الجيش المغربي يواصل ممارسة هوايته في اقتناص جرذان “بوليساريو” بعد اقترابهم من الجدار الأمني
عبدالقادر كتــرة
في الوقت الذي لا زالت مزابل الأنباء الجزائري والبوليسارية تمطرق رؤوسنا ببلاغات “عسكرية” لأقصاف ودك وتفجيرات لا توجد إلا في أفلام كرتونية ومشاهد أحلام وأوهام ، بلغ عددها 159 (وهو عدد القتلى والجرحى والأسرى من مسلحي قطاع الطرق لبوليساريو في قبضة الجيش المغربي)، تأتينا الأخبار بإبادة مسلحي مليشيات “بوليساريو”، مجموعات وفرادى، تجرؤوا على الاقتراب من الجدار الأمني…
وبعد إبادة قائد الدرك البوليساري “الداه البندير” وفيلقه، أكدت تقارير إعلامية، الإثنين 19 أبريل الجاري، مقتل ثلاثة عناصر تابعة لجبهة “بوليساريو” الإنفصالية، بعد قيام وحدات عسكرية تابعة للناحية العسكرية الثانية لجبهة “بوليساريو” بمحاولة اختراق المنطقة العازلة وراء الجدار الرملي الذي شيده الجيش المغربي.
وأضافت نفس التقارير، أن القوات المغربية ردت على محاولة الاختراق من طرف عناصر “بوليساريو” نتج عنها مقتل ثلاث مقاتلين، وهم “البشير محمد لمين ابجيجة (الديش)”، و”محمد لمين سيدي سالم الصديق”، و”سيد أحمد أحمد العربي”، بالإضافة إلى إصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
موقع إعلامي دعائي موال ل”بوليساريو” ينقل بحرقة وانكسار وإحباط:” يؤكد المقاتلون في روايتهم أن القيادة أصبحت تجد صعوبة بالغة في إقناع المقاتلين بالتوجه إلى الأراضي المحررة (المنطقى العازلة ولم تعد كذلك بعد تمديد الدار إلى حدود موريتاتنيا)، بعد استهداف المسيرة لفيلق “الداه البندير” وصمت القيادة عن القتلى وعدم مطالبتها بالأسرى الذين اقترب عددهم من الـ 100، و أضافوا أن ما يسمى ب”الجيش الصحراوي” تنتابه حالة من الخوف والشك، وأصبح المقاتلون يرفضون المرور من المناطق العازلة، وأصبح المقاتلون يشترطون المرور عبر الأراضي الموريتانية، لكن نواكشط هي الأخرى كانت قد قررت إغلاق شمالها، وتحويل جميع المناطق الحدودية مع الجزائر والصحراء الغربية، إلى مناطق عسكرية مغلقة ومحرمة على عناصر “بوليساريو”…
وسبق لنفس الموقع أن تحدث عن رسالة ل “إبراهيم غالي” زعيم الجبهة الانفصالية موجهة لميليشياته ومرتزقته المسلحين، تم تداولها عبر المواقع الالكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي، لدعوتهم إلى مزيد من “المقاومة” (رغم أن مزبلة إعلامه تتحدث في أكثر من مائة بلاغ عن هجومات وأقصاف في أفلام كرتونية ومشاهد أحلام وأوهام في الوقت الذي يعيشون فيه في كوابيس ورعب…).
هذه الرسالة المختومة ببئر لحلو بتاريخ 27 فبراير2021، جاءت مباشرة، يوما واحدا، بعد استقبال الرئيس الجزائري له ، وهو ما يعني، حسب استنتاج الموقع البوليساري، أنها كتبت بقصر المرادية ونودي على قائد المرتزقة للتوقيع عليها وليس لاستقباله. كما ذكرت المزابل الإعلامية الجزائرية والبوليسارية.
نص الرسالة الموجهة للمرتزقة المسلحين والمحتجزين الصحراويين بمخيمات الذل والعار بجمهورية تندوف بالجزائر، في محاولة للرفع من معنوياتهم، تتحدث عن مقاومة مزعومة في الوقت الذي “قصفت” رؤوسنا بمئات البلاغات تتحدث عن “هجومات وهمية”، و”عمليات بطولية” بعد تطهير معبر الكركرات من الجرذان والصراصير وقطاع الطرق الذين فروا تاركين خيامهم البالية بعد أن أضرموا النار فيها و”صندلاتهم” وأباريقهم وعباءاتهم وعادوا إلى جحورهم بجمهورية تندوف.
