نوستالجيا: ذكرياتي مع مدينتي سبتة ومليلية
بقلم: إدريس الواغيش
لم تثبت الجغرافية أن مدينتي سبتة ومليلية وجزر أخرى قد انعزلت عن قارة أوربا بعد زلزال في فترة من الفترات الجيولوجية كالجوراسية أو الديفونية، ولا رمت بهما مظلة ضخمة من طائرة خرافية فوق تراب المغرب، وبالتالي ظلت علاقتنا بهما كمغاربة علاقة قرب وملامسة وحنين، لم ولن ينقطع منذ احتلالهما من طرف البرتغال ثم إسبانيا أو من مر قبلهما من أقوام أخرى، ولذلك على إسبانيا الرحيل وتسليم مفتاحيهما، فلنا فيهما ما نعمل ولنا المستقبل.
وتعود علاقتي بالمدينتين إلى أكثر من خمسة وأربعين سنة، لم أزرهما ولكنني سأفعل يوما، أذكر أنني اقتربت منهما وراقبتهما في أسى عن بعد وقرب. اقتربت من سبتة ذات مراهقة أولى، حين نظمت إعدادية قريتنا رحلة مدرسية إليها مباشرة بعد المسيرة الخضراء ذات ربيع من 1976م، وظلت تذكرني دائما وأبدا بأستاذنا لمادة الجغرافيا السوري، شامي وخمسيني، قومي وعروبي، وفي نفس الوقت مغربي ووطني أكثر من بعض مواطني اليوم مقيمين ومهاجرين، الآكلون الشاربون، النائمون الناهبون، المغتصبون لخيرات البلاد والعباد، السابحون العائمون في نعم الله، الجاحدون الغير حامدين ولا شاكرين فضل هذا الوطن عليهم.
كان هذا الأستاذ أشقر وسيم مثل باقي وسماء ووسيمات الشام واسمه النعمان، ولم نكن نعرفه بغير هذا الاسم، وإن كنا لا ندر إن كان “النعمان” اسما شخصيا أو عائليا، لم يكن يفوت فرصة وهو يرسم خريطة المغرب على السبورة دون أن يشير إلى مدينتي سبتة ومليلية بالطبشور الأحمر، ويذكرنا بمرارة القومي العروبي أنهما ثغران محتلتان من طرف الإسبان. وكنا نحن كمغاربة حتى في الأرياف، على فقرنا وتخلفنا، ننعتهم بأقبح النعوت وأبشع الصفات، ونضحك على حالهم، كما يصورهم ويرويه لنا عنهم المهاجرون العائدون في عودتهم الموسمية من حقول الجحيم في “الكورس” أو ضيعات أفينيون ومرسيليا الفلاحية وظلمات مناجم الفحم والمعادن في الشمال الفرنسي. كنا أفضل منهم وفق ما يرويه لنا هؤلاء الرواة، ولكن دخولهم الاتحاد الأوروبي بعد ذلك، وتنظيمهم كأس العالم كما أشياء أخرى غيرت المعادلة، وتلك حكايات أخرى.
