ما السبيل الى تخليص المواطن من القهر اليومي والانكسار ومصادرة القانون لفائدة التعليمات والزبونية
ذة. سليمة فراجي
كلما حدثت مأساة اجتماعية الا وتطفو على السطح مجموعة من الاختلالات والممارسات التي تنم عن خرق سافر للقوانين وتغول البعض من اجل الاغتناء الفاحش على حساب حقوق الاغيار ، سواء تعلق الامر بالاقتصاد غير المهيكل او التهرب من توفير الحماية الاجتماعية او الاستفادة من يد عاملة باجور بخسة من طرف اجانب او مشغلين محليين في استغلال بين للفقر المدقع الذي تعاني منه الطبقة الهشة والتي تقبل بأي عرض شغل او خدمة مهما كانت ظروفه قاسية وكان مقابله لا يرقى الى درجة الاعتبار في اذعان تام ودوس على الحقوق والضوابط
رغم الرسائل التي يمررها صاحب الجلالة ، رئيس الدولة وممثلها الأسمى ، يظهر ان البعض لا يتقن فهم الرسائل ويعتقد ان المرفق العمومي هو مجال للاغتناء غير المشروع او رسم عقاري حفظه في اسمه وأصبح ملكا خالصا له ضاربا عرض الحائط بالهدف المسطر والمتمثل في كون الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية تعمل من اجل تعبئة جميع الوسائل المتاحة لتيسير استفادة المواطنين والمواطنات على قدم المساواة ودون اعتبار لمبدأ : باك صاحبي ، من الحق في العلاج والعناية الصحية ، والحماية الاجتماعية والتغطية الصحية وظروف العيش الكريم والحق في الوصول الى المعلومة والحصول على الوثائق والرخص في آجال معقولة ، ومحاكمة عادلة داخل آجال محددة ، ونبذ التماطل وتعقيد المساطر ، الى غير ذلك مما نص عليه الدستور في باب الحقوق والحريات ،
اذا كان منطق الربح و الاستهتار بحقوق الغير و التعالي والحكرة وإهانة المواطن هو الأصل فكيف للمرفق العمومي ان يتحرر من العقلية المتجذرة لدى البعض والمتمثلة في التباهي بالمناصب دون خدمة المواطن في اجواء تضمن له كرامته وتصون إنسانيته ،الم يحن الوقت لتشخيص مكامن الخلل في اداراتنا ومرافقنا المخصصة لخدمة المواطن وجماعاتنا الترابية ؟ الم يستحي البعض من تصرفات تعود بالمغرب الى زمن بائد مضى وعهده انقضى ، اليس من الخزي الا يتسلح المسؤول من اي منبر وموقع بضمير مهني ونبذ الزهو والغرور والهرولة من اجل قضاء المصالح الخاصة ، للاشتغال بتجرد وحياد ؟ الا يكفي ان يدرك المواطن المقهور ان سيف البيروقراطية والمحسوبية والزبونية المضروب على عنقه سيزيده إحباطا وفقدانا للأمل في وطن يشعره بالغربة بسبب تصرفات بعض منعدمي الضمير ، من جهة اخرى ما السبيل الى مقاومة التأقلم مع واقع ألفنا معه القهر اليومي والانكسار ؟
ومع ذلك شريحة من المستهترين بحقوق الاغيار يستعدون للترشح من اجل مواصلة مسلسل الانتهاكات
فلتكن صحوة جماعية ، كل من موقعه وكيفما كانت مهامه !