بعد تفشي أنفلونزا الطيور في مزارع الدواجن وطاعون المجترات الصغيرة، هل سجلت الجزائر إصابات بداء اللسان الأزرق لدى الأبقار؟
عبدالقادر كتــرة
أوضحت وزارة الفلاحة الجزائري أن باخرتان دخلتا الجزائر في 13 و14 فبراير 2021 ، قادمة من إسبانيا، على متنها عشرات العجول قالت إنها سليمة من داء اللسان الأزرق.
جاء هذا بعد قرار إسبانيا تعليق تصدير العجول والمواشي الحية من ميناء كارتاخينا الاسباني، إلى الجزائر ولبنان والسعودية بسبب تسجيل حالات ظهور أعراض مرض اللسان الأزرق على عجول حية على متن باخرتين غادرتا الميناء منذ يناير الماضي، وتم رفضها في عدة دول على غرار تركيا وليبيا وتونس.
وحسب وسائل إعلام محلية في “كارتاخينا” بمقاطعة “مورسيا” فإن إدارة الميناء أوقفت عمليات تصدير عجول ومواشي حية إلى دول مثل الجزائر ولبنان والمملكة العربية السعودية، التي تعتبر حسبها أهم الوجهات انطلاقا من الميناء ذاته، دون تقديم تفاصيل إضافية.
وحسب مصدر إحدى الجرائد الجزائرية بوزارة الفلاحة، فإن المناطق التي ظهر فيها داء اللسان الأزرق بإسبانيا هي نافارا وأراغون وبلد الباسك، مشيرا إلى أن رخصة الاستيراد التي منحتها المصالح البيطرية الجزائرية تستثني هذه المناطق.
وسجلت الجزائر عدة بؤر لأمراض خاصة بالحيوانات الداجنة منها تفشي أفنولزا الطيور بالعديد من مزارع الدواج ونفوق عشرات الآلاف من الدجاج وطاعون المجترات الصغيرة في مزرعة خاصة بوادي فراغة من الجهة الشرقية للولاية ونفوق 30 رأسا من الماعز، وهي أول بؤرة للمرض خلال 2021، حسب ما علم ، يوم الأربعاء 17 فبراير 2021 ، من المفتش الولائي.
وأوضحت المصلحة التابعة لمديرية المصالح الفلاحية الجزائرية أن نتائج التحاليل المخبرية والتحقيق الوبائي الذي قامت به المفتشية أظهرت بأن سبب نفوق هذا القطيع من الماعز يعود فعلا إلى طاعون المجترات الصغيرة، مضيفا بأن التحقيق بين بأن رؤوس الماعز النافقة لم تخضع للتلقيح ضد الطاعون.
واستنادا لنفس المصدر، حسب ما أوردته جريدة الخبر الجزائرية، فقد سارعت مصالح المفتشية إلى اتخاذ تدابير احترازية وإجراء تلقيح دائري بمحيط البؤرة المسجلة لمنع توسع انتشار الطاعون وانتقاله لمستثمرات مجاورة وتجنب تسجيل بؤر أخرى للإصابة، مشيرا إلى أن عملية التلقيح الدائري شملت لحد الآن 2670 رأسا من الماشية عبر 92 مستثمرة ومزرعة بعدة بلديات من الولاية.
طاعون المجترات الصغيرة هو مرض فيروسي معد يصيب بشكل خاص الأغنام والماعز ولا ينتقل إلى الانسان. يتواجد هذا المرض في عدة مناطق، بما في ذلك أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا. لا يستطيع الفيروس المسؤول عن هذا المرض المقاومة طويلًا في الوسط الخارجي بسبب ضعفه .
تفرز الحيوانات المصابة كميات كبيرة من الفيروس عن طريق ذرف الدموع وإفراز اللعاب والبراز. كما يساهم السعال والعطس في انتشاره، مما يؤدي إلى انتقال سريع للمرض عند الاتصال المباشر بين الحيوانات. من جهة أخرى، يؤدي تجمع الحيوانات من جهات مختلفة إلى انتشار المرض.