رسالة زعيم المرتزقة تتوسل العودة إلى طاولة المفاوضات التي رفعها المغرب بعد أن كسّرها بصفة نهائية على أن تكون لقاءات مع الطرف الجزائري الرئيسي والوحيد عراب “بوليساريو”، مع العلم أن الزعيم المكسور والمهزوم كان يعلن ويصدح لمن كان يريد أن يسمعه، بأن لا مفاوضات ولا لقاءات ولا اجتماعات ولا …ولا…، بأمر من أسياده وصانعيه جنرالات العسكر الجزائري الذي يوجدون في ورطة، قبل أن تتبعثر أوراقهم وأوراقه…
تحليل الموقع الدعائي لبوليساريو، يقول بصريح العبارة ودون لفّ ولا دوران: “المقطع الأخير من الفقرة الثالثة للرسالة، يعترف بأن هنالك حرب على تخوم جداره العسكري…، هذه الفقرة إذا ما شخصت في سلوك فستمنحننا مشهد لرفع للراية البيضاء، رغم ما سبقها من عبارات عنترية ألفناها من قيادة متخاذلة، وفي هذه الفقرة اعتراف أن القيادة لا تقرر حالة الحرب وحالة السلم، وفي هذه الفقرة إقرار أننا بدون حلفاء، وفي هذه الفقرة اعتراف أن الحليف يعيش أسوء مراحله،… وفي هذه الفقرة تأكيد أننا لا نمتلك التكنولوجيا العسكرية التي نستطيع بها كسب المعارك ضد جيش جدي،… وفي هذه الفقرة اعتراف باختلال موازين الحرب بيننا وبين المغرب،… وفي هذه الفقرة اختزال لخطاب العجز والضعف وقلة الحيلة، وفي هذه الفقرة صورة حقيقية عن سوء القرارات التي تخرج من مشكاة الارتجالية، وفي هاته الفقرة اعتراف أن الضغط الدولي هو على كاهلنا…”.
أما الفقرة الأخيرة ، استنادا إلى نفس المصدر يعترف فيها زعيم الجبهة الانفصالية بعشرات الشهداء والجرحى حيث يتحدث عن “الترحم على “الشهداء” وليس شهيدا واحدا، الذين سقطوا في ما أسماها حرب التحرير الثانية منذ فضيحة الكركرات إلى يومنا هذا، …وعبارات التعاطف مع الأسر المكلومة فيما الجرحى سيلقون نفس الإهمال الطبي والمعنوي…”.
ملاحظة أخيرة أن ختم الرسالة تمت في “بير لحلو” لكن ما يسمى احتفالات تقام في تندوف بالجزائر، وهو ما يعني أن فاقد الشيء لا يعطيه وليس هناك أراضي محررة ولا هم يحزنون، والخوف والرعب تمكن من المرتزقة ولن يجرؤوا على الاقتراب من الجدران الأمنية إلا وأصابهم الإسهال والتبول خوفا من الالتحاق، في رمشة عين، بسابقيهم الذين تحولوا إلى جثث وبكلبهم الذي حمّلوه آلة تصوير واقترب من الجدار، إنهم يتذكرون ما جرى له وتناقلت المواقع صورا لنهايته المأساوية …
وفي الأخير، لا بد من الاشارة إلى أنه وفي أول رد رسمي أمريكي على الغارة الجوية التي استهدفت قائد الدرك ل”بوليساريو” داخل المخيمات “الداه البندير” بطائرة مسيرة، نشرت جريدة “التايمز” الأمريكية المقربة من البيت الأبيض نقلا عن مسؤول أمريكي كبير، “أن واشنطن تدعم المغرب في أي تحرك عسكري ما وراء الجدار الأمني في الصحراء المغربية وأن ذلك يعد دفاعا شرعيا”…
هذا الخبر المقدمة…، هدية للنظام العسكري الجزائري وصنيعته “عصابة قطاع الطرق بوليساريو” اللذين لا زالا بعتقدان ويرددان أن الاعتراف الأمريكي هو مجرد تغريدة للرئيس السابق “دونالد ترامب”، على جدار حسابه بتويتر، وأن تلك التغريدة لا أثر لها قانونيا وسياسيا ودبلوماسيا…، اليوم يشهد الجميع أن الرئيس الحالي “جو بايدن” ماض في نفس التوجه ويؤكد ما جاء في التغريدة – الاعتراف.