التعاون الفرنسي المغربي: مختصون في الطبيعة فرنسيون ومغاربة يقومون بجولة علمية بسلسلة جبال زرهون
محمد الدريهم
في إطار التعاون اللامركزي الموقع بين المجلس الإقليمي لعمالة إقليم مكناس، والمنتزه الطبيعي الجهوي بمنطقة Landes de Gascogne الفرنسية وجمعية إفكر للتربية البيئية والتنمية المستدامة تنظم قافلة لفائدة علماء الطبيعة، تجمع حوالي عشرين خبيراً وعالمًا فرنسيًا ومغربيًا، وذلك في جولة عمل علمية بمنطقة سلسلة جبال زرهون ما بين 02 إلى 09 مايو 2022 الجاري بهدف المشاركة في إنتاج جرد للثروة البيولوجية وتحديد قيمة وأهمية التنوع البيولوجي للمنطقة.
يتألف هذا الفريق من مختصين وعلماء طبيعة متطوعين فرنسيين ومغاربة، مهمتهم: مراقبة وتقييم التنوع الطبيعي الحيواني والنباتي لموقع زرهون ذا أهمية بيولوجية وإيكولوجية (SIBE) وللمنطقة بأكملها يهدف استكمال وتعميق بعض المعطيات الطبيعية المحصل عليها سلفا من خلال التشخيص الأولي الذي تم انجازه في إطار مشروع: “تثمين موقع زرهون ذا أهمية بيولوجية وإيكولوجية زرهون” الممول من طرف برنامج المبادرات الصغيرة لمنظمات المجتمع المدني في شمال إفريقيا – المرحلة الثانية (PPIOSCAN2 – IUCN) في إطار الشراكة المبرمة مع قطاع المياه والغابات.
في تصريح أدلى به لمراسلنا السيد زبير شطو، رئيس جمعية إفكار للتربية البيئية والتنمية المستدامة، أوضح في السيد شطو أن الهدف من هذه القافلة الطبيعية هو وصف ، وجرد ، وتصنيف ، وكذلك معرفة الحيوانات و النباتات و التنوع البيولوجي لمنطقة جبال زرهون في أفق تثمينها وإعادة تأهيلها في إطار مشروع المتنزه الجغرافي (جيو بارك) المصنف باليونسكو الذي نحن بصدد إحداثه مؤخرًا.
يقوم علماء الطيور الزواحف النبات والجيولوجيون وعلماء الحشرات ومختصين آخرين في الخفافيش والفراشات، المشاركين في هذه القافلة العلمية، بإجراء ملاحظات ليلاً ونهارًا – حسب الأنواع – بالمناطق الجبلية والهضاب والسهول وبمختلف الوديان والبحيرات والمناطق الغابوية والفلاحية بسلسلة جبال زرهون. كما أن الطريقة المنهجية المعتمدة تتمثل في تحديد غنى التنوع البيولوجي والإيكولوجي لهذه المنطقة الواقعة بين سلسلة جبال الريف شمال وسلسلة الأطلس الأوسط جنوبا.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن هذا الممر الإيكولوجي الذي يجذب الأنواع الحيوانية من سلسلتي الجبال السالفة الذكر تمكن عبر التاريخ الجيولوجي من إنشاء نظام بيئي خاص بالجبال الصغيرة التي لا يتعدى علوها 1100 متر بالمنطقة كما أنه يتكيف بشكل متميز مع تواجد وبقاء أنواع عديدة من الزواحف. والطيور والنباتات.
كما تجدر الإشارة أيضًا إلى أن الهدف من المشروع هو المساهمة في تأهيل الموقع ذا الأهمية البيولوجية والإيكولوجية لزرهون للمساهمة في الحفاظ على التنوع البيولوجي، وحماية الطبيعة والتنمية الترابية المستدامة. كما أنه يترجم على ارض الواقع الاستراتيجية الوطنية للمناطق المحمية التي صنفته موقعا ذات أهمية بيولوجية وأيكولوجية ونتيجة للتشاور بين مختلف الجهات الفاعلة المعنية بتنفيذ مشروع هام كهذا, مهمته حماية وتعزيز التراث الطبيعي والثقافي والإنساني للمنطقة. إنها طريقة تفكير في الخيارات المختلفة للحفاظ على الموارد الطبيعية وتطوير الأنشطة الاقتصادية المسؤولة التي يسمح بها القانون المغربي داخل المناطق المحمية، والتكيف مع تغير المناخ وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة. هذا وسيتم وضع ميثاق للإدارة المشتركة وخطة للتنمية وللتربية البيئية رهن إشارة الجماعات والجمعيات والمؤسسات المعنية بهذا المشروع.
محمد الدريهم