لما يشرعن الاتحاد الاوروربي الاستعمار بمنطق الاستعلاء
ذة.سليمة فراجي
كم عدد الفرنسيين القاطنين بمدينة مليلية المحتلة حتى تعمد فرنسا الى فتح قنصلية بها ؟ وكأنها تبارك وتزكي تمادي اسبانيا في احتلال مدينة مغربية
كنا نعتقد ان الاتحاد الاوروبي الذي تأسس في أعقاب حرب طاحنة وبدأ بدولتين ليصل عدد الأعضاء الى 27، يهدف الى تفادي ويلات الحروب والفقر والجرائم ضد الانسانية ,
ولعل الممر المظلم في مبنى parlementarium بروكسيل ، الذي يشير الى1914-1918 بمختلف الصور البشعة ، او ذلك الذي يهم الحرب العالمية الثانية وما خلفته من خراب ودمار في الأرواح والعمران وضرب الثقافات يجعل الزائر يخال ان الرسائل تود ان تصرح لذاكرة التاريخ : نحن لا ننسى ، وأخذنا العبر ولا نريد ان تتكرر ويلات الحرب ومعاناة ساكنة أوروبا من الفقر والدمار ومخلفات الحروب وتدعو الى الانفتاح والتكامل الاقتصادي لدول الاتحاد مهما اختلفت الاديولوجيات والمذاهب واللغات والديانات ونظم الحكم
المعقدة
كنا نعتقد ان الديموقراطية واحترام دول العالم هي بوصلة الاتحاد وخارطة طريقه لكن يبدو ان الحنين الى الاستعمار والتكتل والتضامن ضد الشعوب والدول كلها امور ثابتة ولا تحتاج الى تأويل
ولعل تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد والمعتبر ضربة موجعة لمشروع اوروبا القوية الجبارة المؤثرة في العالم يجعلنا نستحضر ما قاله احد البريطانيين :
voici le jour où le peuple silencieux de Grande Bretagne s’est élevé contre l’élite méprisante de Bruxelles et une classe politique arrogante et déconnectée ”
اتى اليوم الذي ارتفع فيه صوت شعب بريطانيا الصامت ضد النخبة المزدرية المتواجدة في بروكسيل و الطبقة السياسية المتعجرفة والخارجة عن التغطية
فعلا طبقة مستعلية متعجرفة تزدري ابسط حقوق الانسان المتعارف عليها كونيا وتكيل بمكيالين ضدًا على المبادئ والاهداف وقواعد القانون الدولي الانساني
ولعل تبني البرلمان الأوروبي بأغلبية 397 صوتا قرارا استعجاليا معيبا اقترحه أعضاء إسبان بمفاوضين اسبان والذي نص ان “رفض استخدام المغرب لضوابط الحدود والهجرة ولاسيما القاصرين غير المصحوبين بذويهم، يشكل أداة للضغط السياسي على دولة عضو في الاتحاد”.
يشرعن واقعا غير مشروع يتمثل في اعتبار مدينة مغربية متواجدة بتراب المغرب وقارة افريقيا ، تابعة لاروروبا
، صحيح ان اوروبا تمكنت من تأسيس الاتحاد وان الدول المغاربية فشلت في هذه المحاولة ولكن لم نكن نعتقد اطلاقا ان الإتحاد الاوروبي لا زال يحن الى الاستعمار الذي كانت اوروبا نفسها سببه وسبب مآسي الشعوب التي عانت من ويلاته !
المغرب تغير ويتغير، والطبقة السياسية المتعجرفة الممثلة للاتحاد كما تمت الاشارة الى ذلك اعلاه لم تواكب هذه التحولات ولا زال منطق الاستعلاء والاستاذية معششا لدى البعض ولعل بناء ميناء طنجة وكذا ميناء الناظور المقلصين للنشاط التجاري الاسباني لا يحبذه البعض كما ان استكمال المغرب لوحدته الترابية وسيادته على جميع اقاليمه التي كان وراءها الاستعمار الاوروبي الذي كان يبحث في القرون الماضية عن الموارد الطبيعية والثروات لا يرضي غرور وحب الهيمنة لدى البعض !
وسنستمر ملكا وحكومة وشعبا !….
سليمة فراجي