“ثباتيرو” رئيس الحكومة الإسبانية السابق يدعو الصحراويين إلى التخلي عن فكرة تقرير المصير وأن يراهنوا على الحكم الذاتي
عبدالقادر كتــرة
دعا رئيس الحكومة الإسبانية السابق، “خوسي لويس ثاباطيرو”، الصحراويين إلى التخلي عن مطالبتهم بتقرير المصير مع حثهم على الانخراط في مسار التسوية السياسي لقضية الصحراء من منطلق البحث عن حلول أكثر واقعية، كفيلة بحفظ كرامة الصحراويين وتحقيق طموحاتهم المشروعة في العيش الكريم، ولن تكون إلا في إطار الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب.
دعوة “خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو”،خلال الذكرى السنوية لحركة صحراويين من أجل السلام، يوم الأربعاء 21 أبريل 2021، شملت ساكنة المخيمات بما فيهم قيادة “بوليساريو”، وهي دعوة لإعمال العقل، وأن يراهنوا على حل سياسي واقعي.
تصريحات “ثاباتيرو” وخلاصات جلسة مجلس الأمن التي وضعت جبهة “بوليساريو” في حجمها الطبيعي، حسب مقال لمنتدى “فورساتين” لدعم الحكم الذاتي بمخيمات، “كلها مؤشرات غاية في الأهمية، ومنعطف قوي سيكون له ما بعدها، وقد شكلت نقطة فارقة استوعبها أقرب المقربين لقيادة “بوليساريو” وحتى أتباعها المتطرفون استسلموا اليوم للأمر الواقع، وتأكدوا من ضعف حجة جبهة “بوليساريو”، وانعدام أهميتها دوليا خاصة مع ادعاءاتها المضللة ، ونزوحها الى الحرب ، في عالم يطمح للسلم وينبذ العنف”..
وقد بدأت اليوم دعوات الى التفكير الجدي والواقعي في ما يقع لجبهة “بوليساريو”، وخرجت أصوات من الداخل تطالب بالوقوف الحازم وتقييم الأمور بتجرد، والتخلي عن العاطفة والانقياد الأعمى خلف السراب، ووضع الأصبع على الجرح، والبحث الحازم عن حلول ناجعة تخرج الصحراويين من القوقعة التي وضعتهم القيادة فيها.
“التوجه الجديد داخل المخيمات، حسب نفس المصدر وبتعبيره، انعكس على الأطر والكوادر بجبهة البوليساريو، وظهرت بوادره في طريقة تناول المدونين المحسوبين عليها لنتائج جلسة الأمم المتحدة، كما عجت المنتديات والمجموعات بوسائل التواصل الفوري بالنقاشات المستفيضة التي تلوم القيادة وتدعوها الى تحيين طريقتها، والاسراع بتدارك الأمور قبل فوات الأوان، والبحث عن ميناء ترسوا عليه سفينة البوليساريو المهترئة، وأن تتحلى بنوع من البراغماتية والواقعية في سبيل إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن تغرق السفينة بمن فيها ، فالطريق التي تسلكها القيادة لا توصل إلا للهلاك والدمار، ولا رجاء للعودة منها.”
ويضف المنتدى “الجديد اليوم، أن الإعلام المحسوب على جبهة البوليساريو ، تناول أيضا بموضوعية لافتة ،تصريحات “ثاباتيرو” وتطرق بصريح العبارة لدعوته للصحراويين وقيادة البوليساريو الى التخلي عن فكرة تقرير المصير . وهذا التناول الجريء لأحد الطابوهات بالمخيمات، يعد تحولا لافتا، ومؤشرا آخر لنهاية جبهة البوليساريو التي بدأت تتجسد منذ مدة، وأصبحت مسألة وقت لا أقل ولا أكثر.”
وسبق ل”رودريغيث ثاباتيرو” الرئيس السابق للحكومة الإسبانية، حسب ما أورده موقع “القدس العربي” بمدريد، 18 نونبر 2010، “أن مقترح الحكم الذاتي هو الحل الواقعي والوحيد لتجاوز النزاع القائم في الصحراء”.
وقال ردا عن سؤال للصحافي الإسباني “أنتونو مايستري” يتعلق بإهمال إسبانيا للصحراء الغربية وعدم الوفاء بواجباتها مع من لا تزال في حكم مستعمراتها : “أعتقد أن الحل الواقعي والوحيد هو التفاهم ما بين جبهة البوليساريو والمغرب لتجاوز النزاع القائم في الصحراء”.
وأكد ثاباتيرو، الذي حل ضيفا على برنامج “الأحمر القاني” بالقناة الإسبانية السادسة، “أن المغرب قدم على الطاولة إحدى المخارج، منذ سنوات وخاصة أثناء ترأسي للحكومة، التي يمكن أن تمنح إرضاء معقولا لمطلب تاريخي”.
وتابع الوسيط الدولي قائلا: “في رأيي ليست هناك إمكانية أخرى غير التفاهم ما بين جبهة البوليساريو والمغرب”.
وأردف “أن هذا رأيي الذي أدافع عنه منذ زمن بعيد ولست مستعدا لتغييره.. لذلك أدعو كل الأطراف لتجاوز هذا الحادث حتى لا نفقد الهدؤ الذي عاشته المنطقة منذ 29 سنة”.
ودعا ثاباتيرو، حسب نفس المصدر، إلى “استكشاف المسارات التي اقترحها المغرب للحكم الذاتي مع حقوق موسعة”، كما دعا إلى “حيادية إسبانيا وعدم تدخلها في النزاع القائم بين الطرفين حيث دعاهما إلى التفاهم الذي وصفه بالصعب”.