الحكومة الإسبانية متهمة بالاتجار في البشر والتزوير في محررات رسمية:كيفية تهريب المجرم المدعو “ابن بطوش” في جنح الظلام من إسبانيا إلى الجزائر
عبدالقادر كتــرة
في سابقة خطيرة وإرهابية وإجرامية أقدمت حكومة “بيدرو سانشيز” الاسبانية على تهريب المجرم والإرهابي إبراهيم غالي” المدعو “محمد بن بطوش” الجزائري زعيم ميليشيات “بوليساريو” الإرهابية من جحره بمستشفى “لوكرونيو” صاغرا، في جنح الظلام مثل مافيوزي، إلى مستشفى عين النعجة بالعاصمة الجزائرية تحت حماية كابرانات ثكنة بن عكنون وأزلامهم بقصر المرادية .
وهُرِّب “الرخيص” خادم ثكنة بن عكنون من الباب المخصص للسلع واخراج النفايات، بعيدا عن أنظار العاملين والموظفين، كسلعة رخيصة هاربا متخفيا كصعلوك قبل أن يستردَّ أنفاسه وعافية مخافة الزّجّ يه في السجن إذا ما تعالت صيحات المناضلين والناضطين الحقوقيين الإسبان.
وغادر زعيم الانفصاليين المدعو ابراهيم غالي الأراضي الإسبانية ليلة الثلاثاء /الأربعاء 2 يونيو 2021، إلى الجزائر، على متن طائرة فرنسية اكترتها الجزائر ب550 ألف أورو، أقلّته من مطار “بامبلونا نحو الجزائر”، بعد أن أخطرت الحكومةُ الإسبانية الحكومةَ المغربية بهذا الشأن.
وجاءت مغادرة غالي إسبانيا بعد مثوله يوم الثلاثاء فاتح يونيو 2021، عبر تقنية الفيديو أمام أحد قضاة المحكمة الوطنية، و هي أعلى محكمة جنائية إسبانية للاستماع إلى أقواله بشأن عدة تهم خطيرة موجهة إليه.
وأفادت مصادر إعلامية بينها “إلباييس” و”إلموندو” نقلا عن الحكومة الإسبانية، أن زعيم الانفصاليين المدعو ابراهيم غالي غادر إسبانيا إلى الجزائر في رحلة ليلية انطلقت من مدينة بامبلونا.
وقد مثل زعيم ميليشيات “البوليساريو”، عبر تقنية الفيديو، أمام أحد قضاة المحكمة الوطنية، وهي أعلى محكمة جنائية إسبانية للاستماع إلى أقواله بشأن التهم الموجهة إليه فيما نظم عدد من ضحايا هذا الجلاد، الذين تقدموا بشكاوى ضده، وقفة احتجاجية أمام المحكمة الوطنية، واحتفظ القضاء الإسباني بعدة تهم رئيسية ضد زعيم انفصاليي “البوليساريو”، الذي تم إدخاله منذ 18 أبريل لمستشفى إسباني في ظروف غامضة بهوية جزائرية مزورة، منها التعذيب والإبادة الجماعية والاغتيال والإرهاب والجرائم ضد الإنسانية والاختطاف.
ويعد المتهم أحد الأعضاء ال 28 ضمن الحركة الانفصالية ومسؤولين حكوميين جزائريين كبار تم التبليغ عنهم من قبل الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان وضحايا آخرين في غشت 2012.
وعلاقة بالموضوع فجرت صحيفة “لاراثون” الاسبانية فضيحة من العيار الثقيل في وجه كل من إسبانيا والجزائر، ومعها زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية “ابراهيم غالي” الملقب ب”ابن بطوش الجزائري”، بعد أن أفرجت عن وثيقة استخباراتية، تعود إلى فترة الاحتلال الاسباني للصحراء، وهي الوثيقة التي تفضح إقدام نظام الديكتاتور الإسباني “فرانكو” على تجنيد زعيم البوليساريو الحالي “ابراهيم غالي”، كجاسوس يعمل لحسابها.
