رسالة إلى علمائنا الأجلاء:
كمال الدين رحموني
ليست الحاجة-اليوم- لاستعراض البضاعة وما أغزرها، بل الحاجة إلى الجهر بالموقف. ما قيمة بضاعة من العلم غزيرة، إذا ظلت حبيسة في الصدور؟ أو محصورة في الكراريس والدفاتر؟
أنتم أدرى وأعلم بأحكام الدم المُهدَر والنفوس التي تُزهق ظلما وعدوانا، أنتم من حدثتمونا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:” لزوال الكعبة عند الله أهون من قطرة دم امرئ مسلم”.
أنتم الذين علمتمونا أن الولاء لا يكون إلا لله ولرسوله وللمؤمنين.
أنتم الذين حدثتمونا عن فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهل هناك منكر أفظع وأبشع مما يفعله الصهاينة بإخواننا على أرض الرباط؟
ألستم أنتم من ظللتم تؤصلون لقضية العقيدة في المسجد الأقصى، وأنها والمسجد الحرام سواء؟
أين حديثكم عن فروض الوقت، أليس من فرض الوقت أن ترشدوا إلى القيام بالواجب الشرعيِّ نحو الذين يُبادون ويُقتَّلون؟
أين حديثكم -في زمن الرخاء- عن النهي للركون إلى الظالمين من اليهود وغيرهم في زمن السلم، فما القول الفصل في زمن الحرب؟
لا تحدثونا اليوم عن تاريخ فلسطين، ولا عن صلاح الدين، ولا عن صلف اليهود القديم والحديث.
لا تتملصوا من الفعل الواجب باستعراض فيديوهاتكم القديمة، ودروسكم القيمة عن تاريخ الصراع مع اليهود، فلكل زمن واجبه، ورجاله وفريضة وقته.
اطّلعوا اليوم بمهمة واحدة: كيف تنصُرون وتنتصرون لقضية الأمة في فلسطين.
مهمتكم النصح والتذكير بواجب النصرة بالتي هي أحسن.
مهمتكم اليوم أن تُطلّوا على من ينتظرون قولكم، ويتطلعون إلى فتاواكم المرصوصة بكتاب الله وسنة رسوله، في استنهاض الهمم، فأنتم ورثة الأنبياء، والأنبياءُ لم يُورّثوا مالا، وإنما ورّثوا العلم، ومن وظيفة العلم، نصرة المظلوم، وردع الظالم.