بأمر من سفير الجزائر في مدريد، “بن بطوش” زعيم “بوليساريو” يوقع على استلام استدعاء المثول أم أمام القضاء الاسباني
عبدالقادر كتــرة
تداولت مواقع الكرتونية وجرائد دولية ووسائل التواصل الاجتماعي والتواصل الفوري صور جواز السفر المزور لزعيم ميليشيات “بوليساريو” الانفصالية وورقة دخوله للمستشفى التي تم نشرها عشية يوم الخميس الماضي، وكذلك الأخبار التي تروج بشأن الاستدعاء الذي تم توجيهه للمدعو “إبراهيم غالي” الملقب ب “محمد بن بطوش” الجزائري بإسبانيا وهو في فترة نقاهته، ورفضه توقيع التَّسَلّم وطلبه لمهلة قصد التشاور مع السفارة الجزائرية التي أمرته بالتوقيع وتسلم الاستدعاء.
وكتب موقع دعائي تابع لميليشيات “بوليساريو”، بغصة ومهانة وذلّ: “هذا الأمر يجعلنا مرة أخرى نتساءل عن سبب عدم امتلاك الأخ القائد لقراراته، لأن تسلم الاستدعاء يتعلق بشخصه أولا وبالشخصية الرمزية للدولة الصحراوية، واستشارته مع السفارة الجزائرية أمر محزن لنا كشعب صحراوي، لأن السفير الجزائري في إسبانيا مجرد موظف في كل الأحوال، وكان الأنسب للأخ القائد أن يتم وضع خط هاتفي رئاسي ساخن يربطه بأصحاب القرار بالجزائر دون الحاجة إلى فضح أعراضنا الدبلوماسية، والجهر بمشاورة سفير الجزائر، و كأن الأخ “إبراهيم غالي” مواطن جزائري بدأ يتقبل العيش بشخصية “بن بطوش”.
ومن المنتظر الاستماع إلى “إبراهيم غالي” الملقب ب”محمد بن بطوش” الجزائري بخصوص شكوى “التعذيب” التي رفعها فاضل بريكة، المنشق عن جبهة بوليساريو والحاصل على الجنسية الإسبانية في الأول من يونيو المقبل.
وقال المتحدث باسم المحكمة، التي تتخذ مقرا في مدريد، في تصريح لوكالة فرانس برس: “إن إبراهيم غالي استدعي للمثول في الأول من يونيو “، واضعا بذلك حدا للغموض الذي استمر أياما.
زعيم عصابة “بوليساريو” متهم بارتكاب عدة جرائم وملاحق من قبل القضاء الإسباني، بعد أن قدَّمت جمعيات مختلفة لضحايا البوليساريو دعاوى وأدلةً ضده في أعوام 2008 و2013 و2016 وتطلب تحديد هويته والقبض عليه.
وسبق لقاضي المحكمة الاسبانية سنة 2013 النظر في شكاية تقدم بها أشخاص قالوا إنهم تعرضوا للتعذيب وانتهاكات حقوق الانسان المرتكبة من قبل زعيم جبهة البوليساريو.
ويتابع إبراهيم غالي من قبل القضاء الإسباني بناء على شكايات تتعلق بجرائم ضد الإنسانية مرتبطة بالتعذيب والاختطاف والاغتصاب، من بينها الشكوى، التي قدمها عضو الجبهة الإسباني المتجنس الفاضل بريكة، التي تتهم غالي بالاختطاف التعسفي والاعتقال والتعذيب.
من جهة أخرى، أكدت صحيفة “لاراثون” نقلا عن مصادرها الخاصة، أن المحكمة العليا الإسبانية، رفضت تأجيل موعد جلسة مثول إبراهيم غالي أمامها، والمقررة في الأول من يونيو المقبل.
ووفقا لذات الصحيفة، فإن القاضي المكلف بالملف، سانتياغو بيدراس، سيصدر أمرا بالبحث واعتقال المدعو إبراهيم غالي سابقا محمد بن بطوش حاليا، إن لم يمثل أمامه في التاريخ المذكور، مضيفة أن مذكرة الاعتقال ستعمم على الصعيد الدولي، مما يعني أنه حتى وإن تمكنت الحكومة الإسبانية من إعادة زعيم البوليساريو إلى الجزائر بطريقة سرية، فإنه سيكون مجبرا على قضاء باقي سنوات حياته محبوسا داخل بلاد الجنرالات، وسيلقى عليه القبض بمجرد نزول طائرته في بلد آخر.
وقال متحدث باسم المحكمة إن زعيم “بوليساريو” المدعو “إبراهيم غالي” الملقب ب” محمد بن بطوش” الجزائري، متهم من جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان بارتكاب جرائم حرب ويجب أن يحضر أولا جلسة استماع أولية.
وتقدمت الرابطة الصحراوية للدفاع عن حقوق الانسان ومواطن إسباني من أصل صحراوي بطلب اعتقال غالي.
ويقول الخبراء إن قاضي التحقيق يقبل في العادة مثل تلك الطلبات عندما تعتقد المحكمة بوجود خطر للفرار أو تدمير الأدلة، لكن من المفترض أن يمثل غالي أمام المحكمة في الأول من يونيو للإدلاء بشهادته.
وتتهمه جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان وغيرها من زعماء الجبهة بالإبادة الجماعية والقتل والإرهاب والتعذيب والتورط في عمليات اختفاء قسري.
ورفع تلك الدعوى في إسبانيا قد يكون خطوة أولى في تحقيق قد يؤدي لمحاكمة غالي، لكن الأخير الذي دخل المستشفى باسم مستعار، امتنع عن التوقيع على أمر الاستدعاء.
وقال مصدر قريب من التحقيق الجنائي إنه قد لا يمثل أمام المحكمة لأنه ربما يحمل جواز سفر دبلوماسيا جزائريا، مما قد يعطيه حصانة.
وذكرت إسبانيا أنها وافقت على السماح بعلاج غالي في “لوجرونو” بشمال إسبانيا “كبادرة إنسانية”.
وحذرت السلطات المغربية إسبانيا من تداعيات وجود “غالي” على أراضيها بجواز سفر جزائري مزور واسم مستعار، حسب ما نشرته وكالة “رويترز”