ما رأي المسؤولين بفاس : سلوك بعض سائقي سيارات الأجرة الصغيرة بفاس هذه الأيام غريب وعجيب
عزيز باكوش
سلوك بعض سائقي سيارات الأجرة الصغيرة بفاس هذه الأيام غريب وعجيب ، أحدهم ، ويبدو حديث العهد بالحرفة ، ارتآى أن يقود سيارة الأجرة الحمراء بالتيشورت ، وسروال قصير حد الركبة ( الشورط ) كما لو أنه حارس مدخل شاطى غير محروس ، و الزبناء ذاهبون إلى الاصطياف مجانا.
أما صاحبنا الثاني ، وبعد ان قطع مسافة قليلة ، فضل إيقاف السيارة جانبا ، وأداء الفريضة باريحيته المعهودة ، وذلك دونما الاعتذار لزبنائه، كما لو أن ذلك ضمن القانون الداخلي للمأذونية .
لكن زميله الثالث، الذي لا يكتفي بانتقاء الزبناء وهو ينفث دخان سيجارته ، ويدنس الفضاء المحتقن اصلا ، بل يصرخ في وجوههكم ، ويمعن في نهرهم كما لو كانوا مياومين في ضيعته، أو أنهم يستجدون نقلهم صدقة .
أما الرابع ، ويبدو في حوالي الأربعين من عمره، فقد تفتقت عبقريته وأحاط هيكل سيارته الحمراء بعشرات الملصقات الإشهارية، ليس هذا وحسب، يقول زبون متأفف، بل يعمد إلى تمديد المسافات قصد الاستشهار لأطول مدة..
ويا ويل من حاول الاحتكاك أو الوقوف في طريقه من الراجلين ، فإن ما سيسمعه من كلام ناب ومنتقى من تحت الحزام سيظل يرن في أذنه طوال ال24ساعة القادمة .
ولمن لا يحب سماع الأشرطة ذات الطابع الدعوي الخليجي ، فما عليه إلا أن يضع مسافة بينه وبين ثلة من الملتحين ، الجهمين ، ويبتعد متى تسنى له ذلك . فقد يجد تهمة الإلحاد الكفر جاهزة ،ويجد نفسه مواطنا دانمركيا في فاس .
أما المزاجية في استعمال العداد ، واختار الوجهات ضدا على رغبات الزبناء، والسرعة المفرطة ،وعدم احترام إشارات المرور ،والانطلاق قبل مؤشر الأخضر،وإركاب الأربعة ضدا على.. فبات ذكاء اصطناعيا
هذه المهنة المؤسساتية اليوم فقدت جزء كبيرا من هيبتها ، وأخلت بالتزاماتها الأساسية تجاه الزبناء ، وذلك بسبب زحف متنام لشباب لا يحترم القيم.. بل احترف التهور مسلكا حرا في حياته . فمتى يتوقفون عن مثل هذه العادات الرديئة ؟ ومن يعيد لهذه المهنة اعتبارها؟
وهل يوجد في البلد قانون لردع مثل هذا الانحراف اللئيم؟