دولة (كوبي كولي) تعتزم إنشاء “قاعدة لصيانة الطائرات” على غرار “مصنع ضخم للطائرات” ببوعرفة المغربية الحدودية
عبدالقادر كتــرة
كما هي عادات وتقاليد النظام العسكري الجزائري الذي يفتقد رجاله ونساؤه للإبداع والخلق والمنافسة الشريفة، وبعد أشهر قليلة من إعلان المملكة المغربية الشريفة على إنجاز مشروع ضخم يتمثل في إنشاء مصنع ضخم، سيكون متخصصا في خدمات الصيانة وإصلاح الطائرات وكذلك صناعة قطع غيار الطيران، على مساحة 350 هكتار، بمدينة بوعرفة التابعة لإقليم فكيك بالجهة الشرقية، هرع نظام “كوكو” (كوبي كولي) إلى الترويج لمشروع على غرار المشروع المغربي.
قال وزير النقل الجزائري عيسى بكاي مساء الأحد 6 مارس 2022، إنه من شأن قاعدة الصيانة التابعة للخطوط الجوية الجزائرية على مستوى مطار هواري بومدين الدولي. أن تكون “قطبًا قاريا و جهويا في مجال صيانة الطائرات”.
وزير النظام العسكري الجزائري أشاد حسب بيان للوزارة، “بالمقومات المهنية والتقنية التي تتوفر عليها هذه القاعدة، التي يعوّل عليها لتكون قطبا قاريا و جهويا في مجال صيانة الطائرات”.
وقد وقف وزير النقل في زيارته، حسب البيان، على مختلف الورشات المخصّصة لتصليح وصيانة الطائرات، بما في ذلك المستودعات الكبرى و أقسام التخزين و قطع الغيار.
للإشارة، سبق أن فجرت “فرانس 24” فضيحة من العيار الثقيل بعدما أكدت في تقريرها، أن أزيد من 25 محرك نفاث سرق من مخازن الشركة الطيران الجزائرية “الجوية الجزائرية”، وبيعها لشركات طيران إفريقية، بأثمنة بخسة وأن عملية السرقة كلفت الجزائر حوالي نصف مليار دولار، حيث علق خبير في السلامة الدولية، أن اختفاء 25 محرك بحجم شاحنات نقل وتهريبهم من الحدود الجزائرية دون أن يلاحظ أحد الأمر يعد كارثة أمنية حقيقة، وهو ما دفع نشطاء للتعليق على ما يحصل في شركة الطيران الجزائرية بالفضيحة الكبيرة، وأضافوا أن السلطات الجزائرية عليها تقديم توضيح للرأي العام الجزائري الذي يشعر بالعار مما يجري و يطالب بإجراء تحقيق دولي.
شركة الخطوط الجوية الجزائرية بررت ذلك إلى “تعرضها لحملة تشويه”، بعد الانتقادات التي طالتها بخصوص غلاء أسعار التذاكر واتهامها بـ”سرقة 25 محرك طائرة ، حيث تم إعادة نشر 3 فيديوهات قديمة نهاية الأسبوع تتحدث عن سرقة 25 محرك طائرة وبيعها في السوق السوداء”.
وكان نشطاء جزائريون أعادوا تحريك ملف الاختفاء الغامض لأكثر من 25 محرك طائرة من ورشة الخطوط الجوية الجزائرية، تم إخراجها على دفعات من داخل ورشات الصيانة بحجة الإصلاح والصيانة لكنها لم تعد بل بيعت في السوق السوداء”. وقالوا إن “الفضيحة تسببت في تبخر حوالي 60 مليار سنتيم من أموال الشعب في عز الأزمة المالية التي تعرفها الجزائر”.
للتذكير، في إطار تنمية الأقاليم الموجودة على الشريط الحدودي مع الجزائر، تمّ الإعلان، في يوليوز 2021، عن إنشاء مصنع ضخم، سيكون متخصصا في خدمات الصيانة وإصلاح الطائرات، وكذلك صناعة قطع غيار الطيران، وذلك على مساحة 350 هكتار، بمدينة بوعرفة التابعة لإقليم فكيك بالجهة الشرقية.
وسيتم تخصيص المصنع لصناعة وصيانة الأنظمة والمحركات ومعدات الهبوط وإعادة تجهيز المقصورات، ناهيك عن إنشاء مركز تدريب ومركز للخدمات ودراسة البنية التحتية للمطارات.
