هل لا يستقيم التدافع السياسي حول المصلحة العامة؟
سفيان بوشقور
نفتخر نحن أبناء مدينة وجدة بانتماءنا لهذه المدينة ويزداد فخرنا كلما ابتعدنا عنها وكلما قاببنا صدفة لو بميعاد مع احد أبناءها او حتى برؤية سيارة مرقمة 48- أ . ونفس الأمر عندما يتجدد اللقاء خارج جهة الشرق مع كل أبناء الجهة وهو دليل على وجود قاسم مشترك هو مجال عيشنا الذي نحبه جميعا سواء جهة الشرق أو مدينة وجدة. هذا الشعور بالانتماء sentiment d’appartenance للأسف نفتقد إليه في المجال السياسي وتتهافت “النخب السياسية ” مع التحفظ على مصطلح نخب، خلال قبل كل استحقاقات إنتخابية وخلال الحملة ويوم الاقتراع وبعد ظهور النتائج. ونمني النفس بمجالس في مستوى تطلعات السكان من جهة سواء الفئة الناخبة أم الصامتة وفي مستوى قادر على الاستجابة على رهانات التنمية الجهوية والمحلية.
موضوعي هذا ليس موجه لأي الطرف بل وجهة نظر لعلها تجد الأذان الصاغية داخل الأحزاب السياسية كي تعي أهمية وحساسية المرحلة. فجهتنا جميلة جدا وبمؤشرات سلبية جدا ومدينتنا مدينة ألفية دون هوية وما ذلك إلا نتاج غياب هندسة تنموية تستشرف مشاكل المواطن ، تفكر بعقله وتخطط بأفكارها وتنفذ بحسب إمكانياتها شرط خلق ٱليات دائمة للتواصل دون خوف.
رسالة لكل سياسي و الأحزاب السياسية، ساهموا في التأطير الحداثي وساهموا في بناء مسيري المستقبل واجعلوا من المجال الترابي territoire العمود الفقري لبرامجكم وتذكروا ان المشرع المغربي جعل من اعداد التراب الوطني لجنة دائمة في كل المجالس الترابية وذلك ليس بالصدفة، بل هو مدخل أساسي للتنمية الترابية محلية أم جهوية. وجعل المشرع من اعداد التراب الوطني اختصاصا ذاتيا للجهات في القوانين الجديدة وهي ثورة في مجال التنمية التي لا تستقيم دون تخطيط والبرمجة اي اعداد برنامج تنمية الجهة تستوجب قبليا تخطيط استراتيجي للمجال الترابي.
وبالتالي المجال الترابي سواء جهة الشرق ومدينة وجدة يجب ان تكون هي القواسم المشتركة للسياسيين ولن ينجح أحد في خذمة المدينة والجهة ان لم يتشبع بحب المدينة والجهة. فحب مدينة وجدة و جهة الشرق و التدافع لخذمتهما مدخل أساسي وهو ما يستوجب تملككهما ، appropriation لأننا لسنوات فقدنا الارتباط بالحي والمدينة والجهة نتاج تقاليد دخيلة ولم يعد الشباب مرتبط بالحي بل بالتكنولوجيا وهي كذلك مداخل الناخبين من خلال برامجهم الانتخابية من خلال الاهتمام بالاحياء الذكية التي توفر لشباب الحي الخدمات العصرية والتكنولوجية وبذلك يعود ارتباط الشباب بمحيط عيشهم.
أمل أن تجعل الأحزاب السياسية مصلحة المدينة والجهة في صلب اهتماتها من خلال تكوين المرشحين اليوم قبل الغذ حول اختصاصات الجماعات الترابية والاشتغال الميداني بالاحياء على بلورة البرامج الحزبية مع الشباب ارد الاعتبار لهم واشؤاكهم الحقيقي لانه من العبث أن يفكر الشيوخ او الناخب باسم شباب الديجطال بعقلية الكناش. خذمة الوطن تكمن أولا في تكوين النخب المسيرة مستقبلا وتأطيرها.
كلامي سيعتبر خارج المنطق بالنسبة لمن لا منطق له لانه يؤمن أن الانتخابات مال وجاه وأعيان. نعم كذلك ولكن مقاربة المال والانفاق ,approche depense تواجه اليوم بمقاربة النتائج approche résultat. والنتائج تأتي بالاجتهادات وخير اجتهاد الصدق مع المواطن وحب الوطن من خلال حب الجهة والمدينة قبل حب الذات وذلك صعب المنال مع فقدان المعرفة. التأكيد والتكوين بيس بالعيب بل قوة وهو ما يفسر دعم جلالة الملك حفظه الله الأحزاب السياسة بهدف دعم قدراتها المعرفية وتكوين نخبها.