النظام العسكري الجزائري يصرف 5 ملايين أورو على نقل “بن بطوش” وعلاجه وتهريبه ويمنح حكومة “سانشيز” ملايين الأمتار مكعبة من الغاز مقابل خدماتها
عبدالقادر كتــرة
بعد أن منعت إسبانيا، الثلاثاء فاتح يونيو 2021، طائرة جزائرية من دخول مجالها الجوي، حيث كانت متجهة إلى لوغرونو، المدينة التي يقيم فيها زعيم ميليشيات البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي المدعو “محمد بن بطوش الجزائري”، الذي رفضت المحكمة حبسه، في وقت أكدت فيه مدريد إنها تأمل في عودة العلاقات الدبلوماسية مع الرباط إلى طبيعتها في “الساعات المقبلة”.
ورفضت المراقبة الجوية الإسبانية منح الإذن للطائرة الجزائرية بدخول المجال الجوي الأسباني، بناء على تعليمات من الجيش وسلطة الملاحة الجوية.
واضطر النظام العسكري الجزائري إلى الإسراع بكراء طائرة الإسعاف الخاصة التابعة لشركة فرنسية، التي نقلت المدعو إبراهيم غالي من الأراضي الإسبانية إلى الجزائر، بلغت كلفتها 550 ألف دولار، وتمت تأديتها من طرف الدولة الجزائرية.
وكشفت مصادر إعلامية إسبانية أيضا، أن المسؤولين الجزائريين اختاروا على عجلة من أمرهم استئجار طائرة إسعاف من شركة “أيريك أومبيلونص” المتخصصة في نقل المرضى، من أجل نقل “محمد بن بطوش” من مطار بامبلونا إلى مطار بوفاريك في عاصمة الجزائر، مخافة تطور الوضع لغير صالحه وإصدار قرار بمنعه أو حبسه .
النظام العسكري الجزائري معروف بسخائه وتبديد أموال الشعب الجزائري الذي يعاني من الفقر والتهميش والبطالة وغلاء المعيشة ومعاناه مع الطوابير سواء لاقتناء نصف لتر حليب أو كيلو سميد أو نصف لتر من الزيت أو كيلو بطاطا ….، هذا النظام لا يتوانى في منح عصابة “بوليساريو” ملايير الدولارات من خزينة الدولة الجزائرية من عائدات المحروقات، حيث سرق جنرالاته أكثر من 500 مليار دولار وهربوها إلى الخارج، وبددوا أكثر من 1000 مليار دولار منذ 45 سنة في سبيل أحلام وأوهام تقسيم المغرب وفرملة تطوره وتقدمه، لكن توقفت عجلات عربة الجزائر المهترئة التي تركتها لهم “ماما” فرنسا وحولوا شعب دولة غنية ببترولها إلى شعب فقير يئن تحت وطأة الجوع والفخر والحرمان، في الوقت الذي طار المغرب وحلّق بعيدا وأصبح يعامل الدول العظمى ندّا للنّد ولا يرضى بغير ذلك بديلا…
وآخر ما قام به هو التكفل بمصاريف علاج الإرهابي المجرم زعيم ميليشيات المرتزقة، والتي لغت أكثر من 5 ملايين أورو أي ما يعادل 100 مليار سنتيم جزائري (3600000 أورو للعلاج، و400000 أورو لنقل “بن بطوش” إلى إسبانيا، و400000 أورو للطائرة الممنوعة من الهبوط لتهريب “بان بطوش” بعد العلاج، و550000 أورو لطائرة طبية فرنسية خاصة)، هذا دون الحديث عن ملايين الأمتار المكعبة بمئات الملايين من الدولارات.
وتأتي هذه الرحلة الثانية، المؤداة من أموال دافعي الضرائب الجزائريين لنقل المدعو إبراهيم غالي بعد محاولة فاشلة صباح يوم الثلاثاء الماضي، حين رفضت السلطات الإسبانية هبوط طائرة جزائرية فوق أراضيها بسبب عدم حصولها على الترخيص.
وأدخل “غالي” الإرهابي زعيم ما يسمى ب”الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب” (بوليساريو) في إبريل إلى المستشفى في لوغرونيو بسبب مضاعفات جراء إصابته بكوفيد-19.
وأدلى غالي بشهادته عبر الفيديو من مستشفى هذه المدينة الواقعة في شمال إسبانيا لأحد قضاة المحكمة الوطنية العليا في مدريد في جلسة مغلقة.
وأفاد محاميه مانويل أوليه للصحفيين بعد الجلسة أن الاتهامات ضد موكله “خاطئة تماما”، و”ذات دوافع سياسية لاستهداف مصداقية الشعب الصحراوي”.
وخلال الجلسة، رفض القاضي فرض أي تدابير احترازية مثل احتجاز جواز سفر غالي، مشيرا إلى عدم وجود خطر لهروبه.
ويعود هذا الاستجواب إلى شكوى تشمل “الاعتقال غير القانوني والتعذيب وجرائم ضد الانسانية” رفعها عام 2020 فاضل بريكة المنشق عن جبهة بوليساريو والحاصل على الجنسية الإسبانية الذي يؤكد أنه كان ضحية “تعذيب” بمخيمات المحتجزين الصحراويين في مخيمات الذل والعار بتندوف في الجزائر..
وكانت هذه الشكوى حُفظت لكن أعيد فتحها مطلع السنة الحالية.
ويعود الملف الثاني إلى العام 2007 وكان قد حُفظ أيضا وأعيد فتحه مع تواجد زعيم البوليساريو في إسبانيا.
وتقدمت بالشكوى عام 2007 الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الانسان بتهمة ارتكاب “مجازر إبادة” و”اغتيال” و”إرهاب” و”تعذيب” و “إخفاء” في مخيمات تندوف على ما أفادت هذه المنظمة ومقرها إسبانيا.
وكان الإرهابي “غالي” المدعو “محمد بن بطوش الجزائري” دعي إلى المثول في إطار هذه الشكوى عام 2016 عندما كان يفترض أن يتجه إلى إسبانيا للمشاركة في ما يسمى ب”مؤتمر لدعم الشعب الصحراوي” لكنه ألغى زيارته في نهاية المطاف.
وقال المغرب الاثنين الماضي” إن الأزمة “لن تحل بالاستماع” إلى غالي فقط”، مشددا على أنها “تستوجب من إسبانيا توضيحا صريحا لمواقفها وقراراتها واختياراتها”. وشددت وزارة الخارجية على أن القضية تشكّل “اختبارا لمصداقية الشراكة” بين البلدين.