زيف النضال..هكذا أنا وهكذا سأبقى!
الأستاذ منير الحردول
أظن أن لقاءات ممثلي التنسيقيات مع النقابات الأكثر تمثيلة هو تحصيل حاصل ، فالوزارة الوصية تعرف الصغيرة والكبيرة وتعرف الخلل جيدا الذي تسببت فيه الأنظمة الاساسية السابقة، والتي كرست الفئوية وظاهرة التسلق للهروب من بعض الأسلاك التعليمية بطرق كثيرة ومتنوعة، لدرجة ترك الكثير من أبناء الشعب خارج الفصول الدراسية، وذلك لتحقيق مطالب ذاتية! لذا دوما ندعو إلى وضع حد للفئوية وتوحيد مسار الترقي بين الجميع، مع اقتصار الولوج إلى المناصب المرتبطة بالاسلاك الإدارية بحافز التعويضات وفقط، وذلك لجعلها جاذبة!
في نفس الوقت ما دامت التنسيقيات تذهب عند النقابات لوضع مطالبها عليه أن تصمت عن تكرار أنشودة” لا ثقة في النقابات” وذلك بخلق دينامية جديدة تجعل الهدف الأساسي هو إخاج قانون النقابات، لكي تتاح لمن يرغب في العمل النقابي تدبير زمام الأمور فيها بشكل بعيد عن الانفرادية وخدمة بعض الأحزاب سياسيا أو الحصول على منافع ذاتية محضة!
ملحوظة: هناك من يكثر في التعليقات أخرج وناضل، اقول له نحن ناضلنا وعملنا داخل الاجهزة النقابة وتمرسنا كثيرا ونضرب عندما يجتمع الكل أو عندما نرى ذلك ضروريا كما وقع لإضراب الكرامة وزد على ذلك كثير.
وسأبقى على عهدي السابق، ولن أتراجع عن المطلب الجوهري المتمثل في توحيد مسار الترقي بين جميع الأسلاك والانطلاق نحو خدمة الناشئة بشكل مشترك، لا خدمة الفئوية المقيتة، والمدمرة لمفهوم الأسرة التعليمة والمدرسة العمومية البريئة!
كما أن النقابات التي مررت النظام الأساسي ل 2003 وأقصت سلكي الابتدائي والإعدادي من خارج السلم، ودافعت عن تغيير الإطار، والذي كان من السهولة بمكان، وبطرق مختلفة، عليها أن تعي جيدا أن هؤلاء الذين تمت خيانتهم، هم من خيرة من حافظ على استمرارية المنظومة التعليمية رغم الإكراهات الكثيرة. فحصارهم في زنازين 10و11. هو بمثابة وصمة عار في جبين الضمير الغائب، الذي تنكر لفضل هؤلاء على أجيال تتلمذت على يدهم وتخرجت، وهي حاليا تمارس وظائف عديدة. فإصدار مرسوم تعديلي سينهي الكثير من العبث المرتبط بالتسلق السهل، والهروب من تلك الأسلاك المكافحة على جميع الجبهات!
فعندما كنت في أحد الأجهزة النقابة أشتغل من الداخل، وخبرت بعض كواليس العمل النقابي، وكيف كانت تدار الحوارات، والتي هي أصلا مفاوضات غالبيتها مبنية على المقايضة في بعض الأحيان! كنت أستغرب كثيرا لدرجة الألم في يوم العمال، يوم فاتح ماي، حيث كانت تخصص المنصة الشرفية والكلمات الرسمية في البداية لأرباب العمال (الباطرونا) أو بعض الوزراء، في حين تصيح حناجر العمال بالشعارات والتصفيق وهكذا دواليك. ونتيجة هذه ” البهدلة” سأبقى وفيا لقناعاتي وآرائي الحرة ولن أسمح لنفسي أن أعيش تناقض المواقف حتى لا أحشر في يوم من الأيام في زاوية القطيع المسلوبة الإرادة والقدرة على قول: لا للنفاق نعم للنضال الجاد! لا للمفاوضات نعم للحوارات! لا للضحك على الناس نعم للدفاع عن من ظلم من الناس، وهكذا أنا!