شارع “أم البنين”
حسين مستور
قليل هم الذين يعرفون اين يوجد هذا الشارع او سمعوا عنه و لعل السبب في ذلك انه اقل من ان يكون شارعا و اكثر من ان يكون زقاقا الا ان موقعه يعطيك الانطباع فقط انه ممر للولوج الى شارع “انوال” او ان شات الى ادارة “المحافظة على الاملاك العقارية”
شارع “ام البنين” طريق هادئ منذ ان عرفته في اواسط الستينات ولا زال كذلك
فيما مضى كان القاطنون بشارع “ام البنين” من جنسيات وديانات مختلفة كان هناك اليهود المغاربة
الميسورين شيئا ما والذي كانت تربطهم علاوة على الدين روابط عائيلة اذ ان عائلة “مارسيانو” لوحدها كانت تقطن اربعة منازل او اكثر بعدها تجيئ في المرتبة الثانية عوائل اسبانية ككاريدو و بريرو الذي كانت لهم سمعة طيبة في ميدان الميكانيكا بالخصوص فيما كان الفرنسيون شبه منعدمين كون انهم كانوا يقطنون بفيلات جميلة واسعة مجاورة ذات حدائق غناء اما العائلات المغربية فكنا لا نتجاوز ثلاث عائلات على الاكثر
اذ كان الحي بمجمله لايتعدى مئة متر طولا به بتقديري فبالتلي كان لا يتجاوز عدد المساكن عشرون مسكنا
كان شارع “ام البنين” الى جانب هدوئه و نظافته مثلا للتعايش السلمي بين مكوناته الدينية و العرقية اما اليوم فقد طاله القدم و النسيان وذلك منذ ان غادره سكانه الاصليون من يهود وسبليون بالاساس اذا صح التعبير
لقد افرغ تدريجيا من قاطنيه بطريقة غريبة و كان الكل كان مع موعد الرحيل ذالك
لقد لعبت الاحداث السياسية كتاسيس دولة اسرائيل و الاضطرابات التي تلتها ثم بعض الاحداث الداخلية با لمغرب دورا كبيرا في تلك الهجرة اذ اصبح اولاءك السكان يشعرون بعدم الطمانينة على ارواحهم و ارزاقهم و فضلوا الالتحاق باسرائيل اوروبا او امريكا اما الاسبان فكان امرهم اهون اذ غادروا شارع ام البنين نحو مليلية حيث استمروا بالعيش هناك
شارع “ام البنين” عرف مصيرا كسائر الشوارع الاخرى بالمدينة الاروبية والتي لم يتبقى منها سوى عبير النوستاجيا والذكريات