إسرائيل تسخر من النظام الجزائر وتتحداه أن ينسحب من الاتحاد الإفريقي مثلما انسحب مصارعه أمام البطل الإسرائيلي في أولمبياد طوكيو
عبدالقادر كتــرة
في تدوينة ساخرة وجارحة، تحدى “إيدي كوهين” الإعلامي الإسرائيلي والدكتور الأكاديمي والباحث الأول في مركز بيغين السادات للدراسات والابحاث الاستراتيجية، النظام العسكري الجزائري أن ينسحب من الاتحاد الإفريقي بعد انضمام إسرائيل لهذا الاتحاد بصفة عضو مراقب، وهو العضو 55، في الوقت الذي مطرقت العالم بشعارها الأجوف والفارغ ” الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”، واعتبر رفضها اعتراف صريح بدولة إسرائيل، كما أشار إلى أن النظام الجزائري يجلس إلى جنبها في منظمة الأمم المتحدة.
وانضمّت إسرائيل الخميس 22 يوليوز 2021، إلى الاتحاد الأفريقيّ، بصفة عضو مراقب، للمرة الأولى منذ عام 2002، كما جاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية.
وأفاد البيان بأنّ “سفير إسرائيل في أديس أبابا، أدامسو ألالي، قدم أوراق اعتماده إلى الاتحاد الأفريقي كمراقب، لأول مرة منذ عام 2002”.
ونقل البيان عن وزير الخارجية، ورئيس الحكومة البديل، يائير لابيد، قوله: “هذا يوم عيد للعلاقات الإسرائيلية- الأفريقية”، مضيفا أن “هذا الإنجاز الدبلوماسي يأتي نتيجة جهود وزارة الخارجية والشعبة الأفريقية (فيها)، والسفارات الإسرائيلية في القارة (الأفريقية)”.
ولم يجد النظام العسكري الجزائري ردّا على قبول هذا الضيف الجديد إلى إرغام المصارع الجزائري فتحي نورين على انسحابه من أولمبياد طوكيو 2020 بعدما أوقعته القرعة في مواجهة ضد منافس الاحتلال الإسرائيلي، وتسويق الخبر على أنه موقف شجاع ودعم للقضية الفلسطينية، في الوقت الذي انبطح وتخاذل عن اتخاذ موقف مماثل، بعيدا عن تسييس الرياضة.
وكشف الاتحاد الدولي للجيدو في بيان له أن نورين فتحي ومدربه عمار بن يخلف أعلنا لوسائل الإعلام الانسحاب لتفادي مواجهة منافس إسرائيل، ومن المرتقب تطبيق عقوبات صارمة لكن الاتحاد الدولي لم يوضح العقوبات بعد.
وأضاف البيان أن انسحاب نورين يتعارض مع قوانين الاتحاد الدولي للجودو، الذي لديه سياسة صارمة إزاء التمييز، هذا وسحبت اللجنة الأولمبية الجزائرية بطاقتي مشاركة نورين والمدرب اللذين عادا السبت 24 يوليوز 2021 للبلاد.
وتجدر الإشارة أن المصارع الجزائري فتحي نورين قد صرح بعد انسحابه من المنافسة ، قائلا:” موقفي ثابت من القضية الفلسطينية وما نوسخش يديا وما نطبعش للراية الإسرائيلية نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة والرجال لا تحيد عن مواقفها سجل يا تاريخ إننا مدرسة في نخوة ورجولة ولا نريد الذهب على حساب مواقفنا و تعاليمنا الحنيفة”، في الوقت الذي كان من المفروض أن يواجهه بشجاعة وقوة ويلقن له درسا ويطرحه أرضا ويرفع الراية الجزائرية والعلم الفلسطيني.
من جهته، أصدر النظام العسكري الجزائري بعد وقت طويل من التفكير، بيانا (خارج النص) محتشما وخجولا وباردا، وليس بيانا، دون التلفظ بعبارة الإدانة لقبول إسرائيل في الاتحاد الإفريقي، مخافة ردود أفعال قوية من الأطراف الأخرى، قد تعيده إلى حجمه الحقيقي، وأعلن تمسكه بعضويته في الاتحاد الافريقي و”ترحيبه” بالجلوس إلى جانب ممثل إسرائيل والتعاون.
وزارة الشؤون الخارجية أكدت، اليوم الأحد 25 يوليوز 2021، أن “القرار الأخير لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي بقبول مراقب جديد، والمقصود الكيان الصهيوني، والذي يدخل ضمن صلاحيته الإدارية، ليس من شأنه أن يؤثر على الدعم الثابت والفعال للمنظمة القارية تجاه القضية الفلسطينية العادلة”.
