لا تستغربوا يوم يتهم النظام الجزائري المغرب بتأطير الحراك الجزائري و”تنظيم مسيرات شعبية مغربية حاشدة في المدن الجزائرية”
عبدالقادر كتــرة
مرة أخرى قد تجاوزت الألف وآخرها وفي خرجة غريبة وغبية، اتهم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون المغرب، في ندوة صحفية، في محاولة منه لتصريف الأزمة الداخلية للبلاد التي تعيش على ايقاع عودة الحراك عبر مسيرات ومظاهرات احتجاجية قوية طالبت بإسقاط النظام العسكري الجزائري.
وبدون خجل اتهم الرئيس الجزائري المعين من طرف جنرالات الجزائر بإن الجيران (في إشارة على المملكة المغربية الشريفة) مسؤولين عن ترويج الشائعات في إشارة إلى المغرب، وأضاف قائلا إن 98 موقع جاؤوا من الجيران في إشارة للمغرب، مبرزا أنها تبث من فرنسا وإسبانيا.
وكشف تبون دون أن يسمي المغرب بشكل صريح إنهم يعرفون مصدر الإشاعات التي تستهدف الجزائر واستقرارها، معتبرا بأن 97 في المائة من الإشاعات قادمة من الخارج، وأضاف بأن الامر تزايد بعد “التقائهم الآن” مشيرا إلى “عودة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل”.
ولا شك أن المغاربة والعالم ينتظر أن يقوم جنرالات الجزائر بتوجيه اتهامات للمغرب على أنه هو الذي أشعل الحراك والمسيرات والمظاهرات الشعبية والطلابية التي تعيشها شوارع المدن الجزائرية كل يوم ثلاثاء وكل يوم جمعة، وبأنها مغربية يقوم بها مواطنون مغاربة ويجوبون الشوارع بتنظيم وتأطير ناشطين مغاربة ورفعوا شعارات منددة بالنظام العسكري الجزائري…، وأن المعارضين الجزائريين في الخارج أمثال أمير ديزيد والعربي زيتوت والسمار وغاني مهدي وغيرهم، هم في الواقع مغاربة وستسحب منهم الجنسية الجزائري كما ستسحب من كل من يشارك في الحراك الجزائري الذي هو في الواقع مغربي داخل الجزائر…
من النوادر الطريفة والحكايات الغريبة التي دأب الأشقاء الجزائريون، بإيعاز من النظام العسكري الجزائري، تحريف التاريخ وتزويره وسرقة تاريخ المغرب وثقافته وتراثه، وتبنيها ضدا على التاريخ قبل ميلاد بلاد الجزائر التي أنشأتها فرنسا الاستعمارية وأطلقت عليها اسم “الجزائر” بعد احتلالها لأكثر من 130 سنة خلفا للإمبراطورية العثمانية، لكن الأغرب هو اتهام المغرب بما ليس فيه بل بما في النظام من صفات السرقة والكذب والتزوير والتحريف والتي برع فيها حتى أصبح يصدق أوهامه وأحلامه….
لقد استنكرت الروائية أحلام مستغانمي، وهو ادعاء خطير وغريب ووقح، ما أسمته ب”سطو المغاربة على التراث الجزائري والإصرار في كل مناسبة أو منبر على نسب تقاليد جزائرية بحتة وموروث ثقافي وفني جزائري مائة بالمائة إليهم” وما وصفته ب” الحملة المغربية التي استهدفت في السنوات الأخيرة التراث الغنائي والأزياء التقليدية وحتى الطبخ “إذا لم تستحِ فانسب لنفسك ما شئت، إخوتنا في المغرب يقومون بعملية سطو معلن على التراث الجزائري من موسيقى وأزياء ومأكولات.. شاهدوا العجب..”!.”
وقال الرئيس عبدالمجيد تبون عن طارق بن زياد الجزائري ونشر الإسلام بأوروبا : “الجزائر هي صاحبة الفتوحات الاسلامية وهي من نشرت الإسلام في أوروبا”.
و ذهب الجزائريون أبعد من ذلك حين نسبوا المحارب طارق بن زياد إلى الجزائر الذي لم تكن موجودة قط، وشنوا هجوما على قناة الجزيرة الوثائقية التي خصصت برنامجا له، متهمين القناة بتحريف التاريخ الجزائري الى محاولات التحريف والتزييف وإدارة القناة القطرية التي يشتغل فيها مغاربة “بتعمد هذا التشويه خدمة لأجندة مشبوهة لا نعلم مآلاتها ولا الداعمين لها، ولكن الأمر صار متكررا ومستفزا ولا بد من رد صريح رادع وقوي من سلطاتنا”.
