الغش..لا تجعلوا شهادة البكالوريا مسألة حياة أو موت!
الأستاذ منير الحردول
فعلا، التقويمات الإشهادية في نظام الباكالوريا تحتاج لإصلاحات جدرية!
فلا يمكن للتلميذ أن ينظر لشهادة الباكالوريا على أنها مسألة حياة أو موت! لدرجة اللامبالاة بالقانون، والتطبيع مع الغش، متحديا الاحتمالات المرتبطة بالخطر المقبل عليه (الغش)!
فالصراحة مفتاح نجاح الأمم، فالنجاح الجماعي يقتضي التخلص من التمثلات التي اكتسبت منذ مدة، عند العديد من الناشئة، والتي سقطت في مستنقع يرفع شعارا خطيرا عند التهور! شعار مضمونه: من نقل انتقل ومن اعتمد على نفسه بقي في قسمه!
فخطاب جلالة الملك حفظه الله، الذي جاء في أحد المناسبات كان واضحا في هذا الباب، خصوصا مسألة ربط الحصول على شهادة البكالوريا بالموت أو الحياة، خصوصا عند أهل ضعف الرؤى! هذا الربط يخالف مرامي التكوين العام لمواطن الغد المتزن في كل شيء!
فيا إصلاح أصلح الخلل، فالارقام أمست غير معبرة عن واقع يعرفه الجميع!
هذا من جهة، ومن جهة اخرى قد تكون مزعجة للبعض، البعض من صحافة ” المرقة” و”المروقات” أضحى همهم الوحيد هو خلق “البوز”وكسب اكبر عدد من المشاهدين والقراء، وذلك من خلال التوجه نحو التلاميذ المراهقين واستجوابهم بعد الخروج من الامتحانات وطرح أسئلة في الغالب تستهدف الحط من القيمة الاعتبارية لهيأة التدريس!
أقول لهم، مهما كانت النقائص، فأسرة التعليم بنبل رسالتها ستبقى مشعلا للوعي الذي يزعج الكثير! وقضية الغش هي نموذج مصغر لغش كبير، يتمظهر في مؤشرات التنمية البشرية التي احدثتها التنمية المعطوبة، والتي شهد الجميع على قصورها، وما توصيات لجنة النموذج التنموي الجديد إلا دليل على ذلك. إذن، فالمرقة عندما يزداد منسوبها تصبح بحموضتها مملة!