الوثيقة نزلت كالصاعقة على قادة حكومة إسبانيا و معها عصابة جنرالات الجزائر، تؤكد أن “غالي” أو “بن بطوش” الذي ولج التراب الإسباني بهوية جزائرية “مزورة”، كان عميلا للشرطة الاقليمية الاسبانية تحت رقم 8360 ببطاقة هوية B-7248055، وكان يتآمر على أهله في المناطق المحتلة قبل العام 1975،السنة التي استرجع فيها المغرب الصحراء عبر المسيرة الخضراء وعلى رفاقه داخل جبهة البوليساريو التي تأسست قبل التاريخ المذكور بعامين فقط، وكان يمدها بتقارير سرية يتقاضى لأجلها مبالغ مالية مهمة.
المصدر قال ان غالي لي تولد في 1949 انظم للبوليس الاسباني في الستينات، ولكن المخابرات الاسبانية، اكتشفت انه مع مجموعة البوليساريو التي اختطفت عناصر اسبانية، والتي عجلت بطرده وجعله تحت المراقبة.
من جهة أخرى، فتحت محكمة التحقيق الثالثة بمدينة لوغرونيو مسطرة أولية ضد زعيم ميليشيات “البوليساريو” المدعو إبراهيم غالي، بتهمة تزوير وثيقة سفر تمكن من خلالها من دخول الأراضي الإسبانية في 18 أبريل الماضي.
وقد اتخذ هذا القرار على إثر شكوى رفعتها نقابة الموظفين الإسبانية “مانوس ليمبياس” ، وذلك بحسب ما علم الأربعاء 3 ماي 2021، لدى الجهة المشتكية.
وأوضح القاضي في قراره أن “الوقائع تتضمن كما قدِّمت، مؤشرات تفيد بوجود مفترض لجنحة تزوير وثيقة عمومية”.
وأكد القاضي أنه “في هذه الحالة يتعين فتح مسطرة أولية” ضد المدعو إبراهيم غالي.
وتم إدخال زعيم انفصاليي “البوليساريو”، يوم 18 أبريل الماضي لمستشفى سان بيدرو في لوغرونيو، بهوية جزائرية مزورة لشخص يحمل اسم محمد بن بطوش.
من جهة أخرى، تحدثت وسائل إعلام إسبانية عن وجود وثائق أخرى ، ذات طبيعة طبية بالخصوص قدم فيها زعيم انفصاليي” البوليساريو” باسم محمد عبد الله.
من جهة ثانية، طالب الحزب الشعبي الإسباني، أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، الأربعاء، ب “الاستقالة الفورية” لوزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا، لإدارتها “الكارثية” للأزمة مع المغرب و”العمى” الذي أصابها في تدبير قضية المدعو إبراهيم غالي.
وقال الأمين العام لحزب الشعب، ثيودورو غارسيا إيجيا، في حوار مع التلفزة الإسبانية “تي في أو”، “أعتقد أن وزيرة الخارجية يجب أن تستقيل على الفور. أظن أنها تسببت في أزمة دبلوماسية غير مسبوقة، وأن الحكومة أظهرت أنه ليس لها أي وزن في السياسة الخارجية”.
وعبر عن أسفه كون زعيم ميليشيات “البوليساريو” دخل إسبانيا قبل شهر ونصف بجواز سفر “مزور”، مبرزا أن مغادرته تمت “مرة أخرى بنفس الأسلوب”.
وشدد المسؤول السياسي على أن الوزيرة “يجب أن تستقيل بسبب الإدارة الكارثية لهذه القضية”، مؤكدا أن حكومة بيدرو سانشيز “تصرفت بشكل مؤسف” لأنها “لم تدبر بشفافية” دخول وخروج المدعو إبراهيم غالي، ولم تشرح “بوضوح ما هي المشكلة الحقيقية”.
وكان بابلو كاسادو، رئيس الحزب الشعبي الإسباني، وصف ، ب”التهور الكبير” قرار الحكومة الإسبانية السماح لزعيم ميليشيا “البوليساريو” المدعو إبراهيم غالي بدخول البلاد “بهوية مزورة”.
وأكد السيد كاسادو ،الذي حل ضيفا على لقاء نظمته وكالة “أوروبا برس”، أنه في الوقت الحالي، ما يجب القيام به هو محاولة تكثيف العلاقات مع المغرب وحل هذه الأزمة”، محذرا من أنه “يجب التعامل مع هذه القضايا بصرامة كبيرة، كما أنه لا يمكننا الكذب”.