هرطقة جزائرية: هل تعلم أن صاحب أول ميدالية أولمبية إفريقية جزائري قبل 22 قرناً؟
عبدالقادر كتــرة
” جنون العظمة أو جنون الارتياب (Paranoia)، مرض ينطوي على مشاعر وأفكار غالبًا ما تنتج عن القلق، أو الخوف، أو الاضطهاد، أو التهديد، أو التآمر، أو الاضطرابات النفسية، أو الاضطرابات الذهانية.
ويمكن أن تتحول هذه المشاعر إلى أوهام، أو معتقدات غير عقلانية ترسخ في ذهن المريض لدرجة أن لا شيء حتى مع وجود أدلة قطعية يمكن أن يقنعه بأن ما يشعر به غير صحيح.
ويمكن أن يتخذ مرض جنون العظمة أشكالًا مختلفة، لكن قد تتمثل أعراضه الأكثر شيوعًا في الشك دائمًا في دوافع أو أفعال الآخرين، وعدم الوثوق بالغرباء أو المعارف أو الأحباء بدرجة مبالغ بها، والتساؤل دائمًا عما يفعله الآخرون، سواء داخليًا أو بصوت عال، والاعتقاد في وجود معنى خاص في الطريقة التي ينظر بها الناس إليك ونبرة صوتهم، أو الجوانب الأخرى من سلوكهم التي ليس لها أي معنى آخر في الواقع، والاعتقاد بأن الرسائل الموجودة في الشريط التلفزيوني، أو الصحف، أو رسائل البريد الإلكتروني الجماعية، أو الإنترنت هي رسائل تنقصدك أنت دون غيرك، والاعتقاد بأن لديك دورًا أو أهمية خاصة في العالم غير معترف بها، أو تم إحباطها من الآخرين.
ويُعد الفصام من الاضطرابات النفسية الخطيرة التي تصعّب عليك التفرقة بين ما هو حقيقي وما هو متخيل، مما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بمرض جنون العظمة.”
عثر أحد المدونين الجزائريين المصاب بجنون العظمة المهتم باختلاق المشاهد والأخبار والتاريخ الحاضر والماضي وما قبل التاريخ كذلك بحيث ينام ويحلم ويستيقظ ويدون أحلامه ورؤياه، (عثر) أو اكتشف معلومة قبل أزيد من 22 قرنا إبان الألعاب الأولمبية زمن المملكة النوميدية القديمة أيام كانت الجزائر القوة العظمى أكثر من الوقت الحالي تحكم العالم وتقوده وكانت لها جيوش عرمرم مسلحة بالصواريخ والقنابل النووية والدرونات المبرمجة والمسيرة والغواصات، وكانت تحصد الأخضر واليابس ويستفرد رياضيوها وعداؤوها وملاكموها ومصارعوها … وفِرَقها الكروية بالميداليات الذهبية والكؤوس العالمية في جميع المجالات والمنافسات والمباريات والمبارزات والنزالات والمعارك والحروب…والطوابير المليونية .
كشف لنا المؤرخ الجزائري المجنون معلومة في غاية الأهمية قد تقلب العالم رأسا على عقب وقال :”ماذا لو عرفت أن أحدا من الجزائريين الأوائل عاش في زمن المملكة النوميدية القديمة سافر قبل أزيد من 22 قرناً خصيصاً من منطقة سيرتا الأثرية الجزائرية إلى بلاد الإغريق لتمثيل بلاده في الألعاب الأولمبية بأثينا سنة 164 قبل الميلاد، وأحرز هناك الميدالية الذهبية في مسابقة الفروسية بعد أن قهر منافسين أقوياء من مملكة “بيثينيا”؟ “.
وزاد قائلا :”الحكاية قد تبدو في نظر البعض غير معقولة، لكنّ وثائق تاريخية وحفريات تؤكدها بناء على شواهد عثر عليها بالجزائر وايطاليا واليونان، أثبتت أنّ (مُسْتَنبْعَل) ابن القائد (ماسينسا الأصغر) ملك نوميديا، هو أول من أهدى للجزائر ميدالية ذهبية أولمبية سلّمها له الملك ميكوماد ملك بيثينيا، علما أنّ الشائع لدى الجميع أنّ الرباع المصري إبراهيم شمس هو أول من ظفر بميدالية ذهبية افريقية في اولمبياد لندن 1948.”