انطلقنا من مرنيسة مرورا بشفشاون الفاتنة، معشوقتي التي غاب عنها “المنبع” كأهم مرتكز جمالي كان فيها، ثم انتقلنا إلى تطوان حيث قضينا أجمل ليالينا في فندق بئيس، وفي صباح الموالي واصلنا الطريق نحو الفنيدق. لم تكن المدينة تعج بالأحياء والشوارع، لا مقاهي فيها ولا فنادق وعمارات أو طرق سيارة وأسواق، فيها دكاكين وحوانيت صغيرة مسقوفة بالقصدير، مرتبة بشكل أفقي أو عمودي غير منظم، وملامح سيول عبرت للتو بطميها وأحجارها من قمم الجبال المجاورة، وبعض الدور مشتتة على جنبات الطريق المؤدية إلى القصر الصغير. بدأ الوفد المرافق يبحث عن الأجهزة الإلكترونية وأبناء الموظفين الحكوميين ومعهم أبناء الأعيان والمهاجرين إلى الديار الأوربية يسألون عن سراويل الجينز وألبسة مع أحذية رياضية معروفة، فيما اكتفيت أنا بشراء شوكولاتة “ماروخا” وذهبت رأسا جهة مدينة سبتة السليبة. كانت الكيلومترات تنطوي طيا تحت أقدامنا ونعالنا الجلدية، ونحن شباب، وأسهل علينا من مضغ شوكولاتة “ماروخا” نفسها. بدأت أنتقل من كدية إلى أخرى في خفة غزالة وسط أحراش الغابة، وأنا أرى سبتة حبيبتي تقترب مني، حتى وصلت الأسلاك الشائكة، كانت سبتة تبدو على مرمى حجر من عيني. وقفت أمامها وقد كان بإمكاني تجاوزها بقفزة واحدة، لأنها كانت من دون حراسة، ولكن لم أعرف كيف انبعث معي رجل خمسيني من القوات المساعدة المغربية، قال لي بكل لطف:
– ارجع آولدي، لا ثقة في هؤلاء… !!
كنت بدوري قد بدأ التعب يتسلل إلى ركبتي، وأكل ثلاث قطع من “ماروخا” بشهية “المشتاق” فعل فعلته، أحسست برأسي بدأ يدوخ بتفاعل كيميائي بين “ماروخا” وحرارة فصل الربيع، فما كان مني إلا أن التحقت مسرعا بالقافلة، وأنا ألقي نظرتي الأخيرة على سبتة متحسرا، مرددا بيني وبين نفسي: “وجدتك أخيرا يا سبتة…!!”، وبدأت أستعيد شرح الأستاذ النعمان السوري، وطنين صوته يدق في طبلتي أذني ورسمه يتماثل بين عيني، وهو يلقي درس الجغرافيا أمامنا كعادته، وهو يقول: “وهنا يوجد ثغر سبتة المحتلة… “، وأنا بالفنيدق قريب من سبتة، استرجعت الثمانمائة عام من حكم المسلمين في الأندلس، لم أفكر بعقلية المستعمر القديم كما يفعلون، وكان بإمكاني أن أفعل باستعلاء، لأننا حكمنا إسبانيا كمغاربة في عهدي المرابطين والموحدين، وهزمنا ثلثي جيش الناتو في شكله القديم في وادي المخازن، ولكن حين يحدث ونستحضر هذه الفترة الزمنية، فإننا نستحضرها بإشراقاتها الحضارية وبعلمها وعلمائها وبجمال المعمار فيها وليس فخرا بمنطقنا الاستعماري، لأننا لم نكن هناك مستعمرين بالمفهوم القدحي الأخلاقي والإنساني، ولا مخربين أو ناهبي ثروات، لأن أجدادنا لم يكونوا استعماريين و صوصا، ولكن كانوا بناء حضارة عظيمة ومعالمها اليوم شاهدة على ذلك، وهي تدر دخلا سنويا هائلا على الخزينة الإسبانية.
في خضم هذا التخبط بين كينونة زمنين مختلفين ما بين الماضي والحاضر، انطلقت بنا الحافلة متباطئة صعودا في منعرجات إلى جبل موسى نحو القصر الصغير، ولم يكن به حينها سوى بقايا أسوار قصر تاريخي وبضع مقاهي على جنبات الطريق منغلقة على نفسها في انتظار وفود القادمين الصيفيين بحثا عن البحر ورماله، ولما يكن القصر الصغير مركزا حضاريا كبيرا، ولا وجود لشيء اسمه (Tanger Med) . مررنا بطريق ليست كباقي الطرقات، طريق وعر بين نتوءات جبال وسواد أشجار غابات. وجدنا الإسبان يصطادون، يتبعهم نباح كلابهم المرقطة، كانت يخوتهم تظهر قرب الشاطئ وبعض سياراتهم مركونة على جنبات الطريق، يتصرفون كأنهم في مزارعهم وحقولهم وليسوا في أرض يمتلكها وطن آخر ومواطنين مختلفين. أحسست بمرارة الضيم وبأن أراضينا لازالت مستباحة أمام نفس المستعمرين الجدد، القدامى، هم الذين كانوا إلى عهد قريب أقل شأنا وأكثر تخلفا منا مقارنة مع شعوب أوربا في الشمال.
