فوبيا الوزرة البيضاء
أحمد الجبلي
ظهرت في الآونة الأخيرة ظاهرة غريبة تتجلى في تجول العديد من الأشخاص ببدلات بيضاء كالممرضين وطلبة المختبرات العلمية والمؤسسات الصحية.
إذا كانت الوزرة البيضاء تشكل فوبيا بالنسبة للعديد من الناس والمرضى منهم تحديدا، فمن غير اللائق التجول بها في شوارع المدينة وكأن المدينة كلها مصحة أو مشفى.
ففي دول متقدمة يتحتم على الطبيب أن ينزع وزرته البيضاء كي يزور مريضا نظرا لما تخلفه هذه البدلة من خوف ورعب لدى العديد من المرضى، تماما كما تخلف الإبرة الطبية أحيانا رعبا بمجرد أن يراها البعض، لذلك من الذكاء والحكمة أن يخفي الطبيب أو الممرض إبرته قبل أن يشرع في استعمالها، عوض أن يلوح بها في وجه المريض خصوصا إذا كانت هذه الإبرة ذات حجم كبير ومخيف.
إن من الذوق الرفيع أن يرتدي الناس ملابس اجتماعية عادية وهم يجوبون الشوارع والطرقات ولا يرتدون ملابس العمل إلا أثناء الشروع فيه أي أثناء وصولهم إلى مقر عملهم.
من المعلوم أن بعض الناس يصابون بما يسمى متلازمة المعطف الأبيض، أي يصيبهم ضغط الدم فقط عندما يرون البدلة البيضاء ويكونون في حضرة الطبيب.
فإذا كان المعطف الأبيض يشكل رهابا وفوبيا وضغطا للعديد من الناس فمن باب أولى أن يتوقف الموظفون في الصحة والطلبة والأطباء من التجول به في الشوارع سواء كان تباهيا أم سلوكا عاديا لا يبتغى به أي هدف مشين ومخل بقدسية المهنة.