وختم :”حقيقة هذا البطل الجزائري الذي ظلّ مجهولا، أبرزتها الباحثة الجزائرية المختصة في التاريخ وعلم الآثار دحو كلثوم قيطوني، إنّها وثّقت كما هائلا من المعلومات حول شخصية مستنبعل، وذكرت أنّها اطلعت على نصوص إغريقية قديمة، ودعمتها بما أكدته حفريات أركيولوجية ومعالم تاريخية قديمة لحضارات البحر الأبيض المتوسط، اكتشفت باليونان وايطاليا تحديدا، وأشارت إلى أن في زمن (ماسينسا الأصغر) كانت هناك علاقات مستمرة بين الدولة النوميدية وإمبراطورية اليونان، وصلت إلى حد تشييد الإغريق تمثالاً خاصاً بماسينسا تكريما لصداقته لموطن اليونان “.
لا شكّ أن القارئ لهذه الهرطقات والخزعبلات يتساءل متى كانت الجزائر موجودة ومتى كانت دورة الألعاب الأولمبية التي شارك فيها هذا البطل/المصارع (gladiateur) عالمية، وهل اجتاز إقصائيات (صد الكاميرونيين كما وقع في ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة بالجزائر) ومن عم فرسان الدول التي شاركت في المنافسة، وهل الخيول عربية أصيلة أم امازيغية أو إغريقية أو رومانية أو…أو…؟
وطلعت علينا مزبلة إعلامية بخبر آخر، قبل ميلاد الجزائر والتي صنعتها فرنسا بمرسوم، جاءت فيه أنه وقبل قرابة قرن من الزمن كان هنالك رياضي جزائري نال الميدالية الذهبية الأولمبية لأحد أصعب وأشهر الاختصاصات الرياضية؛ وهو بوقرة الوافي ابن مدينة أولاد جلال الصحراوية المُتوّج بلقب سباق الماراثون لأولمبياد أمستردام في عام 1928.
ووُلد أحمد بوقرة الوافي يوم 15 أكتوبر 1898 بمدينة أولاد جلال بصحراء الجزائر، أي خلال تواجد بلاده تحت نير الاستعمار الفرنسي، وقد أجبر على أداء الخدمة العسكرية الفرنسية ضمن كتيبة “السنغاليين” المعروفة بشراستها في الصفوف الأولى للجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الأولى.
وبعد نهاية الحرب في عام 1918، ونهاية خدمته العسكرية الإجبارية، تم تجنيد بوقرة بشكل رسمي ضمن الجيش الفرنسي على الحدود الألمانية، وقد اكتشف مسؤوله الأول، الملازم “فاكير” قدراته البدنية الكبيرة في رياضة الجري، فقرر إرساله في عام 1923، إلى العاصمة باريس لتمثيل كتيبته الفرنسية في إحدى البطولات الرياضية العسكرية، حيث لم يخيب الآمال وتألق بشكلٍ لافتٍ.
وخلال أولمبياد باريس 1924، احتل الوافي المركز السابع لسباق الماراثون بتوقيت ساعتين و54 دقيقة و19 ثانية، بفارق 13 دقيقة عن الفائز، الفنلندي ألبين ستينرووس، أما الفرنسي مانهيس فقد أنهى السباق في المرتبة الـ12.
وفاز الوافي باللقب الفرنسي لسباق الماراثون في اليوم الثامن من شهر يوليو 1928، فتم اختياره رفقة عداءين اثنين آخرين لتمثيل فرنسا في نفس الاختصاص للألعاب الأولمبية التي أجريت شهراً واحداً من بعد، بالعاصمة الهولندية أمستردام.
انضم بوقرة الوافي لفرقة سيرك أمريكية حيث شارك في سلسلة من العروض الفنية بمختلف مدن الولايات المتحدة، كما خاض سباقات غريبة لمدة 6 أشهر بين سنتي 1929 و1930، نافس خلالها رجالاً مثله بالإضافة إلى حيوانات مختلفة.
وجد الوافي مقتولاً بالرصاص عن عمر 61 سنة يوم 18 أكتوبر الأول 1959، في شقة ببلدة سان دونييه، بضواحي باريس، وذلك في حادثة اختلفت حولها الكثير من الروايات، ولكن أقربها للحقيقة هي خلاف عائلي حول الميراث كان فيها ابن أخيه أحد أطرافها، انتهت بمقتل 3 أشخاص وكان من بينهم البطل الأولمبي السابق بوقرة الوافي.
وتكفلت اللجنة الأولمبية الفرنسية بمراسم دفن بوقرة الوافي بمقبرة المسلمين بـ”بوبينييه” في سان دوني، وهي نفس اللجنة التي أقصته مدى الحياة من ممارسة الرياضة في عام 1930 بحجة “الاحتراف”.