وصرح الرئيس الشاذلي بن جديد عام 1984 لدى زيارته إلى الولايات الأمريكية المتحدة، أن التاريخ يؤكد أن الجزائر هي أول من اعترفت بها في محاولة للرد على ما ورد في الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما من مصر والموجه إلى المسلمين خطأ في معلوماته التاريخية…
وتستمر الجزائر تستمر في سرقة الموروث التاريخي للمغرب بحيث أصبح ابن بطوطة المغربي جزائريا وبطلا لفيلم جزائري من إخراج طارق صفية وعرض في بعض القاعات بفرنسا، يقولون عنه في أحد البرامج بقناة جزائرية أن “رحلة ابن بطوطة بطريقة جزائرية حديثة” يطوف فيها بعدد من البلدان العربية.
والمرابطون والموحدون جزائريون وعبد المومن الكومي جزائري من مدينة “ندرومة،”
وباب المغاربة في القدس الشريف.. يزعمون أنه جزائري قبل أن تولد الجزائر حيث يكرر بعض “الباحثين الجزائريين” لمن أراد أن يسمعونهم، افتراء وكذبا وتزويرا للتاريخ دون خجل ولا حياء، على قنواتهم أن “باب المغاربة” جزائري،
وبموازاة عملية استهداف الجزائر للموروث المغربي أكلة (الكسكس وزي القفطان)، كانت عملية استهداف التاريخ المغربي تسير على قدم وساق، فتلجأ إلى سرقة الموروث والمخزون التراثي كجعل صومعة الكتبية الشامخة بأرض مراكش من تراثها، مدعيةً أنها من تراثها الإنساني في حفل أسبوع التراث الجزائري أذيع على قنوات التلفاز وراديو الجزائري.
كما لم تتوقف محاولات السرقة عند ذلك فحسب، حيث عملت الجزائر على تبني موسيقى من التراث المغربي بدون خجل في محاولة لسرقتها، مثل أغنية ” الغادي بعيد” لمجموعة لمشاهب التي أدتها الفنانة الجزائرية حسنى البشارية، كما سرقة الشاب حميد الجزائري أغنية “حكمت لقدار” لمجموعة لرصاد..
أما عن سرقة المأكولات المغربية، فحدث بلا حرج عن اللصوصية الجزائرية، التي وصلت إلى حد المشاركة في المهرجانات السنوية بأكلة “الكسكس” وكذلك المشاركة في مسابقات عالمية أخرى للطهو بالأطباق المغربية وتسوقها معلبة أو تقديم هذه الأطباق في المطاعم العالمية على أنها أكلات شعبية جزائرية.
ويتعمد الجزائريون سرقة مجموعة من الألبسة مثل القفطان والصناعة التقليدية من الجلد والفخار والنحاس والفضة والطبخ مثل أطباق الطنجية والبسطيلة وفنون الملحون والشعبي وتقديمها في برامج تلفزية على أنها جزائرية بعد سرقة تحقيقات مغربية مصورة من فاس ومراكش وسلا، دون حياء ولا خجل ولا مضايقة ولا ارتباك وتنسبها إليها .
وبعد الكسكس والقفطان والبسطيلة وصناعة الفخار والجلد، تعرض فن الملحون المغربي لهجمات من الطرف الجزائري للاستيلاء عليه، رغم أن هذا قصائد هذا الفن الذي هو خصوصية مغربية مائة في المائة، مدونة وموثقة ومحفوظة وموسيقاه وألحانه ومغنيه معروفون الراحلون منهم والأحياء أطال الله في عمرهم، وعلى رأسهم عميد الملحون الأستاذ أحمد سهوم أحد أهم أقطاب فن الملحون ومؤرخيه وحفاظه الذي رحل إلى مثواه الأخير، الجمعة 12 نونبر 2020.
ولم يسلم الرسول صلى الله عليهم وسلم من اتهامات حيث زعم شيخ جزائري أن الرسول سئل في منام أحدهم ” أي البلاد أحب إليك يا رسول الله بعد مكة والمدينة؟، فقال: الجزائر، ثم ماذا قال الجزائر ، ثم ماذا قال الجزائر..”….