تتراوح معدلات الاعتلال والوفيات، في قطيع مصاب، بين 50 ٪ و70 ٪. كما يمكن أن تكون هذه المعدلات أقل بكثير (معدل منعدم) حسب درجة المقاومة الطبيعية للحيوانات.
وسبق للمنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه أن سجلت، منذ سنة ، عن ظهور حالات لداء “اللسان الأزرق” بمنطقة معذر الدفلة بدائرة الخبانة بولاية المسيلة، حيث أكدت المنظمة أنها قامت بمعاينة ميدانية ليتبين أن الحالات شبه مؤكدة وذلك بنفوق أزيد من 30 من رؤوس الأغنام، وأضافت أن السلطات المحلية لم تحرك ساكنا بالرغم من الشكاوي التي رفعها الموالون.
يشار إلى أن داء اللسان الأزرق يسببه فيروس ينتقل عن طريق الحشرات يصيب المجترات، والأغنام والأبقار وتكون نسبة إصابة الأبقار به قليلة مقارنة بالأغنام، حيث يتسبب فيه البعوض الذي ينقله عن طريق الدم وليس عن طريق الاتصال واللمس المباشر بينهما.
كما تتعدد أعراض المرض بوجود حمى مع احتقان شديد في الغشاء المخاطي للفم، وحدوث تقرحات ونزف في الفم والشفاه، الأمر الذي يسبب خسارة كبيرة لمربي الأغنام والأبقار بسبب نفوق أعداد كبيرة من ماشيتهم وحيواناتهم.
يذكر أن المنظمة العالمية لصحة الحيوان ، يوم الثلاثاء 9 فبراير 2021 ، سبق أن أعلنت عن تسجيلها بؤرة لسلالة أنفلونزا الطيور إتش5إن8 ، في مزرعة للدواجن بالجزائر الجار الشرقي للمملكة المغربية الشريفة، في تقرير مع بداية تسجيل الحالات الأولى كان يوم 17 يناير الماضي وتم تأكيد الإصابات يوم 26 من نفس الشهر.
ونقلت المنظمة، ومقرها باريس، عن تقرير لوزارة الخارجية الجزائرية أن الفيروس أسفر عن نفوق 50 ألف طائر في مزرعة بمدينة عين فكرون التابعة إداريا لولاية أم البواقي الواقعة بشمال شرق البلاد وأن باقي الطيور ذُبحت وعددها 1200 طائر.
ونقلت المنظمة العالمية لصحة الحيوان عن تقرير لمدير المصالح البيطرية في وزارة الفلاحة الجزائرية أن الفيروس الذي وصل لعشر مزارع متفرقة في 7 ولايات، أسفر عن نفوق أكثر من 90 ألف طائر في مزرعة في مدينة عين فكرون وأن باقي الطيور ذُبحت وعددها 1200 طائر ويضيف التقرير أن تاريخ تحديد البؤرة كان 17 يناير 2021 وأما تاريخ تأكد الإصابة هو يوم 26 يناير 2021 في حين أن مدير المصالح البيطرية في وزارة الفلاحية أحمد شوقي الكريم بوغالم راسل المنظمة العالمية لصحة الحيوان بتاريخ 08 فبراير 2021 أي بعد أكثر من عشرين يوم من تفشي العدوى وسط المزارع الأخرى وهذا خطأ قاتل يتحمل مسؤوليته وزير الفلاحة مباشرة ويجب محاسبته.
وعقّد انتشار فيروس أنفلونزا الطيور “إتش 5آن8” من الأزمة التي تعصف بشعبة تربية الدواجن، حيث تأتي في فترة تهدد بوقف الإنتاج بالنظر على التهاب أسعار الذرة والصوجا، اللتين تمثلان 80 في المائة من الغذاء اليومي للدواجن، وهو نفس الارتفاع الذي يسجله سعر الأدوية الموجهة لها التي ارتفعت بأكثر من 4 آلاف دينار عن سعرها السابق.