سلطات بني انصار تأوي أسرة جزائرية تعيش داخل كوخ مهجور في الوقت الذي يطرد النظام العسكري الجزائري مغاربة عُزّل
عبدالقادر كتــرة
عثرت السلطات المحلية ببني انصار بإقليم الناظور، مساء يوم السبت 11 أبريل2020، أثناء عملية تفكيك سوق الملابس المستعملة الجوطية، حسب موقع “ريفريس” على أسرة جزائرية تتكون من زوجين وطفل رضيع ذي 5 اشهر يعيشون داخل كوخ مهجور وسط السوق .
مصادر قالت إن الأسرة الجزائرية انتابها في تلك اللحظة المفاجأة حالة من الخوف والهلع حيال مصيرها بعد هدم سوق الجوطية ، لكن باشا مدينة بني انصار استقدم سيارة إسعاف للاطمئنان على حالتهم الصحية كما وفر لها مأوى على نفقته الخاصة ولمدة شهرين .
نائب رئيس جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان كمال طالب أكد، حسب نفس المصدر، أن ما أقدمت عليه السلطات المحلية بمدينة بني انصار تجاه الأسرة الجزائرية ليس بالأمر الغريب، حيث دأبت باشوية بني انصار على القيام بمجموعة من الأعمال الإنسانية قائلا : “هذه المبادرات نقوم بتوثيقها يوميا، كترحيل وإيواء الأطفال القاصرين والشباب في وضعية تشرد وكذلك توفير الظروف المناسبة للمهاجرين السوريين وأيضا المنحدرين من دول جنوب الصحراء أو من الدول الشقيقة”.
وأضاف أن السلطات المحلية قامت مؤخرا بتوفير كل التسهيلات الضرورية لعبور المواطنين الأوروبيين الذين علقوا داخل التراب المغربي إلى مليلية عبر معبر بني انصار الحدودي وذلك تماشيا مع بروتوكول جائحة كورونا .
كما سبق للسلطات المغربية الأصيلة على إرجاع جزائريين إلى سكناهم بعد أن قام بطردهما صاحب منزل يكتريانه بمدينة المضيق وتكفلت بدفع كرائهم وكهربائهم ومائهم في هاته الظروف العصيبة والحرجة، وضمنت كرامتهم وأمنهم وسلامتهم ومعيشتهم، كباقي الأشقاء الجزائريين المقيمين فوق التراب المغربي سواء بطريقة قانونية أو غيرها.
هذا الوقفة الإنسانية المغربية مع أشقائنا الجزائريين تتزامن مه خطوة بئيسة ووحشية للسلطات العسكرية الجزائرية، حيث أقدمت وللمرة الثالثة ، صباح الجمعة 08 أبريل 2020، على ترحيل 08 مواطنين مغاربة عبر إقليم جرادة بعد تجريدهم من ممتلكاتهم وأموالهم التي كسبوها بعرق جبينهم، منهم 03 أشخاص ينحدرون من إقليم الناظور، كانوا يريدون التوجه إلى مدينتهم، قبل أن يتم إيقافهم، إلى جانب 05 آخرين ينحدرون من إقليم تازة، تم نقلهم صوب دار الطالبة التابعة لجماعة إسلي، أين تم وضعهم احترازا تحت الحجر الصحي، للتأكد من خلو إصابتهم بفيروس “كورونا” المستجد.
وسبق للنظام العسكري الجزائري الحاقد أن أقدم، في خطوة بئيسة ووحشية، خلال شهر مارس في عزّ اجتياح وباء كورونا للمنطقة، على ترحيل حوالي 8 مواطنين مغاربة بعد ترحيل 12 مواطنا مغربيا من الأراضي الجزائرية إلى التراب المغربي، ورميهم على الشريط الحدودي المغربي بإقليم جرادة.
موقف النظام العسكري الجزائري البئيس الحاقد الذي تجاوز حدّ المرض والشيزوفرانيا بعد انقضاض الجنرال السعيد شنقريحة على أركان الجيش، يؤكد مرة أخرى الغلّ والضغينة والحسد التي تملأ قلبه الأسود تجاه المغرب ونظامه وشعبه، ويكشف ما قام به في هذا الظرف الصعب عن وجهه الحقيقي المتوحش واستمراره في معاداة بلد شقيق جار مسلم الذي يُكنّ للشعب الجزائري كل الاخوة والاحترام بحكم أواصر الدم والقرابة وعلاقات الجوار، والذي امتزجت دماء أبنائه بدم إخوانهم الجزائريين في مقاومة الاستعمار الفرنسي لتحرير الجزائر.