في ظروف صحية خطيرة بين الحياة والموت، وممنوع تداول أي خبر عنهم