المغرب على رأس الوفد الوزاري العربي المدافع عن فلسطين بالأمم المتحدة ووقف الحرب، وتجاهل الجزائر صدمة للنظام العسكري الجزائري
عبدالقادر كتــرة
لم تستسغ الخارجية الجزائرية وعلى رأسها الوزير الثقيل “صبري بوقادوم” ، تجاهل المنتظم الدولي للجزائر وعبرت عن غضبها لعدم إشراكها في جهود الوساطة التي تمكنت من حلحلة الصراع ووقف الاعتداء على فلسطيني غزة، وأيضا تجاهل “وزن” الجزائر الدولي وعدم استدعاء وزير خارجيتها للمشاركة في لجنة الدفاع العربية عن القدس والشعب الفلسطيني بالأمم المتحدة.
هذا التجاهل مرده إلى الخطاب الذي يتبناه النظام العسكري الجزائري، والذي يغذي العداء العربي-الإسرائيلي، وقال مغردون من الحراك على تويتر ردا على تدوينة لـ “صبري بوقادوم” بخصوص الصراع على الأقصى، حسب موقع إعلامي موال للانفصاليين، بأن الجزائر التي لا تقدم للشعب الفلسطيني غير الشعارات عكس ما تقدمه لقضايا أخرى في مقدمتها ميلشيات “بوليساريو” الانفصالية.
ماذا ينتظر من النظام العسكري الجزائري الذي يسعى لأن يكون لها موقع القيادة في تدبير الأزمة، ولم يرسل إلى الآن أي مساعدات كما فعلت السعودية ومصر والمغرب لفك الحصار عن سكان غزة، كما أن الجزائر لا يمكن لها أن تلعب أي دور دولي في القضية الفلسطينية بسبب علاقاتها مع إيران وحزب الله، وما تمثله تلك العلاقات من حساسية لدول الشرق الأوسط ودول الغرب، وأن تواجدها في اللجنة سيكون له تأثير سلبي أكثر منه إيجابي على الأزمة.
وسبق للجامعة العربية أن شكلت لجنة للدفاع عن القضية الفلسطينية بالأمم المتحدة بعد تقاعسها، وأطلقت عملية وساطة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، ويقود هذه الوساطة وفد وزاري مكون من السعودية والأردن وقطر ومصر والمغرب، حيث كتب وزير الخارجية الأمريكي على حسابه بتويتر أنه اتصل بوزير الخارجية المغربي ” ناصر بوريطة” وتبادلا الحديث عن أهمية استرجاع الهدوء في المنطقة وقال “أن المغرب شريك إستراتيجي”، فيما تناقلت وساءل إعلام دولية خبر طلب الرئيس الأمريكي من الرباط لعب دور الوساطة في الصراع، وهي الجهود التي يقال أنها بدأت تحصد نتائج إيجابية مع الاقتراحات المختلفة المطروحة على مائدة الطرفين المتصارعين، التي من بينها حصول الطرفين على ضمانات بالإبقاء على الوضع كما هو، مع إعادة إعمار غزة والأحياء التي تم تدميرها بفعل الغارات الإسرائيلية المكثفة على القطاع.
وكشف وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الثلاثاء 18 كاي 2021، أنه أجرى محادثات هاتفية، مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.
وقال أنتوني بلينكن، إن المحادثة الهاتفية تمحورت حول أهمية استعادة الهدوء بين إسرائيل والضفة الغربية وغزة، لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح.
وأضاف المسؤول الأمريكي في تغريدة له على موقع “تويتر”، أنّ “المغرب شريك استراتيجي وسنعمل معا لإنهاء هذا الصراع”.
وأوضحت كتابة الدولة الأمريكية، في بلاغ عقب هذه المباحثات، أن “كاتب الدولة أبرز أهمية الشراكة الثنائية المتينة ، والدور المحوري للمغرب في تعزيز الاستقرار في المنطقة “.
وأضاف المصدر أن بلينكن وبوريطة أعربا عن “انشغالهما المشترك إزاء العنف في إسرائيل والضفة الغربية وغزة ، والذي أودى بحياة مدنيين إسرائيليين وفلسطينيين بما فيهم الأطفال “..
كما جدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الخميس 20 ماي 2021، خلال اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة، التأكيد على الالتزام الدائم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، لصالح القضية الفلسطينية ومن أجل السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد بوريطة، في كلمة موجهة الى الاجتماع الطارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة حول القضية الفلسطينية، أن جلالة الملك ما فتئ يؤكد على أن المساس بالوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس والمسجد الأقصى/الحرم الشريف وترويع الآمنين في الأماكن المقدسة ومحاولات التهجير غير القانوني لأهالي حي الشيخ جراح من بيوتهم، أمر مرفوض وينبغي أن يتوقف، خدمة للسلام والاستقرار.