ست سنوات بعد ذلك، سيحصل لقائي الثاني مع سبتة في إحدى العطل الصيفية سنة 1982، كنت مع أصدقائي في مخيم قرب “وادي المالح” بين مارتيل وكابو نيغرو، ومن هناك كنا نتنقل إلى تطوان ومارتيل أو وادي “لاو” وأحيانا نتجه إلى شواطئ ريستينكا العذراء. لم تكن هناك سوى مركبات فندقية قليلة وبعض الفلل، والباقي زرقة بحر وامتداد رملي وصولا إلى حدود الفنيدق. كان الإسبان يصطادون سمكنا من على يخوتهم ويسترخون فوقها طلبا في حمامات شمس، وبعدها يخرجون سباحة كالدلافين ويلعبون كرة القدم على شاطئنا، وحين يميل قرص الشمس إلى الاحمرار، ينسحبون إلى يخوتهم وتغيب معهم ثرثرتهم إلى سبتة المحتلة. كنت أشعر أننا لا زلنا مستعمرين، لا أحد يحاسبهم على دخولهم وخروجهم من وإلى شواطئنا وكأنها في ملكيتهم. كانت نساء تطوان الأصيلات لا تزال تحتفظ ببعض العادات الأندلسية الجميلة، يحملن في المساء قبل غروب الشمس ما لذ من طعام، وكان بعضهن يمتطين دراجات نارية وهن لابسات جلابيبهن ولثمهن، كنا نقتسم معهم بعض الطعام، ثم نعود ثانية كما هن مع أسرهن قبل غروب الشمس إلى المخيم الصيفي. أما اليوم، فقد انقرضت تلك التقاليد الجميلة، وسيطرت مافيا المال والرمال على كل شيء، ولكن من حسنات المرحلة أن الإسبان بدورهم لم يعد لهم أثر أو تلك الحرية في انتهاك شواطئنا، كما كانوا يفعلون في البر والبحر، كل يخت إسباني دخل بدون سند قانوني إلى مياهنا أو شواطئنا يجد في انتظاره البحرية الملكية، ولن يخرج منه إلا بعد أداء غرامة مالية وتعهد بعدم التكرار، ولذلك يحق لنا أن نفتخر، رغم كل شيء، بأننا في مغرب جديد.
حين منعني الإسبان من دخول مليلية
حين انتقلت إلى العمل في إجرماواس بتمسمان في الناظور (إقليم الدريوش حاليا) سنة 1989، زرت المدينة نهارا وكنت قد زرتها قبل ذلك ليلا سنة 1978، فوجئت بشكل المدينة وهندستها العشوائية، الأسواق الرئيسية التي تباع فيها السلع المهربة مجرد دكاكين مسقوفة بالقصدير، القريبة من البحر حيث المحطة الطرقية أو تلك المتواجدة في حي أولاد الطيب على طريق أزغنغان. كان هناك سوق مركزي كبير في وسط المدينة يتكون من طابقين شيدته الدولة حديثا، ولكن مشكلا قانونيا حال دون إعماره، إذ لم يسمح فيه يومها ببيع السلع المهربة إلى أن تم تدارك الأمر لاحقا، وبقي الاكتفاء ببيع سلع خفيفة: مجوهرات نسائية مستوردة، ساعات يدوية، ألبسة وأحذية رياضية مختلفة لماركات معروفة. إلخ.
