الآثار النفسية السلبية لتسويق الأخبار المقلقة عن الجائحة الكورونية
محمد شركي
من المعلوم أن الأمر شبه المغيب أو لنقل المغيب هو الحديث عن الآثار النفسية السلبية الناتجة عن تسويق الأخبار المقلقة عن الجائحة الكورونية حيث تحمل وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والرقمية يوميا تلك الأخبار المقلقة التي يتزايد معها القلق النفسي لدى المواطنين ويتراكم لتكون النتيجة عبارات عن أزمات نفسية قد تكون حادة لدى بعض الأفراد من ذوي الطبيعة النفسية الهشة .
وإذا كان لا بد من أن تقوم الجهات الطبية بإخبار المواطنين أول بأول بما يجد من أخبار الوباء عبر وسائل الإعلام لحقهم في وصول المعلومة إليهم ، وبغرض توعيتهم من خطره وحملهم على الحذر والحيطة باعتماد النصائح الطبية الضرورية لذلك ، مع تحذيرهم من الاستهانة بخطورته ، وتحذيرهم أيضا من تعريض غيرهم له ، فإنه لا بد من التفكير فيما تخلفه تلك الأخبار من آثار نفسية سلبية في نفوس الناس ، ولا بد من دعم نفسي تتولاه جهات مختصة في الطب النفسي يفسح لها المجال في مختلف وسائل الإعلام المختلفة للقيام بواجب يمليه عليها تخصصها ومسؤوليتها تجاه الوطن والمواطنين أو تتولى هي نفسي تطوعا منها التخفيف من الوقع السيء للجائحة في النفوس .
كما يتعين على الجهات الدينية من علماء وخطباء ودعاة أن يلتفتوا إلى هذا الجانب أيضا وتقديم الدعم النفسي والروحي للمواطنين كي لا تستفحل الآثار السلبية لأخبار الجائحة في نفوسهم خصوصا الفئات الهشة أو التي تعاني أصلا من مضاعفات نفسية .
ولا شك أن الوقع النفسي لأخبار الوباء كبير جدا بالنسبة للناشئة المتمدرسة الشيء الذي يجعل تحصيلها الدراسي يشوبه الاضطراب بسبب الخوف من العدوى ، لهذا من مسؤولية الجهات التربوية أن تقوم بواجبها من أجل الراحة النفسية لهذه الناشئة عن طريق دعم نفسي يصاحب الحصص الدراسية .
ولا شك أيضا أن جميع المرافق التي تتضمن تجمعات بشرية ينتاب من يرتادونها القلق النفسي من أخبار الجائحة ، الشيء الذي يؤثر على المردودية ، والمسؤولون عنها مطالبون بتحمل مسؤوليتهم في دعم هؤلاء الرواد نفسيا خصوصا من يعانون منهم من أعراض الخوف والقلق .
ولا تخلو أسرة من الأسرة من هذا القلق النفسي الذي يؤثر بشكل كبير على حياة أفرادها اليومية ، لهذا لا بد من تدارك خطورة هذا القلق حفاظا على تلاحم الأسر وعلى طبيعتها وسير حياتها السير العادي والطبيعي .
ولا يمكن الاكتفاء بالحديث عن إجراءات الوقاية من الوباء تباعدا وتكميما وتعقيما واللوم والعتاب وكأن الجميع ينهج نهج التهور في التعامل معه بل لا بد من بث الطمأنينة في الذين يلتزمون بتلك الإجراءات ، والتخفيف من الوقع السيء لأخبار الجائحة .
وأخيرا نأمل أن يلتفت المسؤولون كل من موقعه إلى الآثار السلبية لتسويق أخبار الجائحة الكورونية والتفكير الجاد في حل مناسب وفعال ، وبالله التوفيق .