وأوضح أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس لطالما أكد ضرورة الامتناع عن كل ما من شأنه جر المنطقة نحو مزيد من التأزيم والتوتر، وبأن استمرار الإجراءات الأحادية الجانب وكافة الأعمال المنافية للقانون الدولي وللشرعية الدولية، سيؤدي إلى توسيع الفجوة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والتشويش على فرص السلام في المنطقة.
وذكر الوزير في هذا الاطار، بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس يشدد على أهمية المحافظة على المدينة المقدسة باعتبارها تراثا مشتركا للإنسانية وأرضا للقاء ورمزا للتعايش السلمي بالنسبة لاتباع الديانات التوحيدية الثلاث، كما جاء في نداء القدس الذي وقعه جلالته بمعية قداسة البابا فرنسيس في الرباط بتاريخ 30 مارس 2019.
ولدى تطرقه للتصعيد الحالي، قال بوريطة “مرة أخرى، ولنفس الأسباب، تندلع أعمال عنف خطيرة” أدت إلى قتل وإصابة المئات من الضحايا وتدمير المنشآت المدنية بصورة واسعة النطاق، مما تسبب في مزيد من المعاناة، وأضحى يشكل تهديدا مباشرا للأمن والسلم الإقليمي والدولي.
وأضاف السيد بوريطة “إن ما نشهده، للأسف، من تزايد لوتيرة الاقتتال والعنف هو نتيجة حتمية لوضعية الاستعصاء التي طالت العملية السلمية في المنطقة، فاقمتها الانتهاكات الاستفزازية المتكررة بحق الشعب الفلسطيني، وتزايد خطاب الكراهية المقيتة لتنظيمات متطرفة”.
وذكر بأن المغرب يجدد تشبثه الكامل بخيار السلام العادل والمنصف المبني على الشـرعية الدولية والمستند إلى حل الدولتين الذي توافق عليه المجتمع الدولي، حيث أنه لا بديل عن الحل السياسي المفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية ضمن حدود الرابع من يونيو عام 1967.
ولتحقيق هذه الغاية تدعو المملكة المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن والرباعية الدولية، إلى الانكباب بجدية على وقف التصعيد وإزالة مسبباته، والتحرك بشكل فاعل لوقف دائرة العنف والاقتتال، والعمل على إطلاق جهد دبلوماسي فاعل ومكثف لإعادة تنشيط مسار التسوية السلمية، وفق قرارات الشرعية الدولية.
وموازاة مع ذلك، أكد الوزير أن هناك حاجة ماسة إلى أن يَهُبّ المجتمع الدولي ويُبادر إلى تقديم المساعدات السخية للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وفي القدس وفي قطاع غزة، لتجاوز الظروف الصعبة الناتجة عن هذه الوضعية المأساوية.
وذكر الوزير أنه من هذا المنطلق، بادرت المملكة المغربية، بأمر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، بإرسال مساعدات إنسانية طارئة للسكان الفلسطينيين بالضفة الغربية وقطاع غزة، تتكون من مواد غذائية أساسية، وأدوية للحالات الطارئة والأغطية، وذلك للمساهمة في التخفيف من الظروف الصعبة الناتجة عن الوضع الحالي.
وأكد أن هذا القرار الملكي السامي يندرج في إطار في دعم المملكة المستمر للقضية الفلسطينية العادلة، وتضامنها الدائم مع الشعب الفلسطيني الشقيق، كما يشكل امتدادا لعمل متواصل يقوم به جلالة الملك، بصفته رئيسا للجنة القدس، من خلال المزاوجة بين العمل السياسي والدبلوماسي والتحرك الميداني الذي تضطلع به وكالة بيت مال القدس، الذراع التنفيذية والميدانية للجنة القدس، تحت إشراف شخصي لجلالته، لفائدة الساكنة المقدسية من أجل توفير سبل العيش الكريم لها ودعم صمودها وقدراتها.
وخلص السيد بوريطة الى أن المملكة المغربية، الملتزمة بخيار السلام، لن تدخر أي جهد للتحرك والتواصل مع الدول الفاعلة للمساهمة في القيام بالخطوات الكفيلة بوقف التصعيد وإعادة إطلاق دينامية بناءة للسلام في المنطقة