وأفاد بيان الوزارة، أن “هذا القرار اتخذ دون مشاورات موسعة مسبقة مع جميع الدول الأعضاء، لا يحمل أية صفة أو قدرة لإضفاء الشرعية على ممارسات وسلوكيات المراقب الجديد، التي تتعارض تمامًا مع القيم والمبادئ والأهداف المنصوص عليها في القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي”.
وبناء على ذلك، فإن “الضجة الإعلامية حول هذا الموضوع، الذي لا يعدو أن يكون “لا حدث” أكثر منه اختراقا ذا بعد إستراتيجي، لا يمكنها الإضرار بالمتطلبات الأساسية لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط على النحو الذي كرسته إفريقيا والمجتمع الدولي بأسره، وعلى النحو الذي نصت عليه المبادرة العربية للسلام التي أقرتها القمة العربية المنعقدة عام 2002 في بيروت والتي حظيت بالدعم الكامل من قبل الاتحاد الأفريقي.
وأضاف البيان “العسكري”، “أن الجزائر التي ساهمت بشكل كبير في إرساء وتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين إفريقيا والعالم العربي، ستواصل جهودها من أجل الاستمرار في تقوية التضامن بين المجموعتين لصالح جميع شعوبهما.”
لا بد من الإشارة على أن الصادرات الجزائرية نحو إسرائيل خلال سنة 2020 ارتفاعا بلغت قيمته أكثر من 9.7 مليون دولار، مقارنة بسنة 2019، وبأكثر من 7 ملايين دولار مقارنة بسنة 2018، وفق ما كشفت عنه إحصائيات شبكة “Trademap” العالمية.
وحسب ذات المصدر، فإن قيمة الصادرات الجزائرية نحو إسرائيل خلال العام الماضي بلغت إجماليا 9 ملايين و765 ألف دولار، مشيرا إلى أن أبرز الصادرات الجزائرية الموجهة إلى إسرائيل تعتمد بالأساس على الهيدروجين والغازات النادرة ومعادن أخرى، وهي نفس صادرات الجزائر نحو إسرائيل في السنوات الماضية.
وتُظهر الإحصائيات والأرقام المنشورة على الشبكة الدولية لخريطة التجارة العالمية، عن وجود منحى تصاعدي في الصادرات الجزائرية من المنتوجات المذكورة نحو إسرائيل، خلال السنوات الأخيرة، ويُتوقع، في حالة استمرار هذا المنحى، أن تتجاوز الصادرات الجزائرية إلى إسرائيل خلال سنة 2021 سقف 10 ملايين دولار.
وبالرغم من أن قيمة الصادرات الجزائرية نحو إسرائيل تبقى ضعيفة، وفق ما هو منشور على الشبكة المذكورة، مقارنة بالعلاقات التجارية بين إسرائيل وعدد من البلدان العربية، إلا أنها تُفند ادعاءات الطبقة الحاكمة في الجزائر التي تتحدث عن قطيعة تامة مع الكيان الإسرائيلي.
فعلى المستوى السياسي، تُعلن الطبقة الجزائرية الحاكمة عن رفض تام بالاعتراف بالكيان الإسرائيلي أو ربط أي علاقات معه، إلا أنه على المستوى التجاري، تُصدر الجزائر عدد من المنتوجات إلى إسرائيل، وقد تعرف السنوات المقبلة ارتفاعا ملحوظا في قيمة الصادرات.
وعلى المستوى المغاربي، فإن الصادرات الجزائرية عرفت خلال سنة 2020 ارتفاعا بقيمة 5 ملايين دولار، مقابل تراجع قيمة الصادرات المغربية إلى إسرائيل بـ8 ملايين دولار، وتراجع قيمة الصادرات التونسية إلى إسرائيل بحوالي مليون دولار
ولازال المغرب البلد المغاربي الأكثر تصديرا إلى إسرائيل بالرغم من تراجع قيمة صادراته في سنة 2020، حيث بلغت 57,1 مليون دولار، تليه تونس في المرتبة الثانية بـ18,2 مليون دولار، غير أن المغرب أعلن في الشهور الماضية عن استئناف العلاقات الثنائية مع إسرائيل في اتفاق ثلاثي توسطت فيه الولايات المتحدة الأمريكية التي اعترفت بموجب هذا الاتفاق بسيادة المغرب على الصحراء.