كانت توجد حيث تتمركز اليوم حديقة وسط المدينة مع نافورة صغيرة، “سويقة” تباع فيها الخضر والفواكه والأسماك، وحين نذكر الأسماك لا بد من استحضار ما يتبعها من ذباب، حين تدفأ الشمس في فصل الربيع أو تشتد مع سخونتها في مطلع الصيف، وعلى جنبات “سويقة” تنبت شجيرات صغيرة من السدر تعلق بها الأكياس البلاستيكية السوداء الطائشة، ولم يكن شيء يعلو فوق السواد حيثما رميت ببصرك، لأن الأكياس التي تباع فيها السلع المهربة سرعان ما يتخلص منها المشترون ويحتفظون بالبضاعة، وهو ما كان يعطي انطباعا مقززا عن المدينة.
في مدينة الناظور تأكدت مرة أخرى أن إسبانيا دولة استعمارية حقيرة، عكس إنجلترا أو فرنسا رغم أن الاستعمار واحد أحد، كل ما تركته وراءها من بنيان وطرقات بئيس وحقير لا جمالية له وفيه، وهو نفس الشيء الذي لاحظته عندما زرت مدن مرتيل والحسيمة في أول زيارتي أو ما سبق أن شاهدته في مدينتي سيدي إفني وطانطان. كانت الناظور أشبه بمستعمرة إسبانية، رغم ما يعلوها من أعلام مغربية فوق بنايات الإدارات الحكومية، أينما وليت وجهك ثمة إسبان يتبضعون، يخرجون من مليلية المحتلة ويعودون إليها متى شاءوا وهم يثرثرون بلغتهم في عجرفة وكبرياء. عرفت فيما بعد أن شهرة الناظور تعود للسلع المهربة منها، لأن المدينة كانت صغيرة ومحصورة في شارع الحسن الثاني المشابه لنظير له بفاس مع فارق في العرض والطول، شارع صغير لا شيء يغري فيه لولا أن وهبته شجيرات النخيل بعضا من جمالها، ينتهي بمقهى جميل على شكل باخرة صغيرة فوق ما يشبه بحرا لا أمواج فيه، وشارع آخر يفضي إلى مستشفى الحسن الثاني وآخر طويل وحديث العهد بالبناء نسبيا في مدخل المدينة التي تعج بفنادق غير مصنفة، يقبل عليها الزوار للتبضع من المغاربة والمغاربيين على السواء: تونسيون وجزائريون يقصدونها بسياراتهم انطلاقا من وجدة. كنا نعرف التونسيين بسيارات “البيجو 404” العائلية والجزائريين بسيارات “أودي” و”فولزفاكن” وبعض ماركات “الرينو”. لم يكن الجزائريون يمارسون التجارة كما التونسيين، وأغلبهم من فئة الشباب وأبناء الأعيان أو موظفون يأتون للسياحة والتبضع بما خف من سلع: إلكترونيات، ألبسة، هواتف، كاميرات ساعات. إلخ. أذكر أن الجزائريين كانوا أكثر انفتاحا من التونسيين، لأن أغلبهم شبابا ولكنهم كانوا أكثر عجرفة منهم، ولم لا؟ ألم يكن ثمن البرميل الواحد من البترول يتجاوز يومها المائة وأربعين دولارا؟، ومع ذلك أشياء بسيطة كانت تفضح كبرياءهم.
أذكر مرة ونحن جلوس مع جزائريين في أحد المقاهي، طلبنا فناجين قهوة سوداء، والمعروف عندنا في المغرب أن يحضر النادل معها قنينة ماء باردة، وإذا ببعضهم دون سابق إنذار يرتفع صراخهم محتجين على النادل:
– ليس معقولا ما قمت به، هذا ابتزاز لن نقبل به، هذا مكر في التعامل، هل لأننا جزائريين، نحن لم نطلب ماء…!
