المفتش التربوي محمد مقران..مسار تضحية كبيرة
الأستاذ منير الحردول
لا أحد في الحقل التربوي بمديرية وجدة أنجاد يمكنه أن يتنكر لمسار إطار تربوي كبير اسمه “مقران محمد”، المفتش التربوي لمادة الاجتماعيات في السلك الثانوي بشقيه الإعدادي والتأهيلي، فالكل، وبالخصوص الذين جمعتهم معه اللقاءات التربوية والتأطيرية، يشهدون له بالكفاءة وحسن الخلق وقيم نكران الذات والتواضع والتشجيع الدائم للأستاذات والاساتذة عند الزيارات الصفية وغير الصفية، فهو قدوة في التواضع وتجربة في الممارسة، بعيدا عن الاستعلاء المجانب لصواب التربية، فالسيد محمد مقران مسار حافل من العطاء امتد من اكتوبر1979 وسينتهي بقيمة نوعية مضافة في تاريخ التربية القيمية للمادة المدرسة( الاجتماعيات) بتاريخ غشت 2021 .
فقد التحق هذا المفتش التربوي الموهوب بالتعليم كأستاذ للسلك الاول لمادة الاجتماعيات في اطار التوظيف المباشر باعدادية سيدي محمد بن عبد الله بجرادة حتى1985، والتحق بالسلك الثانوي بثانوية القاضي عياض ببوعرفة كاستاذ و كمرشد تربوي و في 1989 ثم بالتفتيش حيث اشتغل بإقليم فجيج الشاسع و في ظروف صعبة لكن قساوة التضاريس و تباعد المؤسسات و قلة وسائل التنقل كانت تزول عنه و تهون مع جدية الاساتذة و تواصل الإداريين كما ذكر وقال، مع التنسيق التام مع مختلف الفاعلين و المتدخلين فكانت الحصيلة و الحمد لله دائما مرضية حسب شهادته، و تحفز على مزيد من العطاء و المردودية و بالتالي رضا الضمير حتى كانت سنة 2011 فانتقل بعد ذلك الى مديرية بركان و بقي يشتغل بها حتى مغادرة الوظيفة ونهاية المسار الوظيفي بتقاعد محتوم.. و بحكم تناقص أطر المراقبة التربوية تدريجيا عبر السنوات أصبح منذ2018 يشتغل وحيدا بالجهة الشرقية و قام بتغطية كل المديريات، و رغم تعدد المهام و تشعبها من المستوى الاقليمي الى الجهوي الى الوطني، كما حرص على اداء المهام و القيام بالواجبات المهنية مع استحضار دائم للعلاقات الإنسانية و الاجتماعية، باعتبارها تؤطر لما هو مهني و احتفظ و الحمد لله بعلاقات طيبة مع مختلف الفرقاء التربويين رغم بعض الاختلافات و ليس الخلافات كما سرد لنا..وبشهادة الجميع، سيمسي السيد “محمد مقران” إطارا وطنيا وتربويا كبيرا عنوانه التربية والأخلاق والتواضع والتمرس عبر التجربة بعيدا عن الشكليات النظرية بل ترجمة روح المهنة من خلال الواجب والتمرس داخل الفصول، وتدعيم قيم الاخوة بين مختلف مكونات الجسم التربوي..فهنيئا لك الأستاذ “محمد مقران” على خصالك التي ستبقر راسخة عند من عايشوك وقدرتهم واحترمتهم وأطرتهم مرارا وتكرارا…