فرنسا الشقيقة والمغرب العدو
عبد الرحيم كلموني
السيد الرئيس عبد المجيد تبون المحترم:
أعرف أنك تدمن تصفح المواقع الإلكترونية بحثا عما يفعله المغاربة بك وبمؤسسة الجيش التي تأتمر بأمرها إلى حد يجعلك تتخذ من المغرب عدوا خالدا فيما تتصالح مع فرنسا المستعمرة التي طالما رددت أن ما يجمع بلادك بها هو المشاكل، فرنسا التي قالت فيك وفي النظام العسكري التي أنت “عالق فيه”- كما قال ماكرون دون أن يمضغ كلماته ذات تصريح فصيح صريح- ما لم يقله مالك في الخمر بدون أن تفي بتهديدك باستحالة الصلح طالما لم تعتذر فرنسا، ولم تعتذر فرنسا، ولن تعتذر فرنسا “الشقيقة” التي استعمرت الجزائر قرنا ونصف وقتلت “5 ملايين” جزائري حسب تصريحك حين استشطت غضبا وانتفخت أوداجك ذات أزمة هي زوبعة في فنجان.
ما يفعله صانعو محتوى مغاربة أو مجرد هواة، أو مجرد “مُنَكِّتون” يصنعون النكتة، ومعهم إعلاميون وسياسيون جزائريون أحرار منفيون يتألمون لحال الجزائر ويستشيطون غضبا من قرارات خرقاء لجيش “بهدل” صورة الجزائر، والقادم أسوء، في مواقع التواصل الاجتماعي ليس جوقة تسيرها الدولة المغربية وإسرائيل (؟!) كما تدعي في حوارك الأخير، بل هي ردود فعل شعبية سلمية على جار طالما دق طبول الحرب، جار يبادل الود بالضغينة ويقايض التسامح بكيل التهم بدون ظل دليل واحد أمام استغراب الأعداء قبل الأصدقاء، جار “شقيق” يدمن معاكسة مصالح جاره حتى ولو كلفه ذلك، وكلف شعبه الويل والثبور والاندحار المبين. تبني موقفك المتشنج على مواقع التواصل الاجتماعي التي ترى أنها معادية وتضرب صفحا عما تفعله قنواتك الرسمية من بذاءات رخيصة في حق المغرب ورموزه من طرف أشباه صحفيين وأرباع إعلاميين في الوقت الذي يتورع الإعلام الرسمي المغربي عن النزول إلى المستنقع والمعاملة بالمثل. تجاهلت تماما مشكلة الصحراء التي جعلتم منها، ضدا على مصالح الشعب الجزائري العاجلة والآجلة، القضية الوطنية الأولى والتي يهون كل شيء عداها ولو كان إهانة “الدولة” الجزائرية وتمريغها في التراب من قبل المستعمر السابق، ومضيت، وقد انقشعت غيوم التوتر مع فرنسا الشقيقة وعادت المياه إلى مجاريها تتحدث عن التهديد الخارجي الخرافي للوحدة الجزائرية القادم من الجار المعلوم. “ضربني وبكى وسبقني وشكا”… لم تنبس حرفا واحدا عن تهديد نظامك للوحدة الترابية المغربية عمره 47 سنة بالتمام والكمال… هذه الوحدة التي يصورها إعلامك بأنها قضية نظام مغربي، قضية “مخزن” هي قضية الشعب المغربي قاطبة ولن يتخلى عنها قيد أنملة وكل ما صرفه النظام الجزائري على هذه القضية الخاسرة لمدة تقارب نصف قرن ذهب أدراج الرياح، وسيذهب أدراج الرباح كل ما لا تزالون تصرفونه من أموال الجزائريين المغلوب على أمرهم نظير انتصارات وهمية لصالح جمهورية وهمية انفض عنها الجميع…..
عبد الرحيم كلموني