بدأ كل واحد يحتج ويصرخ على طريقته، ولم أكن أعرف أن الجزائريين يتوترون ويتغير مزاجهم بسرعة من حال إلى حال على ذلك الشكل. اجتمع الناس في الشارع وحضر شرطيان بالزي المهني كانا قريبين في مهمة، كما (قد يكون حضر حتما) آخرون بزي مدني. كنا نتبادل أطراف الحديث، ولكن لم نعرف كيف تطور الوضع وتغير فجأة.
وحين استفسرنا هم وقد هدأت أعصابهم، عرفنا أن الأمر يتعلق بكؤوس الماء، لأنهم في الجزائر يطلبون فنجان قهوة ومعه الماء أو فنجان قهوة بدونه لمن هو غير قادر على دفع ثمن الماء. نودي على صاحب المقهى فحضر، كان مهاجرا شابا استثمر أمواله في مشروع مقهى جميلة، حديثة البناء والتصميم وحتى التجهيز، شرحنا له أن الأمر يتعلق بكؤوس الماء لا غير، واعتقد بعضهم أنهم ملزمون بدفع ثمنها. حينها ضحك وطلب من النادل أن يرش الشارع أمام المقهى والحديقة المقابلة بالماء، ففعل أمام استغراب الإخوة الجزائريين واندهاشهم، مارون وزبائن، من كون الماء يدفع ثمنه في مقاهي الجزائر كما كؤوس الشاي وفناجين القهوة…!!.
طيلة الثلاث سنوات التي قضيتها هناك، حاولت مرة واحدة زيارة مليلية المحتلة، كنت أسمع عن جمالها ونقائها، وما يقوم به المغاربة أثناء زيارتهم لها. وكان يكفي سكان الأهالي التابعين لإقليم الناظور يومها الإدلاء ببطاقة التعريف الوطنية للدخول من دون حاجة إلى جواز سفر، ومع ذلك حملت معي جواز سفري تحسبا لأي طارئ، لأن الأخخبار الواردة من الثغر المحتل كانت تقول أن العلاقة جد متوترة بين سكان المدينة من المغاربة وسلطات الاحتلال الإسباني في تلك المرحلة، وكان المغاربة المليليون يعبؤون السكان لمقاطعة(la feria) أكبر مهرجان ثقافي وتجاري تعرفه مليلة المحتلة. وعندما وصلنا المعبر الحدودي، أدلينا لشرطيين إسبانيين من جمارك الحدود ببطائقنا الوطنية. قال لنا أحدهما في كبرياء باللغة الإسبانية التي لم أكن أتقنها، ودون أن يتحقق من هويتنا، كلاما عرفت من خلال نبرة صوته أنه غير لائق، وحين ألححت على صديقي أن يصارحني ويصدقني القول في ترجمته، قال لي بأنه يقول لنا:
– سيروا تق..دوا، أنتم وبطائقكم…!!
نظرت إليه ثم إلى السماء، وجدته يحمل على كتفه رشاشا آليا، قال لي صديقي من أزغنغان:
– ادخل أنت بجواز سفرك، وأرجع أنا في وقت لاحق..!
قلت له ولنفسي:
– لن أدخل إلى مليلية المحتلة بعد اليوم مهما حصل، وإذا فعلت، سأدخلها فاتحا، ولو بعد حين…!!
وحدث أن زرت الناظور بعد ذلك في فبراير من سنة 2012 من أجل حضور فعاليات المهرجان العربي الأول للقصة القصيرة جدا. حين نزلنا في محطة القطار، نسخة مصغرة وجميلة من محطة الرباط المدينة، طلب مني بعض الأصدقاء أن أدلهم على الفندق الذي خصصه المهرجان لإقامتنا بحكم معرفتي بالمدينة، ولكنني عجزت، لم أعرف الطريق إليه، أنا الذي قضيت ثلاث سنوات بالناظور، وجدت المدينة قد تغير تماما، اختلفت عن الذي كنت أعرفه عنها وفيها من قبل، معالم عمرانية جديدة، بنية تحية رائعة، ولا أثر لكبرياء الإسبان وثرثرتهم…!!