وكان مولاي حفيظ العلمي، وزير التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي والأخضر السابق قال في مناسبة سابقة “اليوم، كل طائرة تجارية تطير في سماء كوكبنا تضم على الأقل قطعة واحدة تم تصنيعها في المغرب، إنه عنصر أساسي يبعث على الفخر”.
وحسب إحصائيات للوزارة فإنه خلال 20 سنة الماضية تم إنشاء 142 شركة متخصصة في مجال صناعة الطيران بالمغرب، يشتغل بها حوالي 18 ألف عامل وموظف.
ولا بدّ من الإشارة إلى أن اتفاقية تمت بين مطار دكار “بليز ديان” الدولي وشركة الإنشاءات المعدنية المغربية “إنتر تريديم”، لبناء مركز لصيانة الطائرات MRO في السنغال.
وتم الشروع في أعمال البناء في مركز الصيانة الذي سيتواجد بالمطار، خلال نونبر 2021 داخل المصنع بالدار البيضاء، وفي الموقع في نهاية دجنبر 2021 على أن يستكمل المشروع في ظرف 18 شهرا، وستنجزها شركة “إنتر تريدم” المغربية الرائدة في مهن البناء المعدني وتصميم وبناء المراكز من قبيل صيانة الطائرات.
وأضاف البيان الذي نشرته “وكالة المغرب العربي للأنباء”، أنه تم التوقيع على عَقد المشروع في الدار البيضاء والذي يُعدّ مركز الصيانة الأول من نوعه في منطقة غرب إفريقيا، وهو مشروع هَيكلي في استراتيجية 2021-2025 لجعل دكار محوراً جوّياً والتي تمت الموافقة عليها في أبريل 2021 من قبل الرئيس السنغالي “ماكي سال.”
جدير بالذكر أن المشروع سيتم تهييئه على مساحة 10 آلاف متر مربع وعلو 33 مترا تضم بنية تحتية لصيانة الطائرات وورشة لتخزين الأجزاء والعناصر اللازمة للصيانة ومبنى إداري. إذ سيكون لهذه البنية القدرة على استيعاب أي نوع من الطائرات في احترام لجميع معايير السلامة المطلوبة.
كما يجب التذكير، بأن أي رحلة سفر عبر الطائرة لأي وجهة من العالم، قد تكون أحد أجهزتها وبعض أجزائها صنعت بخبرة ويد عاملة مغربيتين، هذا ما صرح به وزير الصناعة المغربي قائلا “اليوم، كل طائرة تجارية تطير في سماء كوكبنا تضم على الأقل قطعة واحدة تم تصنيعها في المغرب، إنه عنصر أساسي يبعث على الفخر”.
تمكن المغرب من تشييد قاعدة متنوعة في صناعة الطيران عالية الجودة، وقدرة تنافسية، إذ يشهد القطاع ازدهارا ودينامية جعلته يضاعف حجمه 6 مرات.
وخلال عقدين من الزمان (الفترة من 2000 إلى 2019) تم تأسيس أكثر من 142 شركة (50 شركة عام 2006) في مجال صناعة الطيران في المملكة، يعمل بها 17.5 ألف موظف مؤهل، 40.6% منهم نساء، وتقدر صادرات القطاع بـ 1.9 مليار دولار، وتصل نسبة الإدماج أكثر من 38%.
وكان المغرب قد حل في المرتبة رقم 33 عالميا في مؤشر جاذبية صناعة الطيران، والثالث على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقد اختارت كبرى الشركات العالمية مثل بوينغ (Boeing)، سافران (Safran)، هيكسيل (Hexcel)، إيتون (Eaton)، ألكوا (Alcoa)، ستيلا (Stelia) الوجهة المغربية.
ووقع اختيار فاعلين بارزين أيضا على المملكة مثل “لو بستون” Le Piston Français، ليسي (LISI) وضاهر (Daher).
ويغطي النسيج الصناعي المغربي مجالات متنوعة منها الهندسة والدراسات، الميكانيكا الدقيقة والتشغيل الآلي، تجميع العناصر الهيكلية، الأسلاك والتوصيل، صناعة الغلايات الجوية، الكهرباء والإلكترونيات، صيانة الطائرات والمحركات، المواد المركبة، صب الطيران، الكيميائيات، المعالجة السطحية، أشغال صفائح الطيران المعدنية، أدوات الطيران، إصلاح المحرك، معالجة النفايات، الخدمات والتوزيع.